الخرطوم ـ في وقت أعلنت فيه الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني، إحباط محاولة هجوم لـ«الدعم السريع» على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، ومقتل 45 من منسوبيها بعد تراجعها شمالا، لا تزال تتوالى عمليات القصف المدفعي التي تنفذها القوات التي يقودها محمد حمدان دقلو «حميدتي» في العاصمة الخرطوم وشمال دارفور، مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا.
4 قتلى
وقتل 4 أشخاص وأصيب 9 آخرون إثر عملية قصف بمسيرة نفذته «الدعم» على مسجد في منطقة شرق النيل في العاصمة الخرطوم.
وقالت حكومة ولاية الخرطوم إن الهجوم استهدف المسجد أثناء صلاة التراويح مساء الأحد، متهمة «الدعم السريع» باستهداف دور العبادة ومواقع تجمع المدنيين بالقصف المدفعي والمسيرات، وترويع الأهالي بعد تراجع قواتها وهزيمتها في نطاق واسع من العاصمة الخرطوم وعدد من ولايات السودان.
واستنكرت غرفة طوارئ شرق النيل الهجوم، مشيرة إلى أن العشرات من المصلين كانوا يؤدون صلاة التراويح عند استهداف مسجد الرضوان، الواقع في حي الدوحة، مربع 9، شرق العاصمة الخرطوم.
وفي فبراير/ شباط الماضي استعاد الجيش السوداني منطقة شرق النيل، بعد قرابة عامين من سيطرة «الدعم السريع» على المنطقة التي كانت من أبرز مواقع انتشار قواتها، قبل تراجعها في نطاق واسع من العاصمة.
وفي ولاية الجزيرة، تواصل قوات «الدعم»، الهجمات التي وصفها الناشطون المحليون بـ«الانتقامية» شمال غرب الولاية الواقعة وسط السودان.
وقال مؤتمر الجزيرة، الناشط في رصد الانتهاكات، إن قوات «الدعم» تواصل حملاتها الانتقامية لليوم الثالث على التوالي، في قرى العقليين شمال غرب الجزيرة، مما أسفر عن مقتل 18 شخصا، واصفا الأوضاع هناك بـ«المأساوية».
وكثّفت قوات «الدعم»، بقيادة أحمد آدم قجة، هجماتها على قرى العقليين، التابعة لمحلية الكاملين، المتاخمة لمحلية جبل أولياء جنوب العاصمة الخرطوم.
الجيش يحبط هجوماً على الفاشر… ويعلن مقتل 45 من قوات «حميدتي»
وحسب مؤتمر الجزيرة، قتلت قوات «الدعم» 12مواطنا في قرية حبيبة، و 4 من أهالي قرية الحضيراب، و2 من قرية الفدقوبة، كما أصابت آخرين، وما زال العشرات في عداد المفقودين، كما أجبرت سكان قرى ود كردة، دقير، الفدقوبة شمال، أبو الكيلك على النزوح.
وفي شمال دارفور، أودت عمليات قصف مدفعي نفذتها قوات «الدعم» على مدينة الفاشر بحياة 8 مدنيين، بينهم امرأة و6 أطفال، وإصابة آخرين.
كما قتل 2 وأصيب 3 في معسكر أبو شوك للنازحين. ويواجه المعسكر عمليات قصف مدفعي متواصلة منذ أسابيع أودت بحياة العشرات من النازحين في المعسكر.
عمليات نوعية
في السياق، قالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش شمال دارفور، إنها نفذت مداهمات ناجحة وعمليات نوعية استهدفت مواقع «الدعم» في محيط الفاشر، حيث تمكنت من تحرير مجمع عافية الطبي ومبان شرق المجمع، بالإضافة إلى أحياء مكركا، الكفاح، قشلاق الشرطة بالكامل.
وأشارت إلى إحباطها محاولة للتسلل والهجوم على الفاشر والقضاء على قائد القوة المتسللة برتبة نقيب، ضمن 45 عنصراً من قوات «الدعم السريع» وإصابة 10 آخرين. وذكرت أن قوات الجيش والقوة المشتركة للحركات المسلحة، استحوذت على 3 عربات كروزر، فيما فرّت بقية العناصر إلى جهات متفرقة.
غارات جوية
وقالت إن الطيران الحربي أحبط محاولة القوة المهاجمة الانسحاب من الناحية الشمالية للفاشر، مشيرة إلى تنفيذه ضربات دقيقة عبر طائراته المسيّرة، أدت إلى تدمير 7 مركبات قتالية كانت تحاول الانسحاب شمالاوتعطيل عربة ZS محمّلة بالذخائر والدعم اللوجستي.
وأشارت إلى أسر عنصرين من «الدعم السريع»، كشفا عن «مخططات وتعليمات بإرسال تعزيزات جديدة لتعويض خسائر الدعم في الفاشر خلال الأسابيع الماضية».
وفي المالحة شمال دارفور تحتدم المعارك بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» منذ الخميس، بينما تتهم مجموعات حقوقية وأحزاب «الدعم» بقتل العشرات من أهالي المنطقة على أساس عرقي.
وقالت منظمة الهجرة الدولية إن (15) ألف أسرة نزحت من محلية «المالحة» جراء اشتباكات.
وأشارت إلى أن معظم الأسر نزحت من المنطقة التي تبعد نحو (200) كيلو متر من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، إلى مواقع أخرى داخل الولاية.
وتحاول قوات «الدعم السريع» السيطرة على محلية المالحة الواقعة في المثلث الحدودي بين السودان وتشاد وليبيا، لفتح طريق الإمداد عبر الصحراء الكبرى.
القدس برس \ اف ب
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.