36 C
Khartoum

مهرجان كان 2025: فيلم “مجرد حادث” للمخرج الإيراني جعفر بناهي يتوج بالسعفة الذهبية

Published:

فاز فيلم “مجرد حادث” للمخرج الإيراني جعفر بناهي السبت بالسعفة الذهبية في النسخة الثامنة والسبعين لمهرجان كان السينمائي. ويسود غموض حيال المصير الذي تخبئه السلطات في طهران  للمخرج بعد فيلمه الحادي عشر، إذ سبق أن سُجن بهاني مرتين في إيران ومُنع من التصوير لمدة 20 عاما.

توج فيلم “مجرد حادث” للمخرج الإيراني جعفر بناهي السبت بالسعفة الذهبية في النسخة الثامنة والسبعين من مهرجان كان السينمائي.

وكوفئ المخرج البالغ 64 عاما، والذي تمكّن من الحضور إلى مهرجان كان لأول مرة منذ 15 عاما، بالجائزة الأرفع في الحدث العريق، عن فيلمه الذي يقدم قصة أخلاقية تغوص في مخطط سجناء سابقين للانتقام من جلاديهم.

حوار مع المخرج الإيراني جفعر بناهي

يدور فيلم “مجرد حادث” حول وحيد الذي يؤدي دوره وحيد مبصري والذي يخطف رجلا بساق صناعية يشبه تماما الرجل الذي عذبه في السجن ودمر حياته. ينطلق وحيد للتحقق مع ناجين آخرين من أن هذا الرجل هو بالفعل من عذبهم في السجن ثم يقرر ما سيفعله معه.

لقطة من فيلم “مجرد حادث”

وقال بناهي باللغة الفارسية، بحسب ترجمة قدمها المهرجان: “أعتقد أن هذه اللحظة المناسبة لسؤال كل الناس، جميع الإيرانيين، بكل آرائهم المختلفة عن الآخرين، في كل مكان في العالم، في إيران أو في العالم، أسمح لنفسي أن أطلب شيئا واحدا: دعونا نضع جانبا (…) كل المشاكل والاختلافات، الأمر الأكثر أهمية في هذه اللحظة هو بلدنا وحرية بلدنا”.

وقالت رئيسة لجنة التحكيم جولييت بينوش عند إعلانها عن الجائزة: “الفن يحرك الطاقة الإبداعية لإخراج أفضل ما بداخلنا. قوة تحول الظلام إلى تسامح وأمل وحياة جديدة”.

وقد صُوّر الفيلم الفائز سرا، إذ رفض المخرج طلب الإذن بالتصوير. وفي تحدّ لقوانين الجمهورية الإسلامية، ظهرت ممثلات كثيرات في العمل من دون حجاب.

بناهي ثاني إيراني يفوز بجائزة السعفة الذهبية بعد عباس كياروستامي عن فيلم “طعم الكرز” (1997). والعام الماضي، فاز إيراني آخر هو محمد رسولوف بجائزة خاصة عن فيلمه المثير للجدل “دانه انجر مقدس” (أي “بذرة التين المقدس”). وبعد أن وصل سرا إلى مدينة كان، اختار رسولوف المنفى.

وأعلن بناهي أنه سيعود إلى وطنه الأحد بالرغم من خطر التعرض لأعمال انتقامية. ويسود غموض حيال المصير الذي تخبئه له السلطات في طهران بعد فيلمه الحادي عشر، إذ سبق أن سُجن المخرج مرتين في إيران حيث حُكم عليه في عام 2010 بالسجن ست سنوات ومُنع من التصوير لمدة 20 عاما.

“تحويل الظلام إلى غفران”

وخلال تسليمه جائزة السعفة الذهبية، تطرقت رئيسة لجنة التحكيم جولييت بينوش إلى الدور الذي يضطلع به الفنانون في “تحويل الظلام إلى غفران”.

وقالت النجمة الفرنسية: “الفن يستفز ويطرح الأسئلة ويبدّل الأوضاع (…) الفن يحرك الطاقة الإبداعية لأثمن جزء فينا وأكثره حيوية. قوة تحوّل الظلام إلى غفران وأمل وحياة جديدة”.

منذ عام 2010، لم يتمكن المخرج الإيراني من مغادرة بلاده لحضور أيّ من المهرجانات السينمائية الكبرى التي أغدقت عليه الجوائز (جائزة “الدب الذهبي” مرتين في برلين، وثلاث جوائز في كان، وجائزة أخرى في مهرجان البندقية).

وفي باقي التتويجات، ذهبت جائزة أفضل ممثلة لنادية مليتي عن دورها في فيلم “الصغيرة الأخيرة” للمخرجة الفرنسية من أصل تونسي حفصية حرزي. وأدت مليتي، الطالبة الرياضية التي رُصدت في اختبار أداء، دور فاطمة ابنة السبعة عشر عاما، وهي شابة مسلمة تكتشف مثليتها الجنسية.

وفاز المخرج البرازيلي كليبير ميندوزا فيلهو بجائزة أفضل إخراج عن فيلم “أو سكريتو أجينت” (العميل السري) الذ حصل بطله فاغنر مورا، المعروف بأداء دور بابلو إسكوبار في سلسلة “ناركوس”، على جائزة أفضل ممثل.

لقطة من فيلم “العميل السري”

ومنحت جائزة أفضل سيناريو للأخوين جان بيار ولوك داردين عن فيلم “الأمهات الشابات”. ويدور عملهما الاجتماعي الجديد حول دار تعنى برعاية أمهات مراهقات يعانين ظروفا صعبة، في ختام مهرجان كان بدورته الثامنة والسبعين التي لم تغب عنها السياسة.

وحصل فيلم (سنتمنتال فاليو) “القيمة العاطفية” من إخراج النرويجي يواكيم ترير على الجائزة الكبرى، وهي ثاني أكبر جائزة في المهرجان بعد السعفة الذهبية وتمنحها لجنة التحكيم لأحد الأفلام الروائية.

ولم تتضمن قائمة الجوائز هذا العام أي أفلام أمريكية، إذ خرجت إنتاجات كبيرة مثل فيلم “إدينغتون” للمخرج آري أستر مع خواكين فينيكس، و”داي ماي لوف” للمخرجة لين رامساي مع جنيفر لورانس خالية الوفاض.

وفضلت لجنة التحكيم التي ضمت من بين أعضائها الممثلين الأمريكيين جيريمي سترونغ وهالي بيري، أفلاما لا تشبه الإنتاجات السائدة في القطاع، بالإضافة إلى المواهب الشابة.

وشهد المهرجان الفرنسي خلال الأسبوعين الماضيين عروضا زاخرة بالنجوم، من دينزل واشنطن إلى توم كروز الذي جاء لتقديم أحدث أفلام سلسلة “ميشن إمباسيبل”، مرورا بسكارليت جوهانسون التي شاركت بأول تجربة إخراجية لها، ونيكول كيدمان.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة