الخرطوم ـ « القدس العربي»: لليوم السادس على التوالي، استهدفت طائرات «الدعم السريع» المسيّرة العاصمة الإدارية السودانية بورتسودان، وسط تصدي الجيش لها، في وقت أكدت فيه شبكة أطباء السودان مقتل 3 أطفال وإصابة 4 آخرين بعد سقوط مسيرة داخل منزلهم في مدينة أمدرمان.
وقال مصدر عسكري لـ«فرانس برس» «تعاملت مضاداتنا الأرضية مع عدد من مسيّرات العدو كانت تستهدف منشآت ومواقع بالمدينة»، في حين أفاد شهود بوقوع ضربات على شمال وغرب وجنوب هذه المدينة الاستراتيجية لإيصال المساعدات الإنسانية.
وفي وقت تتصاعد هجمات المسيرات الانتحارية التي طالت منشآت مدنية وعسكرية هامة أبرزها مطار بورتسودان الدولي والميناء وقواعد بحرية ومخازن نفط بالإضافة إلى محطات الكهرباء التحويلية، قال وزير الثقافة والإعلام السوداني المتحدث الرسمي باسم الحكومة خالد الاعيسر إن السودان دولة قوية بشعبه، وقواته المسلحة، وقواته المساندة، مؤكدا «أن الدولة السودانية لن تنهار بطائرات مسيّرة هنا أو هناك أو بنشر الأكاذيب».
وطالت هجمات الطائرات المسيرة كذلك مدينة عطبرة شمال البلاد والأبيض غربها، حيث أكد الجيش تحييد المضادات الأرضية عددا من المسيرات، بعد هجوم استمر طوال ليل الخميس وفجر الجمعة.
وقالت شبكة أطباء السودان إن هجوم المسيرة الذي راح ضحيته أطفال داخل منزلهم في الحارة 16 غربي أمدرمان هو استمرار لاستهداف الدعم السريع المناطق المأهولة بالسكان مما يتسبب في مقتل المدنيين العزل خاصة الأطفال والنساء، مشيرة إلى أن تلك الهجمات تعد انتهاكا لكل قوانين الحرب والقوانين الدولية.
وأشارت إلى أن الدعم السريع وسعت خلال الأسبوعين الماضيين استخدام المسيرات بكثافة، مما أدى للتعدي بشكل واضح ومتعمد على المرافق المدنية التي تؤثر بصورة مباشرة على المدنيين وتزيد من معاناتهم.
وطالبت المجتمع الدولي بالضغط على الدعم السريع وقياداتها لوقف انتهاكاتها وفتح مسارات آمنة للمناطق المحاصرة في كل من كردفان ودارفور ووقف استهدافها للمرافق المدنية بصورة متعمدة.
وزير الإعلام: الدولة لن تنهار… غرف الطوارئ تجلي العشرات من مدينة النهود
وبعد اجتياح قوات «الدعم السريع» مدينة النهود، غرب كردفان، أعلنت غرفة طوارئ محلية النهود تنفيذ عملية إجلاء منظمة لعشرات الأسر من المدينة إلى مناطق متفرقة في الريف الشمالي، محذرة من تفاقم الأوضاع الإنسانية في ظل النقص الحاد في الأدوية واحتياجات مرضى غسيل الكلى والسكري والنساء الحوامل.
ودعت كافة الجهات الإنسانية إلى الإسراع في تقديم الدعم الطبي والغذائي اللازم بشكل عاجل ومستدام.
وفي مدينة الفاشر المحاصرة منذ مايو/ أيار من العام الماضي، قالت تنسيقية لجان المقاومة، إن المدينة عاشت خلال الأيام الثلاثة الماضية موجة جديدة من القصف المدفعي العنيف، حيث تساقطت القذائف على الأحياء السكنية بشكل مكثف، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى «ارتقوا في صمت» وعشرات الجرحى الذين لم يجدوا حتى الحد الأدنى من الرعاية الطبية وسط انهيار شبه كامل في الخدمات.
وأضافت: «لم تعد أصوات المدافع مفاجِئة لأهالي المدينة لكنها هذه المرة حملت معها عبئا مضاعفًا في ظل تدهور اقتصادي وحصار خانق، حيث أصبحت الأسواق خالية والماء شحيحا، والكهرباء منقطعة والدواء مفقودا ولكن رغم كل ذلك لا نزال صامدين».
وتابعت: «نرفض التهجير ونرفض أن نُقتلع من جذورنا، نعيش تحت القصف ونحمل قتلانا بأيدينا، لكننا لن نغادر ولن ننهار».
وبعد محاولة جديدة لاختراق المدينة، أعلنت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش تدمير وتعطيل 26 مركبة قتالية ومقتل وإصابة العشرات من عناصر الدعم السريع شرق مدينة الفاشر.
وقالت إن القوات المسلحة تمكنت من قطع الطريق على قوة تابعة بقوات الدعم السريع من الناحية الشرقية، مشيرة إلى أنها بعد اشتباكات عنيفة تمكنت من تدمير وتعطيل كافة المركبات.
وبينت أن أحياء مدينة الفاشر تعرضت لقصف من قبل الدعم باستخدام قذائف مدفعية من عيار 120 و 82 ملم، أسفر عن مقتل عدد من المدنيين، وإصابة آخرين تم نقلهم للمستشفيات والمراكز الصحية لتلقي العلاج.
وفي ظل التصعيد الأخير، أعلن مجلس جامعة الدول العربية تضامنه مع السودان، وأدان هجمات هجمات «الدعم السريع» واستهداف المنشآت الحيوية في السودان.
واستمع مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة مندوب المملكة الأردنية السفير أمجد عضايلة رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة، في اجتماع طارئ يوم الخميس الى تنوير من السفير عماد الدين مصطفى عدوي مندوب السودان لدى الجامعة، حول تطورات الأوضاع في السودان جراء الاستهداف الذي لحق بعدد من المنشآت الحيوية في مدينة بورتسودان وعدد من المدن السودانية الأخرى.
وأشار السفير السوداني إلى أن الاستهداف طال مرافق الخدمات الأساسية من مياه شرب وطاقة وكهرباء ومنشآت نفطية واستراتيجية.
وأدان المجلس هجمات قوات الدعم على المنشآت الحيوية في السودان، ووجه المنظمات العربية المتخصصة بتقديم الدعم الإنساني العاجل والمساعدة في إعادة تأهيل المرافق المتضررة.
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.