34.4 C
Khartoum

في أبشع جرائمها الدعم السريع تنفذ تصفية جماعية ميدانية وتمنع دفن القتلى جنوب أم درمان

Published:

صور مقاتلي مليشيات “الدعم السريع” ابشع جرائمهم في قتل 31 سودانيا، بينهم أطفال، الأحد، في منطقة الصالحة جنوب مدينة أمدرمان.
وأظهرت مقاطع مصورة عمليات تصفية ميدانية لأشخاص يرتدون أزياء مدنية في المنطقة، التي تعد آخر معاقل الدعم السريع في تخوم العاصمة السودانية الخرطوم.
في أحد المقاطع ظهرت قوات «الدعم» وهي تنفذ حملة اعتقالات ضد مواطنين، متهمة اياهم برفع الإحداثيات والتخابر مع الجيش. وبعد تكبيلهم بالقيود وعصب أعينهم قامت بتجريدهم من جزء من ملابسهم، وتهديدهم وسبهم بعبارات نابية، ومن ثم طافت بهم في شوارع المنطقة لتخويف المواطنين، وعلى نحو مروع تمت تصفية المحتجزين وإلقاء جثثهم.
وقالت شبكة أطباء السودان إن قوات الدعم السريع قامت بتصفية 31 مواطنا بينهم أطفالاً، وتحدثت عن مجزرة مروعة وجريمة قتل جماعي استهدفت المدنيين العزل.
وأشارت إلى أنها أكبر جريمة قتل جماعي موثقة تشهدها منطقة صالحة بتهمة الانتماء للجيش، مستنكرة عمليات القتل الجماعي ضد المدنيين العزل في مناطق سيطرة الدعم السريع، مما يهدد الآلاف من المدنيين العزل في مدينة «الصالحة» جنوب أمدرمان.
واعتبرت الشبكة ما تم تنفيذه من تصفية جماعية جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإنقاذ ما تبقى من المدنيين وفتح مسارات آمنة تضمن خروجهم من منطقة صالحة التي يقطنها الآلاف من المدنيين العزل.
وناشدت المجتمع الدولي بالضغط على قادة الدعم السريع لوقف الجرائم والانتهاكات ضد المدنيين في مناطق سيطرتها وحفظ أرواحهم.

و منعت قوات «الدعم السريع» ذوي الضحايا الذين قامت بتصفيتهم، الأحد، في منطقة الصالحة جنوب مدينة أم درمان، من دفن موتاهم أو الاقتراب من جثامينهم، وفق ما قالت لجان المقاومة في منطقة الصالحة.
وفي عملية تصفية جماعية، قتل 31 سودانيا، بينهم أطفال، برصاص «الدعم» في الصالحة والتي تعد آخر معاقل «الدعم السريع» في العاصمة الخرطوم.

وقالت لجان مقاومة الصالحة، أمس الإثنين، إن الجثامين لا تزال ملقاة أمام المدرسة ومكتب الكهرباء في المنطقة، مشيرة إلى أن قوات «الدعم السريع» منعت المواطنين من مغادرة المنطقة عبر الطريق الوحيد المؤدي إلى منطقة جادين المتاخمة لأحياء الصالحة.
وناشدت اللجان منظمات المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان لضرورة توثيق هذه الجرائم.
كذلك أدانت مجموعة «محامو الطوارئ» الناشطة في رصد الانتهاكات ضد المدنيين، بأشد العبارات، الجرائم الوحشية واستهداف المدنيين، محملة قوات الدعم السريع وقياداتها كامل المسؤولية القانونية والجنائية عن عمليات التصفية والقتل العمد للمدنيين.
وقالت إن عناصر يتبعون لقوات الدعم السريع، قاموا بتوثيق جريمة تصفية المدنيين العزل في الصالحة، الأمر الذي يؤكد اعتمادها سياسة الإفلات من العقاب والاستهانة بأرواح المدنيين.
وأضافت: أظهرت المقاطع مشاهد صادمة لقتل مدنيين بدم بارد، كما تضمنت اعترافًا صريحًا من أحد قادة الدعم السريع بإصدار أوامر مباشرة بتصفية المدنيين، مشيرة إلى أن وجود هذه الأدلة، التي جاءت من داخل صفوف القوات المنفذة للجريمة، يثبت بما لا يدع مجالاللشك الطابع العمدي والمنهجي لهذه الانتهاكات.
ولفتت إلى أن تصفية المدنيين العزل يشكل انتهاكًا جسيمًا لكافة المواثيق الدولية، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني، وترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

اتهمهم بمساندة الجيش: والأمم المتحدة تكشف عن عمليات اغتصاب في مخيم زمزم

ورأت أن ارتكاب هذه الجرائم بصورة منظمة، وتوثيقها بمقاطع مصورة علنية، يعكس مدى استهانة قوات الدعم السريع بأرواح المدنيين، ويؤكد اعتمادها سياسة الإفلات من العقاب كنهج ممنهج لترهيب السكان المدنيين وفرض سطوتها بالقوة.
وطالبت المجموعة باتخاذ إجراءات رادعة وفورية لضمان عدم إفلات الجناة من العقاب.
ووصف القيادي في تحالف «الحرية والتغيير» نائب رئيس حزب «المؤتمر السوداني» خالد عمر، ما حدث من تصفية للمدنيين في الصالحة، بالانحدار البشع، مطالبا بـ«محاسبة المتورطين في الجريمة دون تهاون».
وقال إن التسجيل الذي يوثق تصفية عناصر الدعم السريع أشخاصاً عزلاً يجسد الانحدار البشع الذي تجر إليه بلادنا يوماً بعد يوم في ظل استمرار الحرب المندلعة في البلاد منذ أكثر من عامين.
والأسبوع قبل الماضي، قالت شبكة أطباء السودان إن قوات الدعم السريع اعتقلت 154 من المدنيين بينهم عائلات في أحياء مدينة أمدرمان المختلفة، احتجزتهم في حي صالحة جنوب المدينة.
ولا تزال قوات الجيش تقاتل الدعم السريع في المناطق جنوب مدينة امدرمان، حيث استعاد الجيش نطاقا واسعا من المنطقة على التوالي بعد استعادته سوق قندهار، الذي كان من أبرز مواقع انتشار الدعم السريع، ضمن مواقع أخرى.
وجاءت عمليات التصفية التي وصفها الأهالي بالانتقامية، بالتزامن مع تقدم الجيش السوداني في المناطق جنوب مدينة أمدرمان حيث استعاد أمس الأحد محطة ود البلال، ومقر البنك العقاري.
وكانت قوات الدعم قد توعدت بإعادة التجمع فيها على نحو كثيف في محاولة لاستعادة مواقعها في العاصمة الخرطوم من جديد.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم مخيم زمزم للنازحين محمد خميس دودة، إن ميليشيات موالية لقوات «الدعم السريع» اختطفت ما تبقى من عمال منظمة الإغاثة الدولية خلال عملية إجلائهم من المخيم الواقع شمال دارفور.
وذكر أن من تبقى من عمال منظمة الإغاثة الدولية من مجزرة زملائهم في معسكر زمزم تم إجلاؤهم من مجلس رئاسة المنظمة في أمريكا مع موظفي المنظمة في الفاشر إلى خارج السودان، إلا أن ميليشيا تتبع الدعم السريع قامت بقطع طريقهم واحتجازهم موجهة لهم اتهامات بالانتماء لقوات الجيش.
وقتل ما لا يقل عن 481 مدنيًا في شمال دارفور، خلال الأسبوعين الماضيين في معسكر زمزم للنازحين ومدينة الفاشر ومنطقة أم كدادة، بالإضافة إلى مخيم أبو شوك للنازحين.
يأتي ذلك في وقت كشفت الأمم المتحدة عن تعرض نساء وفتيات وفتيان للاغتصاب الجماعي والفردي داخل مخيم زمزم للنازحين، أو أثناء محاولتهم الفرار من المخيم خلال الهجمات.
وأشار مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إلى تزايد أعداد الضحايا المدنيين والتقارير الواسعة عن العنف الجنسي، وتعرض السكان المحليين إلى أمور مروعة، محذرا من أن مصير العديد من الأشخاص المحاصرين داخل مخيم زمزم لا يزال مجهولا.
وأعرب المسؤول الأممي عن قلقه البالغ من استمرار الهجمات على العاملين في المجالين الإنساني والطبي التي تنتهك القانون الدولي وتُفاقِم بشكل أكبر صعوبة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، مشددا على ضرورة السماح للمدنيين بمغادرة الفاشر والمناطق المحيطة بها بشكل آمن، وتوفير الحماية لهم عند وصولهم إلى مناطق أكثر أمنًا.
ودعا جميع الأطراف إلى وقف الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان فورًا ووضع حد لهذه الحرب العبثية، مشيرا إلى أن الأيام الأخيرة شهدت تصاعدا في أعداد الضحايا المدنيين واعتداءات على العاملين في المجال الإنساني وارتفاعًا مقلقًا في حالات العنف الجنسي، وذلك مع تكثيف قوات الدعم السريع لهجماتها على مدينة الفاشر والمخيمات المجاورة للنازحين.
ولفت إلى أن الهجمات الأخيرة تسببت في نزوح مئات الآلاف من المدنيين، معظمهم، نزحوا للمرة الثانية أو الثالثة، بعد أن شردوا خلال جولات سابقة من النزاع.
ونوه إلى أن النازحين يواجهون في مناطق طويلة ودار السلام وبلدات أخرى، أوضاعًا إنسانية كارثية في ظل استمرار القيود المفروضة على إيصال المساعدات المنقذة للحياة.

اليراع\ القدس العربي


اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة