33.2 C
Khartoum

البرهان يعلن “الخرطوم حرة” من قوات الدعم السريع

Published:

قال سكان إن الجيش السوداني طرد قوات الدعم السريع من معظم أنحاء الخرطوم، في حين قام قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بجولة في القصر الرئاسي والمطار، مما يمثل مكسبا عسكريا على الرغم من أن الحرب الأوسع تبدو بعيدة عن نهايتها.

أعلن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان “تحرير” الخرطوم وذلك من القصر الرئاسي الذي وصل إليه بعد استعادة جنوده لمطار العاصمة من قوّات الدعم السريع.

وقال البرهان في تصريح مباشر بثه تلفزيون السودان اليوم الأربعاء (26 مارس/آذار 2025) “إن الخرطوم حرة وانتهى الأمر”، وذلك بعدما تمكنت القوات المسلحة السودانية من طرد قوات الدعم السريع من العاصمة.

وورد في بيان للجيش أن طائرة البرهان التي وصلت إلى المطار هي الأولى التي تهبط هناك منذ اندلاع الحرب في أبريل/ نيسان 2023. وقال الجيش أيضا إنه سيطر على قاعدة رئيسية لقوات الدعم السريع جنوبي العاصمة، وأشار إلى أنها كانت آخر معقل رئيسي للجماعة شبه العسكرية في ولاية الخرطوم.

ونشر الجيش لقطات أخذت من طائرة مُسيرة لعشرات الأشخاص يسيرون على سد، قال إنها تُظهر انسحاب قوات الدعم السريع عبر النيل. ولم يتسن لرويترز تأكيد أن اللقطات تظهر قوات الدعم السريع، التي لم تعلق بعد على التطورات العسكرية اليوم.

وفي وقت سابق، كان المتحدث باسم الجيش نبيل عبد الله قال لوكالة فرانس برس إن قوات الجيش “استعادت المطار وتم تأمينه بالكامل” بعد عامين من تمركز قوات الدعم السريع داخله. وتأتي هذه التطورات في إطار عملية واسعة للجيش تستهدف إحكام السيطرة على العاصمة.

جندي أمام القصر الرئاسي بعد سيطرة الجيش السوداني علىهصورة من: Uncredited/AP/dpa/picture allianc

تحديات أخرى بعد استعادة الخرطوم

وأفاد مصدر عسكري فرانس برس بأن الجيش يحاصر منطقة جبل أولياء جنوب العاصمة من الشمال والجنوب والشرق، وهي آخر معقل رئيسي للدعم السريع في منطقة الخرطوم.

وكان الجيش أعلن الأسبوع الجاري سيطرته على القصر الجمهوري ومنشآت حيوية أخرى منها المصرف المركزي ومقر المخابرات الوطنية.

وفي وقت سابق الأربعاء طوّق الجيش، وفق المصدر العسكري، جسر المنشية من الجانبين، وهو أحد الجسور التي تعبر النيل الأزرق شرق الخرطوم، تاركا جسر جبل أولياء جنوب غرب العاصمة كمنفذ أخير لخروج الدعم السريع من المنطقة التي تسيطر عليها. وقال المصدر إن “بقايا ميليشيا الدعم السريع تفرّ الآن عبر جسر جبل أولياء”.

ويأتي تقدم الجيش في وسط السودان في الآونة الأخيرة عبر استعادة السيطرة على أحياء من العاصمة ومناطق أخرى في وقت تعزز فيه قوات الدعم السريع سيطرتها في الغرب، مما يزيد من احتدام المعارك ويهدد بدفع البلاد نحو تقسيم فعلي.

“صدمة عميقة”

ويأتي هذا غداة اتهام مجموعات مراقبة وقوات الدعم السريع للجيش بقصف جوي يعتبر من أكثر الهجمات دموية في الحرب، وقد أودى بـ 270 شخصا على الأقل، وفق شهود، في سوق بإقليم دارفور.

وأعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الأربعاء عن “صدمته العميقة” حيال تقارير عن سقوط مئات المدنيين جراء تلك الضربات الجوية. وذكّر تورك بأن “الهجمات العشوائية على مدنيين وأعيان غير مقبولة وقد ترقى إلى جرائم حرب”.

 ولا تزال قوات الدعم السريع تتمركز في جبل أولياء وضواحي جنوب وغرب أم درمان في الخرطوم الكبرى.

فمنذ بداية الحرب يُتهم طرفا النزاع بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين واستهداف أحياء سكنية بشكل عشوائي. وتواجه قوات الدعم السريع تحديدا اتهامات بالنهب والعنف الجنسي الممنهج والاستيلاء على منازل المواطنين وممتلكاتهم.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بسبب انتهاكات ترتكبها قواتهما في الحرب، مُتهمة دقلو تحديدا بارتكاب مذابح في دارفور.

ومنذ اندلاع الحرب، قتل عشرات الآلاف من السودانيين ونزح أكثر من 12 مليونا، ما تسبّب في أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم. كما تسبّبت الحرب في انقسام البلاد بين مناطق يسيطر عليها الجيش في الشمال والشرق، بينما تسيطر الدعم السريع على معظم إقليم دارفور في غرب السودان ومناطق في الجنوب.

التحالف الذي أشعل الحرب

الحرب التي خلفت خسائر في الأرواح وأزمة إنسانية غير مسبوقة جاءت بعد تعاون الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 2021 للإطاحة بقيادة مدنية تشكلت في مرحلة لاحقة لسقوط الرئيس السابق عمر البشير في 2019.

وفي عهد البشير قاتل الجانبان في جبهة واحدة في دارفور غرب السودان.

وشكل البشير قوات الدعم السريع، التي تعود جذورها إلى ميليشيا الجنجويد في دارفور، بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي لتصبح قوة موازية للجيش بقيادة البرهان.

وبعد الاستيلاء على السلطة في 2021 نشب خلاف بين الجيش وقوات الدعم السريع حول خطة مدعومة دوليا تهدف إلى تطبيق مرحلة انتقالية جديدة تقودها أحزاب مدنية ويتنازل خلالها الجانبان عن سلطاتهما.

وشملت نقاط الخلاف الرئيسية جدولا زمنيا لاندماج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة وتسلسل القيادة بين قادتها وقادة الجيش ومسألة الرقابة المدنية.

وكان لدى الجيش السوداني موارد أفضل عند اندلاع الحرب، منها القوة الجوية، ومع ذلك كانت قوات الدعم السريع أكثر تمركزا في أحياء الخرطوم وتمكنت من السيطرة على جزء كبير من العاصمة في بداية الصراع. وتقدمت قوات الدعم السريع أيضا في دارفور، وهي معقلها الرئيسي، وولاية الجزيرة جنوبي الخرطوم، وهي منطقة زراعية واسعة.

(أ ف ب، رويترز، د ب أ)


اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة