الخرطوم- في وقت يتقدم الجيش السوداني في عدة محاور في العاصمة السودانية الخرطوم وولاية الجزيرة وسط السودان، نفذ نائب القائد العام للجيش السوداني، شمس الدين كباشي، أمس الأحد، زيارة تفقدية إلى منطقة وادي سيدنا العسكرية غرب العاصمة الخرطوم، بعد تنفيذ الدعم السريع هجوماً مدفعياً على سوق صابرين القريب من القاعدة التابعة للجيش.
وأودى الهجوم الذي نفذته الدعم السريع على سوق صابرين بحياة 60 شخصاً وإصابة العشرات من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، ما تزال أشلاؤهم مكدسة في مستشفى النو بمدينة أم درمان، حيث لم تطل المنشآت العسكرية غرب العاصمة أية أضرار.
ويأتي الهجوم بعد ساعات من تهديدات أطلقها زعيم قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو «حميدتي»، توعد فيها عدداً من قادة الإسلاميين قال إنهم يديرون المعارك في حاميات الجيش غرب العاصمة الخرطوم، مؤكداً مراقبة قواته وتتبعها لجميع تحركاتهم.
الجيش القادم من الجزيرة يلتحم مع القوات في العاصمة الخرطوم
وخلال زيارته الميدانية، تلقى نائب القائد العام للجيش السوداني، شمس الدين الكباشي، في قاعدة الشهيد مختار الجوية، تنويراً حول مجمل العمليات العسكرية في محور أم درمان غرب العاصمة من عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام للجيش ياسر العطا وعدد من قادة الفرق والوحدات العسكرية. واستمع إلى الخطط لاستمرار تقدم قوات الجيش جنوب وغرب أم درمان. وأشار الكباشي إلى الانتصارات التي حققها الجيش في العديد من المحاور، مشدّداً على ضرورة العمل على حسم أمر «التمرد» في القريب العاجل.
وشملت الجولة التفقدية سلاح الإشارة، حيث وقف على الترتيبات العسكرية التي مهدت الطريق لاستعادة القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، ووقف كذلك على سير العمليات في غرفة السيطرة والعمليات بالقيادة العامة.
بالتزامن، أعلنت الفرقة السادسة التابعة للجيش السوداني صد هجوم نفذته قوات الدعم السريع، أمس الأحد، من ثلاثة محاور على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وقالت إن الجيش والقوة المشتركة للحركات المسلحة المساندة له بالتعاون مع القوات النظامية الأخرى والمتطوعين، صدت الهجوم رقم 181 على المدينة منذ مايو/ أيار الماضي.
وتعد الفاشر آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور غرب البلاد بعد استيلاء الدعم السريع على عواصم ولايات دارفور الأخرى، على التوالي في آواخر العام 2023.
وحسب الفرقة السادسة للجيش في مدينة الفاشر، استطاعت قوات المشاة مسنودة بالطيران الحربي هزيمة قوات الدعم السريع التي هاجمت المدينة بالتزامن من المحور الشمالي الشرقي والجنوبي الشرقي والجنوبي الغربي، مؤكدة مقتل العشرات من منسوبي الدعم السريع وفرار بقية القوات المهاجمة من جميع الاتجاهات، حيث توجهت مجموعة كبيرة منها جنوب شرق معسكر زمزم بينما ما تزال تطاردها قوات الجيش. وضلت مجموعة منها الطريق في أزقة أحياء «الثورة والسلام وميدان بركة وأبو جربون والمواشي» جنوب الفاشر، حيث تنفذ قوات العمل الخاص بعمليات القبض عليهم.
وأشارت إلى تكبيد القوة المهاجمة خسائر تقدر بـ (65) مركبة قتالية بالإضافة إلى استلام (7) سيارات مزودة بالمدفع رقم (23) وأربع أخرى مزودة بمدفع الدوشكا.
وفي ولاية الجزيرة وسط السودان، يواصل الجيش السوداني التقدم في المدن والقرى الواقعة شرق وغرب الجزيرة، حيث استعاد مدن الحصاحيصا ورفاعة وتمبول، التي مثلت مركز تجمع لقوات الدعم السريع بعد هزيمتها في مدينة «ود مدني» عاصمة الولاية.
وقال والي الجزيرة المكلف الطاهر إبراهيم الخير إن الجيش السوداني حقق انتصارات متتالية على قوات الدعم السريع شرق الجزيرة، لافتاً إلى أن تقدم القوات المسلحة جاء نتيجة لخطط إستراتيجية محكمة نفذها الجيش مع القوات النظامية الأخرى بالتنسيق مع القوة المشتركة للحركات المسلحة المساندة للقوات المسلحة والمتطوعين من المقاومة الشعبية وقوات درع السودان.
وواصلت القوات المسلحة، أمس الأحد، التقدم في ولاية الجزيرة حيث بسطت سيطرتها على «أبو عشر» و»الكاملين» و»أم ضوبان» و»العسيلات» و»قرى الحلاوين» شرق وغرب الولاية، حيث انتشرت في الطريق الممتد حتى العاصمة الخرطوم والتحمت مع القوات النظامية القادمة من «ود أبو صالح» بمحلية شرق النيل كأول التحام عسكري بين قوات قادمة من الجزيرة مع القوات في الخرطوم.
في الأثناء، ما تزال قوات الدعم السريع تهاجم بعض قرى الجزيرة، حيث قالت لجان المقاومة إن قوات الدعم السريع تتحرك في قرى الوحدة الإدارية التي تقع جنوب وجنوب غرب «أبو قوتة»، حيث نهبت بالكامل قرى «عد خير الله» و»بجيجة الخارج» و»التبيب» و»أب ندودة» و»سعادة» و»ارتميلي» الأمر الذي تسبب في موجة نزوح جماعي إلى قرى «السويل» و»الشقياب» و»القفيلة» و»كترة».
وفي العاصمة الخرطوم، أعلن سلاح المدرعات التابع للقوات المسلحة الواقع في المنطقة الجنوبية، استعادة حي غزة السكني بالكامل والذي كان ضمن أحياء أخرى متاخمة للمدرعات تحت سيطرة الدعم السريع منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل/ نيسان الماضي، الأمر الذي ضيق الخناق حول حاميات الجيش جنوب العاصمة وعرقل وصول الإمدادات إلى القوات هناك.
فيما أكد شهود عيان انسحاب سيارات عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع وشاحنات نقل تحمل أثاثاً ومنقولات أخرى مع مجموعة من عائلاتهم من المناطق شرق العاصمة الخرطوم وبعض الأحياء الجنوبية، حيث نفذت القوات المنسحبة أعمال عنف ونهب مسلح في المناطق التي مرت عبرها خروجاً من العاصمة. ومنذ نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، استعاد الجيش السوداني عدداً من المدن والمواقع الاستراتيجية التي كانت تحت سيطرة الدعم السريع المحكمة، أبرزها مدينة «ود مدني» عاصمة ولاية الجزيرة التي اجتاحها الدعم السريع في ديسمبر/ كانون الأول من العام 2023 ومدينة بحري شمال العاصمة الخرطوم التي مثلت أبرز مراكز انتشار الدعم السريع منذ بداية الحرب ومدينة أم روابة شمال كردفان.
واستطاع الجيش السوداني، الأسبوع قبل الماضي، فك الحصار عن سلاح الإشارة ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة وسط العاصمة الخرطوم. تتصاعد وتيرة المعارك التي دخلت شهرها الثاني والعشرين في السودان حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الأحد، من أن ملايين السودانيين يواجهون انعدام الأمن الغذائي بسبب تفاقم الأزمة الإنسانية الحادة. وأشار إلى أن عدد النازحين بسبب الحرب وصل إلى (11.6) مليون شخص نزحوا داخلياً في جميع أنحاء البلاد، من بينهم (8.8) ملايين نزحوا منذ أبريل/ نيسان 2023، بينما وصل عدد اللاجئين الذين فروا إلى دول الجوار إلى (3.3) ملايين شخص.
(القدس العربي)
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.