41.2 C
Khartoum

مجزرة جديدة في الفاشر في هجوم «للدعم السريع» اوقع 35 قتيلاً وعشرات المصابين

Published:

قتل 35 سودانيا في قصف على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، نفذته قوات «الدعم السريع» التي تهدد باجتياح المدينة المحاصرة منذ مايو/ أيار الماضي، وسط تأكيد الجيش السوداني والقوة المشتركة للحركات المسلحة المتحالفة معه أن المدينة لن تسقط.
وحسب عمليات رصد نفذتها «شبكة أطباء السودان» قتل أكثر من 600 شخص إثر هجمات «الدعم السريع» خلال الأيام العشرة الأخيرة في ولاية شمال دارفور.
وتحاول القوات التي يقودها محمد حمدان دقلو «حميدتي» الاستحواذ على الفاشر آخر معاقل الجيش، تمهيدا لإحكام السيطرة على إقليم دارفور، حيث يتحدث «حميدتي» عن إعلان حكومة موازية لحكومة بورتسودان وطباعة عملة جديدة، فضلا عن فتح المجال الجوي للإقليم الواقع غرب السودان وتبلغ مساحته نحو (493) كيلومتر مربع.
كما أن الحدود الشمالية الشرقية لولاية شمال دارفور، تربط إقليم دارفور بالولاية الشمالية والتي ظلت، على الرغم من هجمات المسيرات، بعيدة عن المعارك الفعلية على الأرض منذ الأشهر الأولى للحرب. كما أنها تمثل فرصة لقوات «الدعم» للالتفاف والعودة إلى العاصمة الخرطوم.

الفاشر ما زالت عصية

وأعلنت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني مقتل أكثر من 35 شخصا وإصابة العشرات، خلال عمليات القصف المدفعي المكثف التي نفذتها قوات الدعم مساء الأحد وصباح أمس الإثنين، على أحياء مدينة الفاشر ومعسكراتها.
وأشارت إلى أن قوات الدعم واصلت استهداف المدنيين الممنهج وقصفت أحياء مدينة الفاشر بالمدفعية الثقيلة، مستخدمة 300 قذيفة مدفع عيار 120 ملم و82 ملم.
وقالت إن قوات الجيش ردت على «الدعم السريع» بقوة وحزم، مما أجبرها على التراجع ووقف القصف. وأكدت أن الفاشر ما زالت عصية، والأوضاع تحت السيطرة والقوات تعمل وفق تنسيق وتناغم تام في ميدان المعركة».
وأشارت إلى اقتحام الجيش أحد المباني السكنية في المحور الجنوبي الشرقي للمدينة، مما أسفر عن ضبط صناديق أسلحة وذخائر، إضافة إلى أسر أربعة من عناصر «الدعم السريع» مبينة أن الأسرى قد أدلوا بمعلومات استخباراتية مهمة كشفت عن تحركات «الدعم».
ولفتت إلى تلقيها معلومات كشفت حجم المعاناة التي لحقت بالنازحين الفارين من معسكر زمزم إلى مناطق غربي الفاشر. وأشارت إلى تعرض الفارين للجوع والعطش والضرب والإهانة، مؤكدة رصد حالات اغتصاب للفتيات، علاوة على المعاملة السيئة لكبار السن والضغط عليهم للإدلاء بمعلومات حول مدينة الفاشر.
واستنكرت شبكة أطباء السودان استمرار عمليات القتل المتعمد للمدنيين في الفاشر، فيما اعتبرته أكبر مجزرة جماعية ضد المدنيين العزل، مضيفة: «جميعهم قتلوا في القصف المتعمد والمواجهات المباشرة في معسكر زمزم ومنطقة أم كدادة ومدينة الفاشر».

تجاهل المجتمع الدولي

ونددت بتجاهل المجتمع الدولي لما يحدث في ولاية شمال دارفور، معتبرة ذلك تشجيع لحصد المزيد من أرواح المدنيين العزل والنازحين المهجرين بسلاح «الدعم السريع».
وأضافت أن «قوات الدعم السريع تعتبر المدنيين في مدينة الفاشر أهدافا مشروعة لمدفعيتها وصواريخها الموجهة نحو الأحياء السكنية ومخيمات النازحين».

قوات «حميدتي» نفذت قصفاً مكثفاً… والجيش يؤكد أن المدينة لن تسقط

وفي ظل التصاعد المستمر للعمليات العسكرية في الفاشر، أطلق حزب المؤتمر السوداني، أمس الإثنين، نداء عاجلا.
وحذر من تواصل العمليات العسكرية بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والمجموعات المتحالفة معهما داخل مدينة الفاشر، فيما تتفاقم الكارثة الإنسانية بعد اجتياح قوات الدعم معسكر زمزم للنازحين وسيطرتها عليه.
ولفت إلى أن آلاف المدنيات والمدنيين الفارين سيراً على الأقدام أو على ظهور الدواب من جحيم الحرب، يعيشون أوضاعاً إنسانية كارثية ومعقدة للغاية، خلال رحلة نزوحهم الجديدة نحو منطقة طويلة، التي يشهد محيطها إنشاء معسكر نازحين جديد بسبب تدفق النازحين الجدد، بالإضافة إلى مناطق أخرى.
ويواجه النازحون صعوبة الحصول على الماء والغذاء في ظل شح شديد، مع تزايد أعدادهم يوميًا، إلى جانب تعرضهم للنهب والسرقة والتهديد على طول طريق النزوح، حيث تم رصد حالات وفيات خلال هذه الرحلة الشاقة، وفق الحزب.
وأكد أن المرافق في طويلة، على محدوديتها، لم تعد قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من النساء والأطفال وكبار السن القادمين من معسكر زمزم، وقرى ريف الفاشر الغربي، وأجزاء من محلية كتم، ومعسكري نيفاشا وأبوجا، بالإضافة إلى قرى الجنوب الشرقي من الفاشر، حيث ينام كثير منهم في العراء ويفترشون الأرض دون مأوى، في ظل افتقار المنطقة لمياه الشرب الكافية، واعتمادها على محطات تقليدية محدودة لا تفي بالحاجة، كما أن المواد التموينية شحيحة جدًا في الأسواق.
وتعمل بعض المنظمات الوطنية ومنظمة «أطباء بلا حدود» في الميدان، إلا أنها تقدم خدمات وإيواء محدودا لعدد قليل من النازحين. كما تفتقر منطقة طويلة للخدمات الصحية، رغم وجود إصابات بين النازحين القادمين من معسكر زمزم، في حين يعاني المركز الصحي في طويلة من غياب المقومات الأساسية والكادر الطبي. وقد أعلنت غرف الطوارئ عن مبادرات لاستنفار الكوادر الطبية لسد هذا العجز، وفق الحزب.
وأطلقت أمانة العون الإنساني في حزب المؤتمر السوداني، نداءً إنسانيًا عاجلاً إلى جميع المنظمات المحلية والإقليمية والدولية، للتدخل السريع والاستجابة للكارثة الإنسانية في منطقة طويلة، ومحلية أم كدادة، والوحدة الإدارية في روش، وغيرها من المناطق التي تستضيف آلاف النازحين من النساء والأطفال وكبار السن، جراء الحرب الدائرة في ولاية شمال دارفور.
ولفتت إلى إن حجم الكارثة يفوق طاقة المجتمعات المحلية على الاستجابة لها، ما يتطلب دعماً فورياً وإسناداً إنسانياً عاجلاً لحماية أرواح الأبرياء الذين يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة.
وحثت جميع الأطراف على الالتزام بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وضمان حماية المدنيين، وتحديد ممرات آمنة لخروج من يرغبون في مغادرة المدينة. وتطالب الحكومة السودانية مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات أكثر فعالية لتنفيذ قرار المجلس رقم 2736 (2024) مشيرة إلى أن الدعم السريع لا تعبأ بالمطالبات التي لا تتبعها إجراءات عقابية فعالة ورادعة ضد قيادات الميليشيا وراعيتها الإقليمية. وفي 13 يونيو/ حزيران الماضي، أعتمد مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2736، الذي يطالب قوات الدعم السريع بوقف حصارها للفاشر، ويدعو إلى خفض التصعيد في الفاشر ومحيطها وسحب جميع المقاتلين الذين يهددون سلامة وأمن المدنيين، ويطالب جميع أطراف النزاع بالتزام القانون الدولي الإنساني.

(القدس العربي)


اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة