السودان ينفي المجاعة معتبراً الترويج لها محاولة لتبرير التدخل الأممي

الخرطوم – نفت الحكومة السودانية وجود مجاعة في السودان، معتبرة الترويج لمعلومات «غير صحيحة» في هذا الخصوص «محاولة مرفوضة لإيجاد مبرر للتدخل الأممي في البلاد».
وحسب الأمم المتحدة يواجه نحو 25 مليون شخص، ما يعادل ثلثي السودانيين، مستويات مقلقة من انعدام الأمن الغذائي، فيما تفشت المجاعة بالفعل في عدة مناطق من البلاد.
وقال وزير الزراعة السوداني أبو بكر عمر، خلال مخاطبته مؤتمرا صحافيا أمس الثلاثاء في العاصمة الإدارية بورتسودان، إن انتاجية السودان الزراعية لا تخطئها عين عاقل، مؤكدا أن المعلومات حول وجود مجاعة في السودان غير صحيحة.
واعتبر الترويج لمعلومات مغلوطة محاولة للدفع من أجل تدخل أممي، الأمر الذي يعني «فقدان سيادة السودان ونشوب اضطرابات في الحدود وعموم الإقليم»، خدمة لمصالح دول بعينها.
وأكد أن الموسم الصيفي كان ناجحا بامتياز، مشيرا إلى جهود الأمانة الفنية في الأمن الغذائي ومنظمة «الفاو»، مضيفا: «كيف يجوع السودان وهو يمتلك ثاني أكبر مساحة صالحة للزراعة في أفريقيا؟».
وتوقع إنتاج 490 ألف طن من القمح خلال العام الجاري على الرغم من عدم زراعة مساحات واسعة من مشروع الجزيرة، مشيرا إلى أن إنتاج الحبوب خلال الموسم الزراعي 2024ـ2025 بلغ 6.7 مليون طن مقارنة بنحو 6.2 مليون طن خلال الخمسة مواسم الماضية.
ويعتمد ثلثا السودانيين على الزراعة في البلاد، حيث تبلغ جملة المساحة الصالحة للزراعة في السودان نحو 73.5 مليون هكتار وهو ما يعادل حوالى 40% من جملة المساحة الجغرافية للسودان، 15% منها مستغلة زراعيا. و25% لا تزال غير مستغلة حتى الآن.
وأرجع الوزير نجاح الموسم الزراعي إلى الظروف المناخية إلى جانب استخدام التقاوي المعتمدة، والتوسع في زراعة مساحات كبيرة بنهر النيل والشمالية، مبينا أن التوسع جاء بحكم وضع الجزيرة التي كانت تحت سيطرة ميليشيا «الدعم السريع».
ويعد مشروع الجزيرة أكبر مشروع زراعي مروي في أفريقيا وأكبر مزرعة ذات إدارة موحدة في العالم، وتتجاوز مساحته مليوني فدان.
وقالت الحكومة السودانية إن إدارة مشروع الجزيرة بالتنسيق مع وزارتي المالية والتخطيط الاقتصادي والزراعة والغابات في بورتسودان تمضي في ترتيبات حصاد محاصيل العروة الشتوية وبخاصة محصول القمح والاستعدادات لزراعة محاصيل العروة الصيفية للموسم الزراعي الجديد 2025 ـ 2026. وفي السياق التقى وزير المالية والتخطيط الاقتصادي جبريل إبراهيم، محافظ مشروع الجزيرة إبراهيم مصطفى، أمس الثلاثاء، حيث بحث الجانبان مطلوبات الموسم الشتوي الحالي والترتيبات للموسم الزراعي الجديد خاصة مشاكل الري بالمشروع. وأعلن وزير المالية دعمه لمشروع الجزيرة بما يسهم في دفع عجلة الإنتاج.
وعقد المحافظ لقاء آخر مع وزير الزراعة الذي أكد أهمية الاستعداد المبكر للموسم الزراعي الجديد، المنتظر انطلاقه في يونيو/ حزيران المقبل والبدء فوراً في عمليات تحضير أراضي العروة الصيفية وتأمين المواد البترولية والسعي لتوفير التقاوي المحسنة من الذرة والقطن وفول الصويا واستقطاب التقنيات الحديثة للارتقاء بالإنتاج.

المصدر:القدس العربي