41.2 C
Khartoum

محاكمة الممثل جيرار دوبارديو… عودة على الاتهامات الموجهة لـ”أيقونة السينما الفرنسية”

Published:

يَمثل عملاق السينما الفرنسية جيرار دوبارديو أمام المحكمة الجنائية في باريس يومي 24 و25 مارس/آذار بتهمة الاعتداء الجنسي على امرأتين أثناء تصوير فيلم “الشبابيك الخضراء” “Les Volets verts” في العام 2021، الأمر الذي ينفيه الممثل قطعا. تحولت حياة الممثل الفرنسي الشهير إلى زوبعة منذ رفعت ضده الممثلة شارلوت أرنولد شكوى في العام 2018، وتتهمه أيضا عشرون امرأة أخرى بالاعتداء والعنف الجنسي.

في 24 و25 مارس/آذار يمثل أحد عمالقة السينما الفرنسية جيرار دوبارديو أمام المحكمة في العاصمة الفرنسية باريس بتهمة الاعتداء الجنسي على امرأتين أثناء تصوير فيلم “الشبابيك الخضراء” (Les Volets verts) من إخراج جان بيكر في عام 2021.

وقد عرض جان بيكر على جيرار دوبارديو دورا على مقياسه فيروي الفيلم قصة ممثل كبير، في ذروة شهرته، لكن أنهكه العمر والإفراط في ملذات الحياة. يلعب هذا الفيلم على خط هش الذي يفصل بين الواقع والخيال، وبات تصويره كابوسا حقيقيا.

“اعتداءات جنسية وتحرش وإهانات…”

في 23 فبراير/شباط 2024، رفعت أميلي، وهي مصممة ديكور تبلغ من العمر 53 عاما، شكوى ضد دوبارديو بتهمة “الاعتداء الجنسي” و”التحرش الجنسي” و”الإهانات الجنسية”.

وقد روت لصحيفة ميديابارت الإلكترونية، المحن والمضايقات التي عاشتها خلال التصوير ووصفتها قائلة إن جيرار دوبارديو “أمسك بها بقسوة” في ممر، وسدّ طريقها “بإغلاق ساقيه حولها مثل السلطعون” ثم “داعب خصرها وبطنها، ليصل إلى ثدييها”. وهو اعتداء أوقفه الحراس الشخصيين للممثل، وفق أميلي، قبل أن يلتفت إليها قائلا: “أراك مرة أخرى يا عزيزتي!”.

كما أشارت أيضا إلى تعليقات شنيعة أدلى بها جيرار دوبارديو في اليوم نفسه. كتلك التي صرخ فيها قائلا إنه “يريد مروحة لأنه ‘فقد قدرة الحصول على انتصاب في هذا الحر’ “.

وفي 21 مارس/آذار 2024، تم رفع شكوى ثانية ضد الممثل الفرنسي بتهمة “الاعتداء الجنسي” تتعلق بأفعال ارتُكبت خلال تصوير نفس الفيلم. واتهمت سارة، وهي مساعدة مخرج ثالثة تبلغ من العمر 33 عاما، جيرار دوبارديو بلمس “أردافها” أثناء مساء رافقته فيه من غرفة الملابس إلى موقع التصوير.

وأوضحت سارة لموقع ميديابارت أنها كانت تحت “الصدمة” و”لم تقل شيئا”. وتقول إن جيرار دوبارديو كرر ذلك مرتين، ولمس “أردافها” و”صدرها”، موضحة أنها “حاولت أن تقول لا”. كما أوضحت السيدتان أنهما أبلغتا فريق الإنتاج، وبحسب تصريحاتهما يبدو أن الفريق لم يدرك تماما خطورة الأحداث وتأثيرها. وصرحت أميلي مؤخرا “لقد استغرق مني الأمر وقتا طويلا للتعافي، لقد فقدت الكثير من الوزن وكنت مرهقة”.

