الخرطوم (اليراع) – أقدم فضل الله برمة ناصر، رئيس حزب الأمة القومي، على إعادة تشكيل مؤسسة رئاسة الحزب بإقالة ثلاثة من نوابه وتعيين مساعدين ومستشارين جدد في خطوة تهدف إلى تحييد التيار الموالي للجيش السوداني.
يشهد حزب الأمة القومي، أحد أعرق الأحزاب السياسية في السودان، انقسامًا داخليًا بين تيارين: الأول بقيادة برمة ناصر قريب من قوات الدعم السريع ويدعم تشكيل حكومة موازية، والثاني موالٍ للجيش. وقد أثرت الحرب المستمرة منذ عامين على المشهد السياسي، مما أدى إلى استقطاب حاد بين طرفي النزاع.
أصدر برمة قرارًا يوم الأحد الماضي بإقالة كل من مريم الصادق، وصديق إسماعيل، ومحمد عبدالله الدومة من مناصبهم كنُوّاب للرئيس، وعين بدلاً عنهم خالد أصيل وبابكر دقنة وآخرين. كما شمل القرار تعيين بشرى الصادق المهدي وعروة الصادق كمساعدين للرئيس، إضافة إلى ستة مساعدين آخرين أبرزهم صديق الصادق المهدي، وأربعة مستشارين جدد.
في بداية الحرب، حرص الحزب على البقاء محايدًا بانتظار تطورات الأوضاع. لكن بعد مرور عام، ظهرت خلافات بين قيادات الحزب في المركز والأقاليم، حيث انقسموا بين تيارين يدعم أحدهما قوات الدعم السريع بينما يناصر الآخر الجيش دون إعلان ذلك صراحة.
تفاقمت الأزمة داخل الحزب مع بداية العام الجاري عندما قرر برمة ناصر الانخراط في تحالف مع قوات الدعم السريع لتشكيل حكومة موازية. هذا التحرك دفع مؤسسة الرئاسة لسحب الثقة منه وتعيين محمد عبدالله الدومة رئيسًا مكلفًا. ومع ذلك، طعن محمد المهدي حسن، رئيس المكتب السياسي للحزب، في شرعية القرار قبل أن يعيد برمة تشكيل مؤسسة الرئاسة.
أعلن إبراهيم الأمين، القيادي في الحزب، معارضته لخطوات برمة ناصر ورفضه قبول تعيينه نائبًا للرئيس. وأرجع الانقسامات إلى الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 وما ترتب عليها من غياب التواصل بين القيادة والقواعد الحزبية واستقطاب غير موجه من قبل الدعم السريع.
في المقابل، أكد عروة الصادق قبوله منصب مساعد الرئيس لشؤون الشباب واعتبره مسؤولية تاريخية لتحفيز دور الشباب داخل الحزب. وقال: “لن أكون شاهد زور على إعادة إنتاج الفشل ولن أصمت عن أي انحراف عن مبادئ الشفافية والديمقراطية.”
يرى مراقبون أن التحدي الأكبر أمام برمة ناصر هو إقناع القواعد الحزبية بخياراته وسط صعوبة التعايش بين التيارين المتناحرين. يُذكر أن مؤسسة الرئاسة عينت برمة رئيسًا مكلفًا للحزب في نوفمبر 2020 خلفًا للصادق المهدي.
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.