قال ضابط بالجيش السوداني إن الجيش سيطر على ذخائر ومعدات عسكرية صنعت في دولة كينيا كانت تستخدمها قوات الدعم السريع، في المعارك العسكرية التي شهدتها الخرطوم في الآونة الأخيرة.
وأشار الضابط السوداني -الذي لم يكشف عن اسمه- إلى أن الذخائر تستخدم للأسلحة الثقيلة والخفيفة، وأن قوات الدعم السريع استخدمت منازل المواطنين والأعيان المدنية كمخازن للذخائر بأحياء الطائف وأركويت.
وكشف الضابط أن الذخائر كانت توجد وسط وشرق الخرطوم، وأن جزءا منها استخدم في القتال الدائر وسط الخرطوم.
كما ذكر أن قوات الدعم السريع بعد مباغتها في وسط الخرطوم، حرقت عددا من الذخائر حتى لا تقع غنيمة في يد الجيش، مشيرا إلى أن تلك الحرائق امتدّت إلى منازل المواطنين.
وفي الأثناء كشف مصدر عسكري لقناة الجزيرة القطرية عن مقر لتجميع الصواريخ الموجهة بحي المنشية شرق الخرطوم، مشيرا إلى أن المقر -الذي كانت تستخدمه قوات الدعم السريع لتجميع الصواريخ والمسيرات- يتبع لإحدى الشركات الأجنبية ويقع في حي المنشية.
وأوضح المصدر أن هذا يعد دليلا قويا على الدور العسكري والسياسي المزعوم الذي تلعبه دولة كينيا في دعم مليشيا الدعم السريع، وهذا يعزز الاتهامات بأن الحكومة الكينية قد تكون ضالعة في تعزيز قوة هذه المليشيا في السودان.
وأضاف أن هذا الاكتشاف يأتي في وقت حساس، وأن استخبارات الجيش السوداني تقوم حاليا بتوثيق كافة التفاصيل المتعلقة بهذه الأسلحة، مع وعد بكشف التفاصيل كلها للرأي العام المحلي والدولي في أقرب وقت ممكن.
ويعزز هذا الاكتشاف من جدية الاتهامات التي طالت الرئيس الكيني وليام روتو، ويضع كينيا في موقف دبلوماسي صعب، حيث سيتعين على الحكومة الكينية تقديم توضيحات لهذه العلاقة المثيرة للجدل
خفايا دعم وليام روتو للدعم السريع
وفي في تطور مثير في السياسة الكينية، أطلق نائب رئيس كينيا السابق، ريغاثي غاتشاغوا، تصريحات قوية أثارت الجدل حول تورط الرئيس وليام روتو في دعم قوات الدعم السريع السودانية.
يعكس هذا التصعيد الدبلوماسي توترات كبيرة في العلاقات بين كينيا والسودان، إذ اتهم غاتشاغوا الرئيس روتو بالتصرف “كالقائد الفعلي” لقوات الدعم السريع التي تعد جزءًا أساسيا في النزاع الدائر بالسودان.
واعتبر غاتشاغوا أن الرئيس الكيني كان على علم بكل الأنشطة العسكرية لقوات الدعم السريع، بل إنه كان يدير العمليات التي قد تكون شملت توفير الدعم اللوجستي والمالي، وهو ما يعكس تواطؤًا سياسيًّا غير مسبوق في تاريخ العلاقات بين الدولتين.
وأكد غاتشاغوا أن هذه الأنشطة تتجاوز التصريحات الدبلوماسية لتصل إلى التدخل الفعلي في الصراع السوداني.
كما لفت إلى أن روتو قد يكون قد استغل هذه العلاقة لتعزيز مصالح كينيا في المنطقة، وهو ما يعكس موقفًا متناقضًا مع سياسة الحياد التي عادة ما تتبناها كينيا في الشؤون السودانية.

تصريحات غاتشاغوا تؤجج الأزمة
وأضاف غاتشاغوا مزيدًا من التفاصيل المثيرة للجدل حين قال إن الرئيس روتو هو “القائد الفعلي” لقوات الدعم السريع، مؤكدًا أن هذه القوات تتلقى دعمًا لوجستيا وتنظيميا من الحكومة الكينية.
وذكر غاتشاغوا أن روتو ربما يكون قد اعتبر أن تعزيز قوة الدعم السريع في السودان هو خطوة إستراتيجية لتحقيق نفوذ أكبر في المنطقة، خصوصًا في ظل الأحداث المتسارعة في الخرطوم.
وتأتي هذه الاتهامات في توقيت حساس، إذ كانت الحكومة السودانية قد وجهت في السابق انتقادات لكينيا بسبب مواقفها المنحازة لقوات الدعم السريع.
وكانت الخرطوم قد قررت استدعاء سفيرها في كينيا احتجاجًا على استضافة نيروبي مؤتمرًا لقوات الدعم السريع لإعلان حكومة موازية.
نائب رئيس كينيا السابق ريغاثي غاتشاغوا (أسوشيتد برس)
المصدر :الجزيرة – الصحافة الأجنبية – اليراع
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.