 “إذا تكلمتم… سيتم طردكم”

وينفي الممثل، البالغ 76 عاما، كل هذه الاتهامات. كما يؤكد محاميه أن موكله “ضحية اتهامات كاذبة تماما” وما ذلك سوى “حملة تشهير حقيقية”.

وكان قد أوضح المحامي في 28 أكتوبر/تشرين الأول قائلا: “تتم محاكمته بتهمة الاعتداء الجسدي على شخص، ولكن لا يوجد أي شاهد واحد”.

وفيما نفى المخرج جان بيكر علمه بأي سلوك سيء أظهره الممثل أثناء التصوير، نددت الممثلة أنوك إيمي، وهي واحدة من أبطال الفيلم، ما وصفت بأنه “جبن” المخرج، قائلة إنه “يعلم جيدا أن امرأتين تعرضتا لاعتداء خطير”.

ونددت الشريكة السابقة لبيرتران بلييه، مخرج تسعة أفلام شارك فيها جيرار دوبارديو بما فيها الفيلم الشهير “لي فالسوز” les Valseuses (1974) ، منتقدة الصمت المحيط بسلوك الممثل، قائلة “في بعض الأفلام مع دوبارديو، يتم تحذير طاقم العمل قبل التصوير قائلين لأفراده: إذا كانت هناك أدنى مشكلة، فالتزموا الصمت… إذا تكلمتم، سيتم طردكم”.

وكان من المقرر أن تبدأ المحاكمة في 28 أكتوبر/تشرين الأول، لكن تم تأجيلها عشية الجلسة، لأن أطباء جيرار دوبارديو “منعوه” من الحضور نظرا، وفق محاميه، لخضوعه لجراحة مجازة قلبية خماسية ومشاكل ناجمة عن داء السكري.

ومنذ ذلك الحين، أُجريت فحوصات طبية تقييمية للمثل، أظهرت بأنه يستطيع المثول أمام المحكمة يومي 24 و25 مارس/آذار الجاري.

وتعد هذه المحاكمة الأولى، جزءا ضمن قضية أوسع بكثير. وعلى الرغم من أن جيرار دوبارديو كان لعقود من الزمن يعتبر أيقونة السينما الفرنسية ويحظى بشهرة عالمية بات يخيم عليها الكساد بسبب تجاوزاته واتهامات العنف الجنسي التي تطاله.

وقد بدأت القضية بشكوى تقدمت بها الممثلة شارلوت أرنولد في العام 2018، اتهمت فيها الممثل باغتصابها مرتين في بيته. ويواجه الممثل الفرنسي حاليا ست شكاوى، اثنتان منها بتهمة الاغتصاب وأربع بتهمة الاعتداء الجنسي.

وفي المجمل، أدلت 21 امرأة بشهادتهن ضده عبر الصحافة أو في المحاكم لشجب الاعتداءات الجنسية والجنسانية التي تعرضن لها.

وتعتبر هذه القضية، التي تعد أكبر فضيحة بالنسبة لحركة #MeToo في فرنسا، بمثابة قنبلة في عالم الثقافة، وقد نشرت عريضة دعم للمثل الفرنسي في صحيفة لوفيغارو – تندد بـ”إعدام” وسائل الإعلام لـ”عملاق” الفن السابع – وفي المقابل صدرت أيضا عريضة مضادة في صحيفة لوموند  للدفاع عن أصوات الضحايا.

ويذكر أنه في أغسطس/آب 2024، طلب مكتب المدعي العام في باريس إحالة جيرار دوبارديو على المحكمة الجنائية الإقليمية في إطار الشكوى التي رفعتها ضده شارلوت أرنولد بتهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي. وحتى الآن، لم تتخذ قاضية التحقيق المسؤولة عن القضية قرار إجراء المحاكمة من عدمها.

النص الفرنسي: دافيد ريش / اقتباس: فارس بوشية


اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة