قررت ألمانيا إغلاق سفارتها في جوبا عاصمة جنوب السودان بشكل موقت وسط مخاوف من تجدد الحرب الأهلية، بحسب ما أعلنت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، متهمة رئيس جنوب السودان سالفا كير ونائبه رياك مشار بـ”إغراق البلد بدوامة عنف”.
قررت الحكومة الألمانية إغلاق سفارتها في جنوب السودان مؤقتا بسبب تصاعد أعمال العنف هناك. وكتبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك اليوم السبت 22 مارس / آذار 2025 على منصة “بلوسكاي” الإلكترونية: “بعد سنوات من السلام الهش، أصبح جنوب السودان مرة أخرى على شفا حرب أهلية”، مضيفة أنه بناء على ذلك قرر فريق إدارة الأزمات بوزارتها إغلاق السفارة الألمانية في العاصمة جوبا في الوقت الراهن، مؤكدة أن سلامة الموظفين لها الأولوية القصوى.
وحذرت الوزيرة اليوم السبت على موقع إكس أيضاً: “بعد سنوات من السلام الهش، تعود دولة جنوب السودان إلى حافة حرب أهلية. قررنا هذا الأسبوع إغلاق سفارتنا بشكل موقت في جوبا نظرا للوضع الراهن. إن سلامة زملائنا على رأس الأولويات”. واتهمت بيربوك رئيس جنوب السودان سالفا كير ونائبه رياك مشار بـ”إغراق هذا البلد في دوامة عنف”. وأضافت “إنهما يتحملان مسؤولية وضع حد للعنف العبثي وتطبيق اتفاقية السلام”. والثلاثاء عرضت سفارات كندا وألمانيا وهولندا والنرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وبعثة الاتحاد الأوروبي وساطتها لـ”إرساء” السلام في جنوب السودان. ومنذ سنوات تنصح وزارة الخارجية الألمانية بعدم السفر إلى جنوب السودان.
اتهامات متبادلة بين الرئيس كير ونائبه مشار
وشهدت دولة جنوب السودان، التي يبلغ تعداد سكانها نحو 11 مليون نسمة، حربا أهلية شديدة بعد حصولها على الاستقلال عن السودان في عام 2011. وشكل الرئيس سلفا كير ميارديت وخصمه رياك مشار حكومة انتقالية مشتركة في عام 2020، والتي أصبحت الآن مهددة بالانهيار. وعلى الحدود مع إثيوبيا، تخوض ميليشيا من قبيلة النوير، التي ينتمي إليها نائب الرئيس مشار أيضا، معارك ضد جنود الحكومة منذ أسابيع. كما قصفت الحكومة أهدافا مدنية. وتعرضت مروحيات تابعة للأمم المتحدة لإطلاق نار أثناء قيامها بعملية إنقاذ. وقتل عشرات الأشخاص في الاشتباكات. ويتهم الجيش حزب مشار بتأجيج الصراع. ويتهم مشار الرئيس كير بالرغبة في حرمان أنصاره من السلطة.
ورغم أن المعارك تدور على بعد أكثر من 1300 كيلومتر من العاصمة، فإن شرارتها تهدد بالانتشار إلى أجزاء أخرى من البلاد. وتهدد الأطراف المتصارعة في السودان المجاور بالتدخل أيضا. وكتبت بيربوك: “الرئيس كير ونائب الرئيس مشار يدفعان البلاد إلى دوامة من العنف. إنهما يتحملان مسؤولية وقف العنف غير المبرر وتنفيذ اتفاق السلام بشكل نهائي”. وكان دبلوماسيون ألمان، وممثلون عن كندا وهولندا والنرويج وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، قد عرضوا التوسط بين كير ومشار قبل أيام قليلة.
(أ ف ب ، د ب أ)
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.