محدث
قال مصدر عسكري في الجيش السوداني للجزيرة إن “قوات الجيش سيطرت صباح الجمعة على كامل القصر الرئاسي في الخرطوم، وتقوم حاليا بمطاردة قوات الدعم السريع داخل السوق العربي بوسط الخرطوم”.
وأوضح المصدر أن الجيش سيطر في البداية على البوابة الشرقية للقصر الرئاسي، وقتل عشرات من عناصر الدعم السريع داخل القصر، في حين تمكن آخرون من الفرار إلى السوق العربي وشارع الغابة وسط الخرطوم.
وقال بيان للجيش السوداني إنه “سحق مليشيا آل دقلو الإرهابية في وسط الخرطوم والسوق العربي ومباني القصر الجمهوري والوزارات”.
وأضاف المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله أن قوات الجيش دمرت أفراد ومعدات العدو واستولت على كميات كبيرة من معداته وأسلحته، مؤكدا “المضي قدما في كل محاور القتال حتى يكتمل النصر بتطهير كل شبر من البلاد”.
رمزية سياسية
بدوره، قال خالد الإعيسر وزير الإعلام الناطق باسم الحكومة السودانية “اليوم ارتفع العلم فوق القصر الرئاسي، والرحلة ماضية حتى يكتمل النصر”.
وأضاف الإعيسر أن “كل خطوة خطاها الجنود البواسل منذ بداية الحرب وصولا إلى القصر برمزيته السياسية والتاريخية قد سطرت مجدا جديدا يضاف إلى سجل الأمة”.
من جهته، قال وزير المالية السوداني إنه تم تشييع مشروع التمرد إلى مثواه الأخير بعد استعادة القصر الرئاسي.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن الجيش السوداني استعاد السيطرة على عدد من المقار الحكومية المحيطة بالقصر الرئاسي وسط الخرطوم، ومن بينها مقرات وزارات الخارجية والمالية والمعادن.
وقبل ساعات بدأ التلفزيون الرسمي السوداني ببث أناشيد وطنية ومقاطع فيديو تمجد الجيش، وقال إن قوات الأخير “اقتربت من السيطرة على القصر الرئاسي وتطهيره من مليشيا الدعم السريع”.
ومنذ الأحد الماضي صعّد الجيش هجماته ضد قوات الدعم السريع وسط الخرطوم، واستطاع السيطرة على مواقع إستراتيجية.

وتأتي المعركة لاستعادة القصر الجمهوري في إطار احتدام الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع لإحكام السيطرة على العاصمة الخرطوم، التي استولت قوات الدعم السريع على مساحات منها في بداية الحرب.
وكان الجيش السوداني حرّك الاثنين كتائب من المنطقة الجنوبية لتنضم للقوات المتواجدة في وسط الخرطوم من أجل إحراز المزيد من التقدم ضد قوات الدعم السريع.
وتستمر الحرب بين قائد الجيش السوداني ونائبه السابق، حميدتي، منذ قرابة العامين مخلفةً عشرات الآف القتلى، كما تسببت في نزوح أكثر من 12 مليون شخص، بينما يواجه أكثر من مئة ألف شخص خطر المجاعة، بحسب الأمم المتحدة.
ويتقاسم طرفا النزاع السيطرة على مناطق مختلفة، اذ يمسك الجيش بالشمال والشرق، في حين تسيطر قوات الدعم على معظم إقليم دارفور وأجزاء من الجنوب.
في العاصمة استعاد الجيش قبل فترة قصيرة السيطرة مساحات كبيرة من الخرطوم، من بينها بحري، المعروفة بالخرطوم شمال، ومنطقة شرق النيل الواقعة شرقا.
ولا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على الكثير من المواقع في الخرطوم وأم درمان المحاذية لها على الجانب الآخر من النيل الأبيض.
مواجهات عنيفة
ومنذ ليل الأربعاء تصاعدت وتيرة المعارك في محيط القصر الرئاسي الذي شهد مواجهات عنيفة تدور بين الجيش الذي يطوق القصر الرئاسي وسط الخرطوم وقوات «الدعم السريع» المحاصرة داخل مباني القصر والبنايات المجاورة له.
وكانت قوة من «الدعم السريع» حاولت فتح الطريق جنوب القصر الرئاسي، ليل الأربعاء عندما تصدت لها مسيرات الجيش.ودمرت مجموعة من السيارات المنسحبة عبر الطريق المؤدي إلى مباني معمل استاك وفندق المريديان وسط العاصمة.
واستمرت المواجهات العنيفة حتى ظهيرة الخميس، حيث تعالت أصوات المعارك وأعمدة الدخان. فيما أفادت مصادر بتدمير مسيرات الجيش أكثر من 20 سيارة عسكرية كانت تحاول إخلاء مجموعة من قوات «الدعم السريع».
وحاولت بقية القوة إكمال خطة الانسحاب سيرا على الأقدام والاشتباك مع قوات الجيش التي تحكم الحصار حول المنطقة منذ أيام. إلا أنها باءت بالفشل. واستطاعت بعض القوات المنسحبة العبور بالقوارب النيلية.
ومشطت قوات الجيش محيط القصر الرئاسي لتأمين دخول قواته إلى المبنى الرئاسي، من قناصي «الدعم السريع» المرتكزين في بعض المباني القريبة من القصر الرئاسي. فيما يتوقع أن يعلن الجيش في أي لحظة السيطرة على مباني القصر، فيما اعتبر مراقبون أن المعركة محسومة عسكريا. وعلى الرغم من انتقال مؤسسات الحكم إلى العاصمة الإدارية بورتسودان بعد أشهر قليلة من اندلاع الحرب السودانية، إلا أن السيطرة على القصر الرئاسي تمثل انتصارا هاما لكلا الجانبين انطلاقا من رمزيته السيادية.
وتقدمت القوات نحو القصر الرئاسي عبر ثلاثة محاور رئيسية من مقر القيادة العامة غرباً، ومن منطقة المقرن شرقاً، بالإضافة إلى قوات سلاح المدرعات التي تمركزت جنوباً في المنطقة الصناعية.
والإثنين، التحمت قوات الجيش القادمة من القيادة العامة للجيش القريبة من القصر الرئاسي مع قوات حامية المدرعات القادمة من جنوب العاصمة، الأمر الذي ضيق الخناق على قوات «الدعم السريع» المحاصرة.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان منتصف أبريل/نيسان عام 2023 فرضت «الدعم السريع» سيطرتها على القصر الرئاسي والوزارات السيادية المحاذية للضفة الجنوبية لنهر النيل الأزرق ومنطقة السوق العربي، التي كانت ترتكز قواتها في محيطها ضمن مهام الحماية التي كانت موكلة لقواتها في ذاك الوقت ضمن عدد من المرافق السيادية والعسكرية الهامة.
حميدتي يخسر التحدي
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.