41.8 C
Khartoum

الجيش السوداني يقول إنه عثر على توابيت تحتوي على جثث متحللة وبطاقات هوية لمرتزقة من كولومبيا

Published:

أعلن الجيش السوداني أنه عثر على توابيت تحتوي على جثث متحللة، بالإضافة إلى بطاقات هوية تعود لمرتزقة من كولومبيا، في المناطق التي استعادها مؤخرًا جنوب أم درمان. ووفقًا لمصادر عسكرية ومقاطع مصورة نشرتها القوات المسلحة السودانية، فقد تم العثور على هذه الوثائق وبطاقات الهوية بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع، التي يُقال إنها استعانت بمقاتلين أجانب، من بينهم كولومبيون، ضمن عملياتها في السودان.

تشير التحقيقات والتقارير المفتوحة المصدر إلى أن هؤلاء المرتزقة الكولومبيين لم يكونوا يعملون بشكل مستقل، بل كانوا جزءًا من ظاهرة أوسع لتجنيد الأجانب في النزاع المستمر بالسودان. فقد تم تجنيد العديد من هؤلاء المقاتلين في البداية عبر شركات أمنية خاصة في كولومبيا، مع وعود بالحصول على وظائف في دولة الإمارات العربية المتحدة. إلا أنه بعد وصولهم إلى الإمارات، تم تحويلهم إلى ليبيا، ثم أُرسلوا عبر الحدود إلى السودان لدعم قوات الدعم السريع. وتشير تقارير إلى أن الإمارات لعبت دورًا مهمًا في تسهيل نقل ونشر هؤلاء المرتزقة، في إطار دعمها لقوات الدعم السريع في النزاع.

تبرز مشاركة المرتزقة الكولومبيين في السودان مدى تدويل الصراع. فالكثير من هؤلاء المقاتلين هم جنود سابقون يتمتعون بخبرة قتالية واسعة، ما يجعلهم خيارًا مفضلاً بسبب مهاراتهم وتكلفتهم المنخفضة نسبيًا. وقد عمل بعضهم كمشغلي طائرات مسيّرة وفرق مدفعية لصالح قوات الدعم السريع. وفي عدة حوادث موثقة، تمكنت القوات المسلحة السودانية وحلفاؤها من اعتراض قوافل هؤلاء المرتزقة، ما أدى إلى سقوط قتلى في صفوف الكولومبيين والعثور على وثائقهم الشخصية.

وقد أعربت الحكومة الكولومبية عن أسفها لمشاركة مواطنيها في هذا النزاع، وتعهدت بالتعاون مع السلطات السودانية لمعالجة هذه القضية. وفي الوقت نفسه، يسلط اكتشاف هذه الجثث وبطاقات الهوية الضوء على الدور المعقد والخطير الذي يلعبه المرتزقة الأجانب في الحرب الطويلة الأمد في السودان، والمخاطر التي يواجهونها في صراع بعيد عن أوطانهم.

وتشير هذه التطورات أيضًا إلى ظاهرة أوسع تتمثل في استقطاب شركات الأمن الخاصة ورعايا دول ثالثة إلى النزاعات في إفريقيا والشرق الأوسط، غالبًا تحت وعود مضللة ودون سيطرة حقيقية على أماكن نشرهم النهائية. ولا يزال الصراع السوداني، الذي اندلع في أبريل 2023، يجذب مثل هؤلاء العناصر، مما يزيد من تعقيد جهود حل الأزمة ويضاعف المخاطر على كل من المقاتلين والمدنيين.


اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة