31.1 C
Khartoum

«القدس العربي» في ودمدني: عودة الحياة بعد عام من الحرب

Published:

ودمدني ـ «القدس العربي»: تشهد مدينة ودمدني عاصمة ولاية الجزير، وسط السودان، قوافل متواصلة للعودة الطوعية لسكانها بعدما استطاع الجيش السوداني استعادتها من قبضة «الدعم السريع» قبل نحو شهر، في ظل تحديات توفير الخدمات الأساسية وإزالة آثار الدمار الذي خلفته المعارك.
وحسب مشاهدات مراسل «القدس العربي» الذي زار المدينة فإن آثار الحرب والدمار ارتسمت على المباني والطرقات، لكن رغم ذلك، بدأ الناس في العودة إلى بيوتهم ومزاولة نشاطاتهم، وبدأت الحياة تمضي نحو طبيعتها بعد إزالة المهددات الأمنية والانتشار المكثف للجيش والأجهزة الأمنية.
وأوضح أن الأسواق فتحت من جديد أبوابها، وكذلك المستشفيات والمرافق الحكومية فيما تشهد المدينة عمليات نظافة واسعة للأنقاض ومخلفات الدمار الذي خلفته الحرب، لافتاً إلى أن المشكلة الأبرز التي يعاني منها الناس هناك هي انقطاع التيار الكهربائي الذي أحال المدينة ليلاً إلى ظلام موحش قلل من حركة الناس. وأشار إلى أن السيارات المنهوبة والمدمرة تتناثر داخل شوارع المدينة وفي الأراضي الزراعية كذلك توجد أسواق محدودة للمسروقات من منازل المواطنين، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية تداهم أحياناً بعض الأحياء والقرى الطرفية بهدف القبض على بعض المتعاونين واللصوص. وقال إنه تحصل على معلومات تؤكد احتجاز المئات في سجن المدينة من عناصر الدعم السريع والمتعاونين معها.

آثار الدمار ارتسمت على المباني والطرقات

وكانت «الدعم السريع» قد فرضت سيطرتها على «ودمدني» بعد انسحاب مفاجئ من قبل الجيش في 18 ديسمبر/ كانون الأول 2023، ووفقاً لإفادات من منظمات حقوقية ولجان مقاومة تعرض أهالي المدينة إلى حملات تنكيل وانتهاكات واسعة دفعت غالبيتهم إلى الفرار والنزوح نحو المناطق الآمنة داخل وخارج البلاد.
وقال المواطن متوكل النور (46 عاماً) إنهم عادوا إلى ودمدني بعد رحلة نزوح صعبة وإنهم قادرون على تجاوز كل التحديات بعد خروج «الدعم السريع» لافتاً إلى أن بيوتهم نهبت، وأنهم يواجهون صعوبات حقيقية في إرجاع بعض المنهوبات التي عثروا عليها في أقسام الشرطة بسبب الرشاوى والإجراءات المعقدة.
وطالب النور بالتعامل بالجدية والضبط المطلوب مع مسألة المنهوبات.
ويحتفظ بعض المواطنين الذين أصروا على البقاء في المدينة أيام وقوعها تحت يد «الدعم السريع» بحكايات مطولة عن المآسي ومشاهدات حية للمعارك التي دارت فيها مؤخراً وانتهت باستعادتها من قبل الجيش السوداني.
و قال أيمن منصور (34 عاماً) ويعمل حلاقاً: «أيام الجنجويد كانت صعبة، في رمضان العام الماضي كانوا يجبروننا على الإفطار وعدم الصيام بعد الجلد والتوبيخ، أعمال السلب لم تتوقف، في إحدى المرات ألقى جنود «الدعم السريع» القبض علي بسبب حملي كيس خضار واتهموني بالانتماء للاستخبارات العسكرية وقاموا بضربي واعتقالي لأيام قبل إطلاق سراحي».
وتابع: «اليوم الوضع أفضل مئة مرة عما كان عليه الحال في السابق، بدأ الناس في العودة، فتحت الأسواق والمستشفيات يمكن أن يتجول الشخص بحرية حتى وقت متأخر من الليل وهذا الأمر كان من سابع المستحيلات قبل أشهر».


اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

المواضيع الحديثة