في تطور جديد للحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في السودان منذ نيسان/ أبريل 2023، أفاد متحدث عسكري يوم الإثنين في 17 آذار/ مارس 2025 عن تحقيق الجيش تقدماً ميدانياً في وسط الخرطوم، مكّنه من كسر حصار كانت تفرضه قوات الدعم السريع على مقار عسكرية أساسية بعد مراوحة استمرت أشهرا، كما مكّنه من تضييق الخناق على هذه القوات.
فيما يتقاسم طرفا النزاع السيطرة على مناطق مختلفة، يسيطر الجيش على الشمال والشرق، كما استعاد مؤخرا مساحات كبيرة من الخرطوم ووسط السودان، بينما تسيطر قوات الدعم على معظم إقليم دارفور وأجزاء من الجنوب.
أما بالنسبة للخرطوم، جاء في بيان للمتحدث باسم الجيش السوداني نبيل عبدالله علي “التحام قوات فرسان المدرعات مع أبطال الصمود بالقيادة العامة، بعد تنفيذ عملية ناجحة لتطهير مستشفى الشعب التعليمي من عناصر ميليشيا آل دقلو”.
في السياق، أشار المتحدث إلى أن قوات سلاح المدرعات تقدّمت “من جسر الحرية الذي يربط بين أحياء جنوب الخرطوم ووسط المدينة، ونجحت في السيطرة على مواقع استراتيجية كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع”.
وصرّح خبير عسكري سوداني مشترطا عدم كشف هويته إن المناورة الأخيرة للجيش ستعزز سيطرته على غالبية أنحاء وسط الخرطوم. كما أن ذلك من شأنه زيادة الضغوط على قوات الدعم السريع قرب القصر الرئاسي، مع تقدّم قوات الجيش منها من ناحيتي الجنوب والشرق.
ويوم الأحد في 16 آذار/ مارس، أفيد عن مقتل ستة مدنيين بينهم طفلان وجرح عشرات في قصف لقوات الدعم السريع على أم درمان شمال غرب الخرطوم، بحسب ما أفاد مصدر طبي في مستشفى النو، وبلغ عدد الجرحى 36 نصفهم من الأطفال.
كما استهدف الهجوم أحياء سكنية في شمال أم درمان وأصاب مدنيين داخل منازلهم، وأطفالا كانوا يلعبون كرة القدم، حسبما أفاد المكتب الإعلامي لولاية الخرطوم.
تصاعد الاشتباكات
من جهته، تعهد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، في كلمة مصوّرة عبر تطبيق تلغرام نشرت يوم السبت، أن قواته “لن تخرج من القصر الجمهوري”.
وفي ظل تصاعد الاشتباكات، شوهدت سحب دخان كثيفة في سماء الخرطوم وسُمع تبادل لإطلاق النار وتفجيرات في أماكن عدة.
الجيش يكسر حصار الأبيض في ولاية كردفان
أما في مدينة الأبيض الواقعة على مسافة 400 كيلومتر جنوب غرب الخرطوم، أفيد صباح الإثنين عن مقتل مدنييَن وجرح 15 آخرون، في قصف لقوات الدعم السريع استهدف أحياء سكنية، وفقًا لمصدر طبي في مستشفى المدينة.
هذا ونجح الجيش في شهر شباط/ فبراير الفائت في كسر حصار قوات الدعم السريع للأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، للمرة الأولى منذ عامين. وتعتبر المدينة نقطة حيوية تصل الخرطوم بإقليم دارفور ذي المساحة الشاسعة في غرب البلاد، والواقع بمعظمه تحت سيطرة قوات الدعم.
ويعاني نحو مليون شخص في شمال كردفان من الانعدام الحاد للأمن الغذائي، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة.
الى ذلك، اندلعت اشتباكات في ولاية النيل الأزرق المحاذية لجنوب السودان وإثيوبيا. وقالت قوات الدعم السريع إنها “دمرت عددا كبيرا من المركبات والمعدات” التابعة للجيش وقبضت على عناصر من “القوات المهاجمة”.
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.