39.8 C
Khartoum

مقتل 14 شخصا إثر قصف الدعم السريع لمعسكر أبو شوك للنازحين شمال دارفور

Published:

اعلنت غرفة طوارئ معسكر أبو شوك، شمال دارفور مقتل 14 شخصاً بينهم 10 أشخاص مدنيين من أسرة واحدة وإصابة آخرين جراء قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع على المعسكر.
وتتصاعد عمليات القصف المدفعي التي تستهدف المدن ومعسكرات النازحين شمال دارفور، في وقت حذرت غرفة طوارئ أبو شوك من تفاقم أزمة الغذاء والمياه في معسكرات النازحين شمال دارفور.
وقالت غرفة طوارئ أبو شوك إن المطابخ الجماعية التي تقدم الوجبات للعالقين وسط المعارك متوقفة منذ أكثر من شهر بسبب نقص الموارد والدعم. إلى جانب النقص الحاد في الدواء والمعينات الصحية، وأي شكل من أشكال الرعاية خاصة لمرضى سوء التغذية من الأطفال ما أدى إلى وفاة العديد منهم بينما يواجه الآخرون شبح الموت كل يوم.

وتستضيف ولاية شمال دارفور حوالي نصف مليون نازح. تم تهجير عشرات الآلاف في القتال المندلع منذ نيسان/أبريل من العام قبل الماضي.
ويؤي معسكر أبو شوك للنازحين أكثر من 75 ألف أسرة، اي ما يعادل 480 ألف شخص في ظل أوضاع إنسانية بالغة التعقيد، حيث يواجه المعسكر هجمات متتالية لقوات الدعم السريع، ما تسبب في عرقلة وصول المساعدات الإنسانية.
وأشارت غرفة طوارئ أبو شوك إلى أن الأوضاع تزداد سوءا منذ توقف المطابخ الجماعية بجانب الأوضاع الصحية المتردية، محذرة من أن الأوضاع الإنسانية في المعسكر خارجة عن السيطرة.
وطالبت بتحرك دولي عاجل لإغاثة المرضى والعالقين وسط المعارك في معسكر أبو شوك في ظل استمرار قوات الدعم السريع في الهجوم على ولاية شمال دارفور ومعسكرات النازحين في الإقليم.
وحسب «المرصد العالمي للجوع»، فإن نطاق المجاعة في السودان اتسع إلى 5 مناطق، ومن المرجح أن تمتد إلى 5 مناطق أخرى خلال شهر آيار/مايو الجاري. ورصدت مجاعة في 5 مناطق، من بينها معسكرات أبو شوك وزمزم والسلام شمال دارفور.
وأشارت غرفة طوارئ أبو شوك إلى حاجة المواطنين الملحة، خاصة الأطفال وكبار السن لتقديم الخدمات الإنسانية، لافتة إلى أن نازحي معسكر أبو شوك، وزمزم فضلاً عن مواطني قرى ريفي الفاشر، يعانون من عدم توفر الغذاء والخدمات الأساسية خاصة المياه.
وأفادت بتوقف المطابخ الجماعية في المعسكر منذ كانون الثاني/يناير الماضي، الأمر الذي يضع آلاف النازحين في مواجهة شبح المجاعة، مناشدة المنظمات الإنسانية بضرورة الإسراع في التدخل العاجل لإنقاذ أرواح المواطنين.
وقالت إن معظم محطات المياه بمعسكر أبو شوك خرجت عن الخدمة، نتيجة لانعدام وغلاء الوقود، وقطع غيار المولدات الكهربائية اللازمة لتشغيل تلك المحطات.
ولفتت إلى أن القصف المستمر، والممنهج على المعسكر، يمنع المواطنين من الخروج لممارسة أنشطتهم الحياتية، في سبيل كسب لقمة العيش، مناشدة المنظمات الطوعية الوطنية والدولية العاملة في المجال الإنساني، بضرورة تقديم الدعم لبرامج المطابخ الجماعية التي توقف عملها في الفترة الماضية بسبب الحصار المفروض على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وندرة السلع الاستهلاكية اليومية وارتفاع أسعارها علاوة على عدم توفر الدعم المادي، والقصف المدفعي المستمر الذي تنفذه قوات الدعم السريع على معسكرات النازحين.
وفي ظل تفشي المجاعة وانعدام الأمن حذرت غرفة طوارئ أبو شوك من تردي الأوضاع الإنسانية وانهيار الوضع الصحي، بينما وصفت الأمم المتحدة الوضع في السودان بـ» الكارثي» بسبب المعارك والقتال.
وقالت إن المدنيين المحاصرين في المعسكر يواجهون الموت والخوف كل يوم إثر عمليات التدوين المدفعي المتتالية التي تستهدف الأحياء السكنية.
ولفتت إلى أن المعسكر يؤي مواطنين عزل لا ينتمون إلى أي قوة عسكرية، مشيرة إلى أن الأهالي يموتون كل يوم بسبب القصف والجوع والنقص الحاد في الدواء.
وكان حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، قد اتهم قوات الدعم السريع باستهداف معسكرات النازحين وأحياء بعينها على أساس عرقي بغرض ترويع السكان وتهجيرهم من منازلهم.
وقال المتحدث باسم تنسيقية النازحين واللاجئين في دارفور، أدم رجال إن أكثر من 60 في المئة من النازحين في معسكر أبو شوك أجبروا على النزوح مرة أخرى بسبب عمليات القصف المستمرة والهجمات التي تستهدف المعسكر.
وقالت لجان المقاومة إن معسكر أبو شوك يشهد عمليات قتل وتصفية واسعة استهدفت الأهالي داخل منازلهم، مشيرة إلى وفاة العديد من المصابين بسبب نقص الدعم الصحي وعدم وجود عربة إسعاف في المعسكر.
وأضافت: «أن العائلات في أبو شوك تعيش حالة من الرعب وهي تقف عاجزة بينما أعزائها يغادرون الحياة. إنهم يحتضنون ضحايا القصف والجوع بينما تتصاعد الاشتباكات التي تجعل نقلهم لتلقي العلاج أمرا مستحيلا».
ومنذ آيار/مايو الماضي، تحاول القوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو «حميدتي» السيطرة على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور والمدن والقرى المحيطة، حيث تعد ولاية شمال دارفور، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور.
وتحاول قوات الدعم إحكام سيطرتها على إقليم دارفور، الأمر الذي قد يمكنها من تشكيل سلطة غرب البلاد، موازية للحكومة التي يقودها الجيش من مدينة بورتسودان شرق السودان، والتي تواجه منذ أسبوع عمليات قصف واسعة بالطائرات المسيرة الانتحارية استهدفت المطار الدولي والميناء ومحطة الكهرباء التحويلية وخزانات الوقود ضمن عدد من المرافق المدنية والعسكرية الهامة.

القدس العربي


اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة