29.3 C
Khartoum

مخيمات النازحين تتعرض لإبادة جماعية وعشرات القتلى في قصف عشوائي للدعم السريع على العديد من مناطق شمال دارفور

Published:

وكأن المجاعة لا تكفي!، فقد لقي اكثر من 30 شخصاً مصرعهم في هجوم لقوات الدعم السريع على معسكر زمزم للنازحين بضواحي الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. والأمم المتحدة تحذر من عواقب كارثية للحرب التي تدخل عامها الثالث

وقالت شبكة أطباء السودان امس الجمعة، الموافق 11 نيسان/أبريل 2025، إن الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على معسكر زمزم للنازحين والقصف المدفعي على مدينة الفاشر يمثل تحولًا جديدًا في عمليات القتل التي تنفذها قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام.

وذكرت الشبكة أن استمرار عمليات القصف والقتل ضد المدنيين يشكل تطورًا نحو إبادة جماعية لأكثر من 500 ألف من النازحين والمهجرين والمواطنين المدنيين في معسكرات النزوح في شمال دارفور، معظمهم من النساء والأطفال.

وأفادت الشبكة أن الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع اليوم أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصًا، بينهم أطفال ونساء، فيما أصيب 17 آخرون، في وقت تعيش فيه المنطقة أوضاعًا إنسانية بالغة التعقيد، مع نقص حاد في مواد الإسعافات والأدوية التي لم تصل سوى عبر الإسقاط الجوي منذ أكثر من عام.

يُذكر أن معسكر زمزم للنازحين تعرض اليوم لهجوم من قوات الدعم السريع عبر المحورين الجنوبي والشرقي للمعسكر. لكن الهجوم تم التصدي له، وفقًا للجان مقاومة الفاشر.

قُتِل 25 شخصاً في هجوم لقوات الدعم السريع الجمعة (11 نيسان/أبريل 2025) على مخيم للنازحين قرب مدينة الفاشر، آخر عاصمة ولاية يسيطر عليها الجيش السوداني في إقليم دارفور ومحور معارك ضارية، بحسب ما أعلنت تنسيقية لجان المقاومة، بحسب وكالة فرانس برس.

وقالت التنسيقية في بيان إن الهجوم الذي شنّ تحت غطاء نيران كثيفة “استهدف صباح اليوم معسكر زمزم للنازحين من محورين، الجنوبي والشرقي”.

وتقوم تنسيقيات لجان المقاومة المؤيدة للديموقراطية بتنسيق المساعدات في السودان منذ نشوب الحرب في 15 نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب “حميدتي”.

وفي وقت لاحق مساء الجمعة نقلت وكالة فرانس برس عن “تنسيقية لجان المقاومة” في الفاشر أن قوات الدعم السريع هاجمت مدينة الفاشر المحاصرة الجمعة مما أسفر عن مقتل 32 مدنيا بينهم 10 أطفال. وقالت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر في بيان إن قوات الدعم السريع هاجمت المدينة “بقصف مدفعي عيار 120 وقناصات”، إضافة إلى إطلاقها “سربا من المسيرات الانتحارية”.
وفي جنيف، أعلن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الجمعة أنه يخشى عواقب كارثية على المدنيين مع دخول النزاع عامه الثالث وقال: “يجب أن يكون الصراع العنيف العبثي المستمر منذ عامين بمثابة تحذير للأطراف بضرورة إلقاء السلاح وللمجتمع الدولي بالتحرك”. وتابع تورك: “على السودان ألا يستمر في هذا النهج المدمر”.

يأتي الهجوم على معسكر زمزم غداة قصف قوات الدعم السريع لمعسكر أبو شوك، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 15 مدنياً وإصابة 25 آخرين، وفق مسعفين.

وتكثّف قوات الدعم السريع جهودها للسيطرة على كامل إقليم دارفور منذ أن خسرت مواقعها في العاصمة الخرطوم في آذار/مارس.

مخيم “أبشوك يتعرض لإبادة جماعية

ووصف حاكم إقليم دارفور ما يتعرض له نازحو مخيم “أبشوك” جنوبي الفاشر، وسكان محلية “أم كدادة”، بأنه “إبادة جماعية” وجريمة ضد الإنسانية.

كما أدان تحويل جامعة نيالا في جنوب دارفور إلى معسكر تدريب لقوات الدعم السريع، داعيا الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لإنقاذ المدنيين الذين يتعرضون للقتل على أسس عرقية.

