37.5 C
Khartoum

قوات الدعم السريع تسجن الآلاف في الخرطوم، ومئات يموتون – مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة

Published:

(جنيف) – قالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يوم الخميس إن قوات الدعم السريع شبه العسكرية قد سجنت أكثر من 10,000 شخص في مراكز اعتقال في ولاية الخرطوم بالسودان، حيث توفي المئات بسبب التعذيب والمرض.

أصدرت مفوضية الأمم المتحدة تقريراً يغطي الفترة من 15 أبريل 2023 إلى نهاية يونيو 2024، يفصل انتهاكات حقوق الإنسان وانتهاكات القانون الإنساني الدولي في مرافق الاحتجاز التي تديرها كل من قوات الدعم السريع والجيش السوداني في الخرطوم.

وقال التقرير الذي اطلعت عليه سودان تريبيون إن “مفوضية حقوق الإنسان أكدت معلومات عن وجود وممارسات الاحتجاز في 39 مكاناً للاحتجاز تسيطر عليه قوات الدعم السريع حيث تم احتجاز ما يقدر بنحو 10,000 شخص خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير.”

وأشار إلى أن سجن سوبا هو أكبر مركز احتجاز تابع لقوات الدعم السريع، يليه مجمع في الرياض شرق الخرطوم. كما تم استخدام مبانٍ مختلفة كمرافق احتجاز، بما في ذلك المباني السكنية ومقرات الحكومة ومراكز الشرطة والمدارس والمحكمة وجامعتين وروضة أطفال ومتجر ومصنع وثلاث قواعد عسكرية.

وذكر التقرير أن مرافق الاحتجاز موجودة في المدن الرئيسية الثلاث بولاية الخرطوم: 17 في الخرطوم و13 في بحري و9 في أم درمان. وأضاف أن قوات الدعم السريع تدير مواقع احتجاز أكثر مما تمكن المكتب من تأكيده.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن نتائج التقرير كشفت عن انتهاكات خطيرة ارتكبها الجيش وقوات الدعم السريع في مرافق الاحتجاز في الخرطوم، حيث قام الجانبان باحتجاز المدنيين بشكل تعسفي وغير محدد دون توجيه تهم.

وخلص التقرير إلى أن المحتجزين تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة، بما في ذلك الضرب والصدمات الكهربائية، مضيفاً أن مرافق الاحتجاز التي يديرها الجانبان مكتظة بشدة وسيئة التهوية.

وقال إن نقص الغذاء والماء في مرافق قوات الدعم السريع أدى إلى سوء التغذية والوفيات التي يمكن تجنبها، في حين أدى الحرمان من الرعاية الصحية إلى ارتفاع معدلات الوفيات بسبب الأمراض والإصابات غير المعالجة.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن الجيش وقوات الدعم السريع احتجزوا أطفالاً، وكان الاحتجاز على أساس العرق والتعذيب منتشراً على نطاق واسع في مواقع الاحتجاز التابعة للطرفين.

وذكر التقرير أن “المحتجزين غالباً ما يُحتجزون بمعزل عن العالم الخارجي، دون سجلات أو إخطار لعائلاتهم، في حين كان التعذيب النفسي والتهديد بالموت والعمل القسري – بما في ذلك نقل الإمدادات العسكرية في ظروف قاسية – منتشراً على نطاق واسع في مرافق قوات الدعم السريع”.

واستند التقرير إلى عمليات المراقبة التي أجرتها مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ومقابلات مع 34 شخصاً تأثروا بالاحتجاز في ولاية الخرطوم (31 رجلاً وثلاث نساء)، و29 محتجزاً سابقاً، وخمسة شهود آخرين وأفراد أسر وضحايا.

وقال التقرير إن قوات الدعم السريع تستخدم نهجاً منهجياً للاحتجاز، بدءاً من نقاط التفتيش حيث يتم إيقاف المدنيين واستجوابهم وغالباً ما يتعرضون للتعذيب الجسدي قبل نقلهم إلى مواقع احتجاز مؤقتة.

وقال أحد المحتجزين إنه تم احتجازه عند نقطة تفتيش بالقرب من منزله، حيث دخل أفراد من قوات الدعم السريع المنزل واستجوبوا أسرته ثم عصبوا عينيه وقيدوه.

تم نقله عبر سلسلة من نقاط التفتيش، حيث كان يتم تسليمه في كل محطة إلى مجموعة جديدة من أفراد قوات الدعم السريع الذين ضربوه بشدة واتهموه بالانتماء إلى الجيش وفتشوا هاتفه.

وقال آخر إن قوات الدعم السريع احتجزت حوالي 40 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، عند نقطة تفتيش بالقرب من مستشفى جنوب الخرطوم، وأمرتهم بالركوع وضربتهم بالسياط وصادرت ممتلكاتهم.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إنها تلقت تقارير عن احتجاز قوات الدعم السريع للنساء في مرافق عبور ومراكز احتجاز. وأضافت أن الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم عامين احتُجزوا إلى جانب أمهاتهم.

وقالت: “في العديد من مراكز الاحتجاز، تم احتجاز الأطفال إلى جانب الرجال البالغين. وتلقى المكتب شهادات عيان عن العنف الجنسي ضد النساء في مركز احتجاز في جبل أولياء جنوب الخرطوم، والاستغلال في مركز في المعمورة شرق الخرطوم”.

ونُقل عن العديد من المحتجزين قولهم إن قوات الدعم السريع حرمتهم عمداً من الطعام والماء والرعاية الصحية كجزء من استراتيجية أوسع للإذلال.

وقال التقرير إن قوات الدعم السريع استخدمت التعذيب وسوء المعاملة بشكل منهجي في مجمع الرياض، حيث يواجه المحتجزون عمليات إعدام وهمية وضرب مبرح ومعاملة تمييزية على أساس العرق أو الانتماء المزعوم للجيش.

وقال أحد المحتجزين إن أفراد قوات الدعم السريع “كانوا يرشون المحتجزين بالبول من دلاء في الزنزانة كلما تعرضت قواتهم لهزيمة على يد الجيش”.

وكشف التقرير عن حوادث تعرض فيها المحتجزون للضرب الجماعي وسوء المعاملة في سجن سوبا شرق الخرطوم كعقاب على تورطهم المزعوم في محاولات الهروب.

وقال: “في أغسطس 2023 ويناير 2024، تم إعدام المحتجزين الذين حاولوا الهروب من سجن سوبا بإجراءات موجزة، وحُرم الباقون من الطعام لمدة يومين، مما أدى إلى زيادة الوفيات بسبب سوء التغذية”.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن عدد المحتجزين لدى قوات الدعم السريع في سجن سوبا وصل إلى أكثر من 6000 شخص بحلول نهاية يونيو 2024، بينهم مدنيون وأفراد من الجيش العاملين والمتقاعدين.

وقال التقرير إن قوات الدعم السريع نشرت أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم 14 عاماً للعمل كحراس مسلحين داخل مواقع الاحتجاز، وخاصة سجن سوبا.

وقال المكتب إنه وثق حوادث أُجبر فيها المحتجزون على نقل الجثث والبضائع المنهوبة والإمدادات الغذائية من المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

وقال التقرير إن قوات الدعم السريع أعطت عمداً المحتجزين في سجن سوبا حصصاً غذائية ضئيلة ومياهاً محدودة وملوثة، مما أدى إلى انتشار سوء التغذية وفقدان الوزن وضعف أنظمة المناعة.

وأضاف أنه يتم جمع الجثث في عيادة السجن ثم نقلها بالشاحنات.

وأكدت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وجود سبعة مرافق احتجاز يديرها الجيش في الخرطوم، وجميعها قواعد عسكرية.

وقال التقرير إن روايات الضحايا تظهر أن الجيش احتجز مدنيين بمعزل عن العالم الخارجي لفترات طويلة، وحرمهم من حقوقهم الأساسية، وعذبهم بالضرب باستخدام خراطيم المياه وأعقاب البنادق والصدمات الكهربائية.

وأضاف أن المحتجزين من دارفور وكردفان تعرضوا لتعذيب أشد وأطول.


اكتشاف المزيد من اليراع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مواضيع مرتبطة

مواضيع حديثة