أكدت منظمة أطباء بلا حدود أن السبب في تفشي وباء الكوليرا في ولاية النيل الأبيض هو انقطاع التيار الكهربائي الشامل بعد إصابة محطة توليد الطاقة في ربك بقذيفة من قوات الدعم السريع في 16شباط/فبراير 2025. وتسبب انقطاع التيار الكهربائي في انقطاع المياه ما جعل المواطنين يعتمدون على مياه غير نظيفة تُنقل عبر عربات تجرها الحمير “الكارو” وغيرها من الوسائل التقليدية.
وكانت وزارة الصحة الاتحادية قد قالت في وقت سابق إن المرض ينتقل بسبب نقص مياه الشرب النظيفة جراء تعطل محطة الكهرباء، عقب قصف مسيرة أصاب محطة التوليد الكهربائي. وقالت أطباء بلا حدود إن الهجوم “دفع المجتمع إلى الاعتماد في الغالب على المياه التي يتم شراؤها من عربات الحمير بعد خروج مضخات المياه عن الخدمة”.
وقالت منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في السودان، مارتا كازورلا: “إن الهجمات على البنية التحتية الحيوية لها آثار ضارة طويلة الأمد على صحة المجتمعات الضعيفة”. وأضافت: “يتعين على الأطراف المتحاربة الالتزام بقواعد الحرب وضمان حماية المدنيين والبنية الأساسية الحيوية”، بحسب تعبيرها.
ومنذ بدء تفشي الكوليرا في ولاية النيل الأبيض السودانية في 20 شباط/فبراير 2025، تم إدخال أكثر من 2700 مريض إلى مركز علاج الكوليرا التابع لوزارة الصحة في مستشفى كوستي التعليمي، بدعم من منظمة أطباء بلا حدود. ومن بين هؤلاء المرضى، توفي 92 مريضًا، وفقًا لبيان للمنظمة اطلع عليه “الترا سودان”.
وبلغت ذروة هذا التفشي بين 20 و24 شباط/فبراير 2025، حيث هرع المرضى وأسرهم إلى مستشفى كوستي التعليمي. وأدى تدفق الحالات، ومعظمها مصابة بالجفاف الشديد، إلى إرباك المنشأة، واضطر بعض المرضى إلى العلاج على الأرض حيث نفدت المساحة في المستشفى ومركز علاج الكوليرا.
وشارك مدونون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وقتها مقاطع فيديو تظهر تكدس مستشفى كوستي التعليمي بالمرضى، حيث يتلقى معظمهم العلاج في الباحات لجهة امتلاء العنابر.
وللسيطرة على انتشار المرض، نسقت وزارة الصحة بولاية النيل الأبيض الاستجابة للتفشي من خلال توفير الوصول إلى المياه النظيفة، وحظر استخدام عربات الحمير لنقل المياه، ورفع مستوى الوعي من خلال تعزيز الصحة. وعلاوة على ذلك، تمكنت من إدارة حملة تطعيم ضد الكوليرا خلال أسبوع تفشي المرض.
وفي وقت سابق، أكد وزير الصحة بولاية النيل الأبيض، الزين سعد آدم، لـ”الترا سودان” انحسار الكوليرا في الولاية بعد اتباع الإجراءات الاحترازية. وأضاف: “: “إن مرض الكوليرا في انحسار شديد بعد تفعيل قانون الصحة العامة للطوارئ بإغلاق الأسواق والمدارس، والمحلات التجارية وتنفيذ حملات الإصحاح البيئي، وتطبيق الاحترازات والاشتراطات الصحية العامة”.
(المصدر الترا نيوز)
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.