تصفية المدير الطبي لمستشفى “أم كدادة”

قالت مصادر متطابقة ان قوات الدعم السريع قامت بتصفية المدير الطبي لمستشفى “أم كدادة”، بالإضافة إلى استهداف مرضى ومصابين كانوا يتلقون العلاج، مما يعكس استمرار الانتهاكات بحق المدنيين في المنطقة. وقد أعلنت قوات الدعم السريع في بيان رسمي أنها تمكنت من السيطرة على مدينة “أم كدادة”، التي تُعتبر مركزًا استراتيجيًا حيث يقع مقر اللواء 24 التابع للفرقة السادسة في ولاية شمال دارفور.

أفادت مصادر محلية بأن قوات الدعم السريع شنت هجومًا من اتجاهين على مدينة أم كدادة صباح الخميس، مما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة مع ميليشيا تُعرف باسم “قوات شوقارة”، التي تتعاون مع الجيش السوداني. وقد أسفرت هذه الاشتباكات عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين، مما زاد من حدة التوتر في المنطقة.

نشر مقاتلون من قوات الدعم السريع مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر سيطرتهم على مقر رئاسة محلية أم كدادة، والمستشفى الكبير، وقيادة الجيش. ومع ذلك، قام مقاتلون من سكان أم كدادة بنشر مقاطع فيديو لاحقًا تؤكد تصديهم لهجوم الدعم السريع وطردهم من بعض المناطق. ورغم استمرار الاشتباكات، تشير مصادر إلى أن قوات الدعم السريع لا تزال متواجدة في المدينة، بينما قامت قوات شوقارة بمهاجمتهم من الخلف، مما أدى إلى سقوط ضحايا في صفوفهم.

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، قُتل أكثر من 20 ألف شخص ونزح نحو 15 مليون منذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023 بين الجيش والدعم السريع، بينما قدّرت دراسات جامعات أميركية عدد القتلى بـ130 ألفا.

وتزامنا مع التصعيد، أعلن برنامج الأغذية العالمي أن 25 مليون شخص يعانون من جوع شديد في السودان، بينهم 5 ملايين طفل وأم يعانون من سوء تغذية حاد. وحذر البرنامج من خطر وفاة عشرات الآلاف ما لم تُقدم مساعدات فورية.

كذلك حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من أن 16 مليون طفل في السودان سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية خلال العام الجاري.

“صراع عنيف عبثي”

ومن جنيف، أعلن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الجمعة أنه يخشى عواقب كارثية على المدنيين مع دخول النزاع عامه الثالث.

وقال “يجب أن يكون الصراع العنيف العبثي المستمر منذ عامين بمثابة تحذير للأطراف بضرورة إلقاء السلاح وللمجتمع الدولي بالتحرك”.

وتابع تورك “على السودان ألا يستمر في هذا النهج المدمر”.

تعاني المخيمات المكتظة في ضواحي مدينة الفاشر كمخيم زمزم بشكل كبير منذ بداية الحرب.

ويعتبر مخيم زمزم إلى جانب أبو شوك والسلام، أحد المخيمات الثلاثة الكبيرة في ضواحي الفاشر.

وتفشت المجاعة في المخيمات ويتوقع أن تمتد إلى خمس مناطق أخرى في شمال دارفور، من بينها العاصمة الفاشر، وفق ما أكد تقييم تدعمه الأمم المتحدة.

صارت ثالث أكبر دولة في افريقيا من حيث المساحة مقسّمة عمليا، إذ يسيطر الجيش على مساحات واسعة في شرق البلاد وشمالها بينما تسيطر قوات الدعم السريع على القسم الأكبر من دارفور غربا وأجزاء من جنوب السودان.

عنف جنسي

أدى النزاع إلى مقتل الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون سوداني والتسبب بأسوأ أزمة إنسانية حديثة، وفق الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي.

يواجه كل من الجيش وقوات الدعم السريع اتهامات بارتكاب جرائم حرب.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو مليوني شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد في السودان وأن 320 ألفا يواجهون المجاعة.

كذلك، حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس من أن ثلثي السودانيين الذين يعيشون في مناطق الحرب أصبحوا محرومين من الرعاية الطبية بسبب إغلاق غالبية المرافق الصحية.

وندّدت منظمة العفو الدولية الخميس في تقرير بالمعاناة التي يتعرض لها المدنيون، بما في ذلك استخدام قوات الدعم السريع بشكل واسع النطاق، للعنف الجنسي الذي وصل في حالات إلى استعباد الجنسي.

واتهم السودان الإمارات العربية المتحدة أمام محكمة العدل الدولية الخميس بأنها كانت “القوة الدافعة” وراء ما تصفه الخرطوم بأنه “إبادة جماعية” في دارفور، من خلال الدعم الذي يشتبه بأنها قدمته لقوات الدعم السريع، وهو ما تنفيه أبوظبي.


اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة