34 C
Khartoum

يوم دام في السودان..قتلى بهجمات الدعم السريع تطال سجونا ومخيمات نازحين والحكومة تحذر من توقف تصدير النفط

Published:

يوم دام ٍ في السودان..  مقتل وجرح العشرات جراء استهداف قوات الدعم السريع السجن المركزي بمدينة الأبيض عاصمة ولاية شمالي كردفان بطائرات مسيرة، ومخيماً للنازحين بمدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور

يوم دام في السودان سقط فيه العشرات جراء استهداف قوات الدعم السريع ولايتي شمال كردفان وشمال دارفور.

وأعلنت شبكة أطباء السودان، يوم السبت، مقتل 21 شخصا وإصابة 47 آخرين بجروح متفاوتة، إثر هجوم بطائرات مسيرة لقوات الدعم السريع استهدف السجن المركزي بمدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان.

ودانت الشبكة الاستهداف المتعمد للمرافق المدنية، ومن بينها السجن الكبير الذي يضم نحو 5000 نزيل.

وفي إقليم دارفور غربي البلاد، قتل أربعة عشر سودانيا من عائلة واحدة في قصف لقوات الدعم السريع استهدف مخيم أبوشوك للنازحين، كما أعلنت الفرقة السادسة مشاة بمدينة الفاشر مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة العشرات من النساء والأطفال في قصف للدعم السريع السبت على المدينة.

وفي رده على استمرار هجمات قوات الدعم السريع المكثفة بالطائرات المسيرة لليوم السابع على التوالي، نفذ الجيش السوداني قصف جوي استهدف مخازن ومعدات الدعم السريع في إقليم دارفور. 

وتصاعدت في الآونة الأخيرة حدة الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين بين الجيش وقوات الدعم، مع لجوء كل طرف الى أسلحة بعيدة المدى لاستهداف مناطق يسيطر عليها الآخر.

وأسفر “قصف مدفعي عنيف” نفّذته مساء الجمعة قوات الدعم على مخيم أبو شوك للنازحين في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، عن مقتل 14 شخصا من عائلة واحدة وإصابة آخرين بحسب بيان لغرفة طوارئ مخيم أبو شوك السبت.

وفي ولاية شمال كردفان، قتل 19 من النزلاء وأصيب 45 بجروح جراء ضربة بصاروخ نفذتها مسيّرة عائدة لقوات الدعم السريع على سجن الأبيض، بحسب ما أفاد مصدر طبي في مستشفى المدينة.

وأوضح المصدر لوكالة فرانس برس أنه تمّ نقل القتلى إلى مستشفى الأبيض، بينما يتلقى المصابون العلاج في مستشفيات الأبيض والضمان.

ودانت الحكومة المرتبطة بالجيش قصف السجن، معتبرة أنه “جريمة حرب مكتملة الأركان”. وأضاف المتحدث باسمها خالد الأعيسر عبر حسابه على منصة إكس “ندين هذا العمل الإرهابي بأشد العبارات”.

وعلى جانب آخر، حذرت الحكومة السودانية من إمكان توقف عمليات تصدير النفط السوداني والجنوب سوداني بسبب استهداف مسيرات الدعم السريع لخطوط ضخ النفط.

وبعث وكيل وزارة الطاقة والنفط السوداني برسالة إلى نظيره الجنوب سوداني السبت أعلمه فيه بأن قصفا بالمسيرات استهدف محطة لضخ النفط في منطقة الهودي صباح الجمعة “متسببا في أضرار جسيمة بمحطة ضخ النفط.. واحتمالات وقف عمليات التصدير أصبحت عالية جدا”.

وأشارت الرسالة إلى استهداف مسيرة أخرى الخميس مستودعا للوقود في ولاية النيل الأبيض كانت تعتمد عليه شركة بابكو السودانية في عملياتها.

وتعتمد دولة جنوب السودان على البنية التحتية السودانية لتصدير نفطها بموجب اتفاقية تجارية بين البلدين.

وكانت الحكومة السودانية استأنفت عمليات تصدير النفط في بداية العام الجاري بعد توقفها منذ بداية الحرب عام 2023.

غارات جوية للجيش

وباتت قوات الدعم السريع تعتمد بشكل أساسي في هجماتها على الطائرات المسيرة والأسلحة بعيدة المدى التي تمكنها من استهداف مواقع تابعة للجيش في مناطق كانت تعد آمنة نسبيا، وتقع على مسافات بعيدة من معاقلها.

