33.6 C
Khartoum

طوارئ معسكر أبو شوك للنازحين تحذر من تفاقم أزمة الجوع والنقص الحاد في المياه

Published:

الخرطوم ـ   حذرت غرفة طوارئ أبو شوك شمال الفاشر من تفاقم أزمة الغذاء والمياه في معسكرات النازحين شمال دارفور، في وقت تتواصل عمليات القصف المدفعي التي تنفذها قوات الدعم السريع ما أسفر عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى.

وتستضيف ولاية شمال دارفور حوالي نصف مليون نازح. تم تهجير عشرات الآلاف في القتال المندلع منذ نيسان/أبريل من العام قبل الماضي.
وحسب «المرصد العالمي للجوع»، أن نطاق المجاعة في السودان اتسع إلى 5 مناطق، ومن المرجح أن تمتد إلى 5 مناطق أخرى بحلول شهر آيار/مايو المقبل.
ورصدت مجاعة في 5 مناطق، من بينها معسكرات أبو شوك وزمزم والسلام شمال دارفور. وطالبت غرفة طوارئ أبو شوك للنازحين برنامج الغذاء العالمي بتنفيذ برنامج المساعدات الغذائية، مشيرة إلى أن عملية التسجيل الإلكتروني للمستهدفين اكتملت في وقت سابق بالمعسكرات، ومراكز إيواء النازحين، وسكان الولايات التي تقع في مناطق الصراعات الحادة، ويصعب الوصول إليها، توطئة لتقديم المساعدات، لكن لم يتم إنفاذ المساعدات حتى الآن.
وأشارت الغرفة إلى حاجة المواطنين الملحة، خاصة الأطفال وكبار السن لتقديم الخدمات الإنسانية خاصة خلال شهر رمضان، لافتة إلى أن نازحي معسكر أبو شوك، وزمزم فضلاً عن مواطني قرى ريفي الفاشر، يعانون من عدم توفر الغذاء والخدمات الأساسية خاصة المياه.
وأفادت بتوقف المطابخ الجماعية في المعسكر منذ كانون الثاني/يناير الماضي، الأمر الذي يضع آلاف النازحين في مواجهة شبح المجاعة، مناشدة المنظمات الإنسانية بضرورة الإسراع في التدخل العاجل لإنقاذ أرواح المواطنين.
وقالت إن معظم محطات المياه بمعسكر أبو شوك خرجت عن الخدمة، نتيجة لانعدام وغلاء الوقود، وقطع غيار المولدات الكهربائية اللازمة لتشغيل تلك المحطات.
ولفتت إلى أن القصف المستمر والممنهج على المعسكر، يمنع المواطنين من الخروج لممارسة أنشطتهم الحياتية، في سبيل كسب لقمة العيش، مناشدة المنظمات الطوعية الوطنية والدولية العاملة في المجال الإنساني، بضرورة تقديم الدعم لبرامج المطابخ الجماعية التي توقف عملها في الفترة الماضية بسبب الحصار المفروض على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وندرة السلع الاستهلاكية اليومية وارتفاع أسعارها علاوة على عدم توفر الدعم المادي، والقصف المدفعي المستمر الذي تنفذه قوات الدعم السريع على معسكرات النازحين.
والثلاثاء الماضي تجددت هجمات الدعم السريع على معسكرات النازحين، حيث أعلنت لجان المقاومة مقتل 6 أشخاص، خلال هجمات بالمدفعية نفذتها قواتها على معسكر أبو شوك للنازحين.
بالتزامن قالت غرفة طوارئ مخيم أبو شوك إن قوات الدعم السريع قامت بقصف المخيم لليوم الثاني على التوالي. وطالت الهجمات المدفعية معسكر زمزم للنازحين الذي تعرض لعمليات قصف استهدفت مناطق واسعة من المخيم، ما أسفر عن وقوع إصابات بين المدنيين. وأدى قصف معسكر نيفاشا للنازحين إلى إصابة 17 مدنيًا، بينهم ثلاث طفلات تتراوح أعمارهن بين 3 و5 سنوات.
وفي ظل تفشي المجاعة وانعدام الأمن حذرت غرفة طوارئ أبو شوك من تردي الأوضاع الإنسانية وانهيار الوضع الصحي، بينما وصفت الأمم المتحدة الوضع في السودان بـ«الكارثي» بسبب المعارك والقتال.
وقالت غرفة طوارئ أبو شوك، أن المدنيين المحاصرين في المعسكر يواجهون الموت والخوف كل يوم إثر عمليات التدوين المدفعي المتتالية التي تستهدف الأحياء السكنية.
ولفتت إلى أن المعسكر يضم مواطنين عزل لا ينتمون إلى أي قوة عسكرية، مشيرة إلى أن الأهالي يموتون كل يوم بسبب القصف والجوع والنقص الحاد في الدواء.
وكان حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، قد اتهم قوات الدعم السريع باستهداف معسكرات النازحين وأحياء بعينها على أساس عرقي بغرض ترويع السكان وتهجيرهم من منازلهم.
وقال المتحدث باسم تنسيقية النازحين واللاجئين في دارفور، أدم رجال، إن أكثر من 60 في المئة من النازحين في معسكر أبو شوك أجبروا على النزوح مرة أخرى بسبب عمليات القصف المستمرة والهجمات التي تستهدف المعسكر.
وقالت لجان المقاومة أن معسكر أبو شوك يشهد عمليات قتل وتصفية واسعة استهدفت الأهالي داخل منازلهم، مشيرة إلى وفاة العديد من المصابين بسبب نقص الدعم الصحي وعدم وجود عربة إسعاف في المعسكر.
وأضافت: «أن العائلات في أبو شوك تعيش حالة من الرعب وهي تقف عاجزة بينما أعزائها يغادرون الحياة.. إنهم يحتضنون ضحايا القصف والجوع بينما تتصاعد الاشتباكات التي تجعل نقلهم لتلقي العلاج أمرا مستحيلا».
ومنذ آيار/مايو الماضي، تحاول القوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو «حميدتي» السيطرة على مدينة الفاشر آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور، حيث شنت أكثر من 180 هجوما على المدينة، تصدى لها الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه.
وتحاول قوات الدعم إحكام سيطرتها على إقليم دارفور، الأمر الذي قد يمكنها من تشكيل سلطة غرب البلاد موازية للحكومة التي يقودها الجيش من مدينة بورتسودان شرق السودان.
وتتواصل محاولات الدعم الاستحواذ على شمال دارفور بالتزامن مع تحركات يقودها قائد ثاني الدعم السريع عبد الرحيم دقلو وحركات مسلحة، وأحزاب مقربة من الدعم السريع لتشكيل حكومة تقول أنها «مدنية» تهدف إلى نزع الشرعية عن الحكومة في بورتسودان.

)القدس العربي)


اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة