33.4 C
Khartoum

مخاوف من عودة الحرب إلى إقليم تيغراي الإثيوبي

Published:

اديس ابابا (أ ف ب) – يتصاعد التوتر بين فصيلين من الحزب الحاكم في تيغراي وسط مواجهات تبعث مخاوف من عودة الحرب إلى الإقليم الواقع بشمال إثيوبيا، ولا سيما في ظل التوتر مع إريتريا المجاورة.

وناشد رئيس الإدارة الإقليمية المؤقتة الحكومة الفدرالية تقديم المساعدة في وقت يواجه نفوذه تحديا من فصيل منافس، فيما دعت سفارات أجنبية إلى “حوار مباشر” لنزع فتيل التوتر.

وشهد الإقليم حربا مدمّرة بين عامي 2020 و2022 أودت وفق بعض التقارير بحياة ما يصل إلى 600 ألف شخص.

وقاتلت في تلك الحرب قوات محلية ضد الحكومة الفدرالية وفصائل متحالفة معها وجنود من إريتريا.

ورغم التوصل لاتفاق سلام في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 في بريتوريا في جنوب إفريقيا، لم تستقر المنطقة.

وتصاعدت حدّة النزاع بين الفصيلين المتناحرين في الأشهر الأخيرة على وقع تدهور العلاقات بين إريتريا وإثيوبيا عقب الاتفاق وفي ظلّ التوتّرات المتنامية في أوساط جبهة تحرير شعب تيغراي.

وعيّنت الحكومة الفدرالية السياسي المخضرم من تيغراي غيتاتشو رضا رئيسا لإدارة إقليمية مؤقتة.

لكنه واجه تحديا من حليفه السابق زعيم جبهة تحرير شعب تيغراي ديبريتسيون جبريمايكل.

والثلاثاء سيطرت القوات الموالية لديبرتسيون على أديغرات ثاني كبرى مدن تيغراي، بعد إعلان الإدارة المؤقتة إقالة ثلاثة من كبار المسؤولين في الجيش المحلي المعروف باسم قوّات الدفاع عن تيغراي.

وقال أحد الأهالي لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته إن “المدينة تشهد توترا متجددا، والسكان يخشون العودة إلى أيام الحرب”.

“نقترب” من حرب جديدة 

وأمر غيتاتشو بإيقاف ثلاثة جنرالات من “قوات دفاع تيغراي” متهما الفصيل الخصم بمحاولة “السيطرة على تيغراي بأكملها”، وذلك في مقابلة مع وكالة تيغراي للإعلام.

وتتصاعد المخاوف من أن تكون إريتريا جارة إثيوبيا ومنافستها التاريخية، تسعى للاستفادة من الوضع لإطلاق غزو.

وقال شيتيل تروونفول الأستاذ في جامعة أوسلو المتخصص بشؤون المنطقة لوكالة فرانس برس “نقترب من حرب جديدة بين إريتريا وإثيوبيا منذ السنتين الماضيتين”.

لكنه أضاف “لا نعرف العامل المفجّر” للحرب.

وأوضح أن استياء الرئيس الإريتري إسياس أفورقي من اتفاق السلام لعام 2022 وطموح رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد لإنشاء مرفأ على البحر الأحمر والاهتمام الجيوسياسي الذي تلقاه المنطقة من دول في الشرق الأوسط، هي عوامل ساهمت جميعها في تصاعد التوتر.

ورأى أن تلك الأسباب “جعلت الدولتين تقتربان أكثر من حرب جديدة”.

واعتبر تروونفول أن “الوضع في تيغراي قد يكون العامل المفجّر” للحرب.

والأربعاء، طلبت الإدارة المؤقتة في بيان مقتضب من الحكومة الإثيوبية “تأمين المساعدة اللازمة”. وردّا على سؤال الخميس حول مغزى هذه العبارة، اكتفى غيتاتشو رضا بالقول إن هذه الساعدة ينبغي ألا تكون عسكرية.

حرب “في أي لحظة” 

وشهدت العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا تقلبات حادة منذ استقلال الأخيرة عنها عام 1993.

واندلعت حرب دامية بينهما بين عامي 1998 و2000 على خلفية نزاعات إقليمية، أسفرت عن عشرات آلاف القتلى.

وقد حظي أبيي أحمد بإشادة واسعة ونال جائزة نوبل للسلام بعد توصله إلى اتفاق سلام مع إريتريا لدى توليه السلطة في 2018.

وفي أعقاب الاتفاق، سمحت إريتريا التي يحكمها أفورقي بدون أي منافسة تُذكر منذ 1993 بإعادة فتح الحدود مع إثيوبيا لفترة وجيزة.

لكن العلاقات عادت لتتوتر منذ نهاية حرب تيغراي في 2022.

وقالت إريتريا في شباط/فبراير إن إثيوبيا تشن “حملة مكثفة” ضدها.

وقال الجنرال تسادكان غيبريتنسا، كبير الاستراتيجيين في قوات تيغراي في إدارة غيتاتشو، في تصريحات نُشرت في وقت سابق هذا الأسبوع “قد تندلع حرب بين إثيوبيا وإريتريا في أي لحظة”.

ولم يصدر بعد أي تعليق عن السلطات الفدرالية في العاصمة أديس أبابا.

ويلتزم رئيس الوزراء أبيي أحمد “الصمت في هذا الخصوص، مقيّما موازين القوى في تيغراي. وبما إنه يعوّل دوما على الأقوى، قد يبرم اتفاقا مع ديبريتسيون لصون مصالحه الخاصة”، في حين أنه كان قد تقرّب من رضا منذ نهاية الحرب، على حدّ قول تروونفول.

وأفاد موقع “أفريكا إنتليجنس” عن انعقاد اجتماع في أسمرة بين الرئيس الإريتري ومسؤولين رفيعي المستوى في جيش تيغراي مقرّبين من ديبريتسيون جبريمايكل الذي كانت إريتريا تحاربه خلال الحرب الأخيرة. ونفى جبريمايكل انعقاد الاجتماع في بيان صادر عنه.

“لا عودة للعنف”

وأصدرت سفارات دول غربية عدّة من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان والاتحاد الأوروبي بيانا قالت فيه إنه “لا عودة للعنف”.

وقالت في منشور على حساب السفارة الأميركية في منصة إكس “نحض جميع الأطراف بشدة على حماية اتفاق (2022) من خلال خفض التصعيد والانخراط في حوار عاجل”.

ودعت فرنسا في وقت سابق رعاياها في تيغراي إلى “تخزين مواد الطوارئ (الطعام والمياه والدواء وربما الوقود) وتوخي أقصى درجات الحذر”.

وحذّرت وزارة الخارجية الفرنسية من أنه “نظرا للاشتباكات الداخلية المستمرة في تيغراي وخصوصا في أديغرات والعاصمة الإقليمية ميكيلي، يُنصح رسميا بعدم التنقل في كافة أنحاء منطقة تيغراي”.

وخلال إحاطة إعلامية، أعلن ستيفان دوجاريك الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن المنظمة “تتابع عن كثب” الوضع، مع التشديد على “ضرورة تنفيذ أحكام اتفاق وقف الأعمال العدائية للتوصّل إلى سلام دائم في إثيوبيا”.


اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

المواضيع الحديثة