وتتهم الحكومة المرتبطة بالجيش دولة الامارات بتزويد قوات الدعم السريع بالسلاح، وهي تهم تنفيها أبو ظبي.

ونشرت منظمة العفو الدولية الخميس تقريرا اتهم الإمارات بتزويد قوات الدعم السريع بأسلحة صينية بينها “قنابل موجّهة من طراز جي بي 50 ايه وقذائف ايه اتش-4″، بالاستناد إلى تحليل صور لمخلّفات عُثر عليها بعد هجمات في الخرطوم وإقليم دارفور. ورفضت الامارات “بشدة” هذه الاتهامات.

في المقابل، يعوّل الجيش بشكل متزايد على سلاح الجو وامتلاكه طائرات مقاتلة.

وقصف الجيش السبت مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في مدن نيالا والجنينة في إقليم دارفور ودمّر مخازن أسلحة ومعدات عسكرية، بحسب مصدر عسكري.

وقال المصدر طالبا عدم ذكر اسمه إن “طائرات سلاح الجو السوداني شنت هجمات على مواقع لمليشيا الدعم السريع في مدينتي نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور والجنينة عاصمة غرب دارفور ودمرت مخازن أسلحة ومعدات عسكرية كانت المليشيا تنوي استخدامها في أعمالها العدائية”.

“بين قذيفة وقذيفة”

وأفاد شاهد في نيالا بأن “طائرات الجيش استهدفت مطار المدينة ومواقع داخلها”، مضيفا أن “أصوات الانفجارات كانت قوية جدا”.

وفي الجنينة، سمع السكان دوي “انفجارات من جهة المطار وشاهدنا تصاعد الدخان”، وفقا لشاهد آخر.

وكثّفت قوات الدعم السريع هجماتها على دارفور في الأسابيع الأخيرة، ما أسفر عن مقتل العشرات، ونزوح مئات الآلاف من مخيمات اللاجئين مثل أبو شوك وزمزم في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

وأدت هجمات الدعم السريع على مخيم زمزم الذي كان يقيم فيه نحو مليون شخص، إلى فرار سكانه حتى أصبح “شبه خال” بحسب الأمم المتحدة.

ووثقت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر في الأسبوع الأخير من نيسان/أبريل سقوط أكثر من 750 قذيفة “هاون وراجمات ودبابات ومدافع ثقيلة” في ما وصفته بأنه “مجزرة دموية بحق مدينة الفاشر وسكانها العزّل”.

وقالت التنسيقية السبت إن القصف على الفاشر مستمر يوميا “دون تمييز”، ما جعل السكان “يعيشون بين قذيفة وقذيفة لا يدرون ما الذي سيفاجئهم في الساعة القادمة”.

وللفاشر أهمية استراتيجية في الحرب اذ أنها المدينة الرئيسية الوحيدة في دارفور خارج سيطرة قوات الدعم السريع التي تحاصرها وتهاجم عند أطرافها.

وتحذّر الأمم المتحدة ومراقبون دوليون من فظائع قد تكون ترتكب على نطاق واسع.

ويأتي التصعيد في غرب ووسط السودان بعد هجمات غير مسبوقة بالطائرات المسيرة شنّتها قوات الدعم السريع خلال الأيام الماضية على مدينة بورتسودان (شرق) التي تتخذها الحكومة مقرا موقتا لها منذ بداية الحرب، وانتقلت إليها المنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية ومئات الآلاف من النازحين.

وعطّلت الهجمات مرافق حيوية مثل مستودع الوقود ومحطة الكهرباء الرئيسيين وميناء بورتسودان ومطارها المدني الدولي الذي يعتبر “شريان الحياة للعمليات الإنسانية”، بحسب الأمم المتحدة.

وقسمت الحرب المستمرة منذ نيسان/أبريل 2023 السودان إلى مناطق نفوذ بين الحليفين السابقين، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو. ويسيطر الأول على وسط وشرق وشمال البلاد ومعظم العاصمة، بينما يسيطر الثاني على معظم دارفور (غرب) وأجزاء من الجنوب.

وتسببت الحرب في مقتل عشرات الآلاف من المدنيين ونزوح 13 مليونا، وأزمة انسانية تعتبرها الأمم المتحدة من الأسوأ في التاريخ الحديث.


اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة