قالت حركة «جيش تحرير السودان» بقيادة حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، إن عمليات الرصد لضحايا اجتياح «الدعم السريع» مخيم زمزم للنازحين في دارفور، لا تزال جارية، مشيرة إلى ارتفاع عدد الضحايا إلى 500 قتيل، فيما تحدثت الأمم المتحدة عن 400 ألف نازح.
ونفذت قوات «الدعم» هجومًا واسعًا على المخيم، وسيطرت عليه اعتبارًا من السبت.
وقال المتحدث باسم منسقية النازحين واللاجئين في إقليم دارفور، آدم رجال، إن مدينة طويلة المتاخمة للمعسكر، استقبلت وحدها نحو 93 ألف شخص نزحوا من معسكر زمزم، خلال يومي الثلاثاء والأربعاء. ورصدت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، ما يتراوح بين 60 ألفا و80 ألف أسرة، أو ما يصل إلى 400 ألف فرد، نزحوا من المخيم.
ولا تزال تداعيات استيلاء «الدعم السريع» على مخيم زمزم للنازحين مستمرة، حيث قالت منسقية النازحين واللاجئين إن النازحين إلى منطقة طويلة شمال دارفور يعانون ظروفا إنسانية حرجة في ظل شح مياه الشرب والطعام.
وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة أن قوات «الدعم» شنت هجمات بالمدفعية والطائرات المسيّرة والقوات البرية على مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين، بالإضافة إلى مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، استمرت لأيام، مما تسبب في مقتل مدنيين وحدوث نزوح جماعي.
الأمم المتحدة تحدثت عن 400 ألف نازح
وقال المكتب، أمس الأربعاء، إن قوات الدعم السريع نفذت هجومًا واسعًا على مخيم زمزم، وسيطرت عليه اعتبارًا من السبت 12 نيسان/أبريل، مشيرا إلى أن الوصول إلى مخيم زمزم لا يزال متعذرًا حتى الآن، عقب سيطرة الدعم السريع على المعسكر ومنع المدنيين من المغادرة، خاصة الشباب.
ولفت إلى أن بعض المنظمات غير الحكومية تشكو من صعوبة إجلاء موظفيها، حيث لا تتوفر طرق آمنة لنقلهم من مخيم زمزم للنازحين، مبينا أن الأشخاص الذين يغادرون المخيم يجردون من جميع ممتلكاتهم، ويصلون إلى مواقع النزوح بأيد فارغة، وهم في حاجة ماسة للغذاء والمأوى. وأكد أن آلاف النازحين في مخيم زمزم يعانون بالفعل من المجاعة منذ أغسطس/ آب الماضي.
وقال إن الأمم المتحدة وشركاءها سيرسلون بعثة تقييم مشتركة إلى محلية طويلة في شمال دارفور، لتقييم الأوضاع في وقت لاحق خلال شهر أبريل/ نيسان الجاري، من أجل مساعدة النازحين حديثا.
واتهمت حركة جيش تحرير السودان قائد ثاني الدعم السريع عبد الرحيم دقلو بالتخطيط والإشراف على المجازر بحق المدنيين في ولاية شمال دارفور، مشيرة إلى رصد آلاف المصابين والجرحى، ومئات المفقودين.
وفي ظل أوضاع أمنية بالغة التعقيد في مدينة الفاشر، حيث تتحدث «الدعم السريع» عن اجتياح المدينة في أي لحظة، قالت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني في مدينة الفاشر، إن قوات العمل الخاص والمقاومة الشعبية نفذت تمشيطًا مكثفًا للأحياء السكنية في المحيط الجنوبي للمدينة، مما أسفر عن القبض على متسللين بحوزتهم أسلحة خفيفة وذخائر.
وذكرت أن المقبوض عليهم من منسوبي قوات الدعم السريع أدلوا خلال التحقيق بمعلومات حول محاولة استقطاب الشباب لإقناع النازحين بالخروج من المدينة مقابل مبالغ مالية، مع وعدهم بتوفير الغذاء والملاذ الآمن وجلب المنظمات. وأضافت: «أن هذا خلاف ما تقوم به على الأرض حيث تنهب ممتلكات النازحين عقب قتلهم وتهجيرهم، ثم تعود لتدعي أنها تقدم لهم المساعدة».
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.