33.6 C
Khartoum

50 قتيلاً بينهم 10متطوعين في الخرطوم خلال أسبوع… ووفاة 7 أطفال بسوء التغذية

Published:

قتل 50 سودانيا في العاصمة الخرطوم خلال الأسبوع الماضي بينهم 10 متطوعين فاعلين في المطابخ الجماعية والمستشفيات، فيما اختطف 70 شخصا بينهم 12 متطوعا، حسب ما قالت غرفة طوارئ الخرطوم، أمس الثلاثاء.
وأوضحت أن المدينة تشهد أوضاعًا مأساوية تفوق الوصف، حيث تتعرض المناطق المختلفة لانتهاكات واسعة النطاق من قِبَل قوات «الدعم السريع» والميليشيات المتحالفة معها، مستهدفةً المواطنين العُزَّل بلا رحمة.
وخلال الأيام الماضية، شهدت العاصمة، من وسط الخرطوم إلى جنوبها وشرقها، عمليات تهجير قسري واسعة طالت المواطنين الذين صمدوا طوال فترة الحرب.
وأشارت غرفة طوارئ الخرطوم إلى أن عمليات التهجير رافقتها انتهاكات وحشية، شملت القتل والنهب والضرب والاغتصاب، فضلا عن الاختطاف والمطالبة بفدية والتنكيل.
وأكدت مقتل ما لا يقل عن 50 شخصا، بينهم 10 متطوعين. بينما بلغ عدد المختطفين والمعتقلين 70 شخصا بينهم 12 متطوعا.
وأشارت إلى رصد حالات اغتصاب، إلا أن الخوف المجتمعي والتستر على المعلومات حالا دون الحصول على إحصائية دقيقة بالخصوص.
وحذرت غرفة طوارئ الخرطوم من تزايد حالات سوء التغذية والوفيات على نحو خطير، خاصة بين الأطفال وكبار السن، والنساء الحوامل، مشيرة إلى وفاة (7) أطفال منذ بداية مارس/ آذار الجاري.
إضافة إلى ذلك، يواجه المواطنون تضييقًا حادًا على الحركة، مما يعيق حصولهم على احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والماء، كما تعرضت المطابخ المجتمعية للنهب وتعرض المتطوعون العاملين فيها للترهيب، فضلا عن الوضع الصحي والبيئي المترديين وانتشار الأمراض المختلفة، وانعدام الأدوية وتوقف عمل كل العيادات والمراكز والمستشفيات واستهداف الكوادر الصحية المتطوعة مما يفاقم الأزمة الإنسانية.
جرائم نهب
وقالت غرفة طوارئ جنوب الخرطوم إن مدينة الخيرية، الواقعة في منطقة جنوب العاصمة، تشهد تصاعدًا مقلقًا في جرائم النهب المسلح، حيث أسفرت حوادث متفرقة خلال الساعات الماضية عن مقتل شخصين وإصابة آخرين.
ولقي صاحب متجر مصرعه برصاص مسلحين حاولوا الاستيلاء بالقوة على جوال سكر. وفي حادثة منفصلة، تعرض مواطن لإطلاق نار أثناء سرقة هاتفه، مما أدى إلى إصابته، قبل أن يفارق الحياة متأثرًا بنزيف حاد.
وأشارت إلى تزايد عمليات النهب والسطو المسلح في معظم أحياء مدينة الخيرية، سواء عبر اقتحام المنازل أو الاعتداء على المارة في الطرقات، مما أثار موجة من الذعر بين السكان.

انقطاع شبكات الاتصال

حسب غرفة الطوارئ، الأوضاع على الأرض أكثر سوءا، لكن انقطاع وضعف شبكات الاتصال حال دون رصد عدد كبير من الانتهاكات بشكل دقيق، فضلا عن عدم القدرة على الاتصال بأجهزة استارلينك بشكل منتظم بسبب تصاعد العمليات العسكرية.
ونددت غرفة الطوارئ في الخرطوم بشدة بالجرائم والانتهاكات بحق المدنيين، مستنكرة الاستهداف المستمر للمتطوعين الإنسانيين الذين يعملون في ظروف بالغة التعقيد.
وطالبت بالوقف الفوري لهذه الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين والمتطوعين وإخراج المواطنين عن دائرة الصراع، وأنهم ليسوا طرفًا في هذه الحرب. وناشدت المنظمات الوطنية والإقليمية والدولية التدخل العاجل والضغط على الجهات المعنية، لوقف هذه الفظائع وحماية الأبرياء.
ومع تكثيف قوات «الدعم السريع» عمليات القصف المدفعي على محلية كرري غرب الخرطوم، ليل الإثنين، قتل 8 أشخاص وأصيب 43 آخرون.
وتشهد المحلية الواقعة غرب العاصمة عمليات قصف متصاعدة منذ الأحد، تزامنت مع تقدم الجيش وسط الخرطوم وحصاره القصر الرئاسي.
ويسيطر الجيش على محلية كرري بالكامل، ضمن أجزاء كبيرة من مدينة أمدرمان الواقعة غرب العاصمة السودانية الخرطوم.
وقالت وزارة الصحة إن قصف قوات «الدعم السريع» على أحياء الثورات بمحلية كرري لليوم الثاني على التوالي، استهدف المنازل والأحياء السكنية، مشيرة إلى أن عددا من الضحايا المصابين بشظايا القصف المدفعي – بينهم نساء وأطفال – توفوا أثناء إسعافهم إلى مستشفى النو في مدينة أمدرمان.

اختطاف العشرات وتهجير قسري… و«الدعم السريع» تكثف هجماتها على محلية كرري

يأتي ذلك بعد يوم واحد من عملية قصف استهدفت المنطقة ذاتها أودت بحياة 7 أشخاص بينهم طفلان. وبلغ عدد المصابين 43 شخصا بينهم 18 طفلا تتراوح أعمارهم بين (4 و12 عامًا) جراء القصف الذي شنته قوات «الدعم السريع».
واستنكرت وزارة الصحة قصف «الدعم السريع» الأحياء السكنية في كرري لليوم الثاني على التوالي ليلا مستهدفة المدنيين في الحارتين الثامنة والعاشرة، في الوقت الذي تنشط فيه حركة المواطنين خلال شهر رمضان أثناء ساعات الليل.
وأشارت إلى أن «الدعم السريع» كثفت عمليات القصف بالمدفعية الثقيلة أثناء أداء صلاة التراويح وبعدها مع اكتظاظ الميادين بالأطفال والشباب الذين يمارسون كرة القدم في ميادين الحارات.

انتهاكات خطيرة

يأتي ذلك في وقت أعربت المنظمة الدولية لحقوق الإنسان عن قلقها البالغ إزاء الأوضاع الإنسانية الكارثية في منطقة الجريف غرب في الخرطوم.
ومع تقدم الجيش في عدة محاور في العاصمة الخرطوم، شددت قوات «الدعم السريع» إغلاق مناطق سيطرتها، فضلا عن فرض رقابة أمنية وعسكرية مشددة على المدنيين وأجبرتهم على إخلاء منازلهم.
وقالت المنظمة إن قوات «الدعم السريع» ارتكبت جرائم ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب والإنسانية في الجريف غرب، لافتة إلى أن هذه الممارسات تمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وفقًا للمعايير الدولية، بما في ذلك اتفاقيات جنيف لعام 1949، التي تحظر استهداف المدنيين والتهجير القسري وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية.
وأشارت إلى عمليات التهجير القسري واسع النطاق والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء، وتفشي الأوبئة، وارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الأساسية.
وقالت إن التقارير الموثوقة تؤكد أن قوات «الدعم السريع» قد ارتكبت انتهاكات خطيرة ضد المدنيين في منطقة الجريف غرب، تضمنت تنفيذ مداهمات وحصارا خانقا على المناطق السكنية، لمنع وصول الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية، والقتل بالرصاص والنهب والتخريب المتعمد للممتلكات. وأشارت إلى توثيق حالات اغتصاب بواسطة جنود «الدعم السريع».
ولفتت إلى أن الجرائم التي ارتكبتها قوات «الدعم السريع» في منطقة الجريف غرب ترتبط أيضًا بالجرائم التي تحاسب عليها المحكمة الجنائية وفق نظام روما الأساسي.
وقالت إنه بناءً على هذه الانتهاكات الجسيمة، تطالب المنظمة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل بإجراء تحقيق دولي مستقل في الجرائم المرتكبة، وإحالة المسؤولين عنها إلى العدالة أمام المحكمة الجنائية الدولية. وطالبت بالضغط على جميع الأطراف لوقف الانتهاكات فورًا، وضمان احترام حقوق المدنيين وفقًا للقانون الدولي الإنساني، وفتح ممرات إنسانية آمنة على وجه السرعة، لضمان إيصال الغذاء والدواء والمساعدات الطبية للسكان المحاصرين.
ودعا البيان إلى تعزيز وجود المنظمات الإنسانية والحقوقية داخل السودان، لمراقبة الوضع وتوثيق الجرائم المرتكبة، وفرض عقوبات دولية رادعة على الأفراد والجهات المسؤولة عن هذه الجرائم، وضمان عدم الإفلات من المحاسبة.
وأكدت أن استمرار هذه الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين في الجريف غرب يمثل خطرًا جسيمًا على حقوق الإنسان والسلم والأمن الدوليين، مناشدًة مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئات الحقوقية الدولية لاتخاذ إجراءات فورية وملموسة، لوقف هذه الممارسات الوحشية، وحماية المدنيين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة.
وحذرت من أن التهاون في مواجهة هذه الجرائم يعزز ثقافة الإفلات من العقاب، ويهدد استقرار السودان والمنطقة بأكملها، مشددة على ضرورة التحرك العاجل لوضع حد لهذه الانتهاكات الوحشية وإنقاذ أرواح الأبرياء.

المصدر: القدس العربي


اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة