المدعي العام للجنائية الدولية: “جحيم” حرب دارفور يتكرر بعد 20 عاما

وصف المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان ما يعيشه الجيل الجديد من السودانيين بنفس “الجحيم” الذي حدث خلال الحرب الأهلية في دارفور . وأشار المدعي العام إلى انتشار المجاعة واستهداف الأطفال والاغتصابات في هذا الإقليم وأنه يتم تقديم طلبات لإصدار مذكرات توقيف بسبب جرائم “يعتقد أنها تُرتكب وارتُكبت في غرب دارفور”.  وفتحت المحكمة الجنائية الدولية في 2023  تحقيقا جديدا في جرائم حرب في هذه المنطقة في السودان والتي يتنازع فيها منذ عامين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. 

صورة وزعها المجلس النروجي للاجئين من مخيم في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور السودانية في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 © أ ف ب

قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان الإثنين إن جيلا جديدا من السودانيين يعاني “الجحيم” نفسه في دارفور كما حدث خلال الحرب الأهلية في أوائل القرن الحالي، وذلك بينما يستعد لطلب إصدار مذكرات توقيف.

وأكد خان، الذي يستعرض الوضع في السودان كل ستة أشهر أمام مجلس الأمن الدولي، “من الواضح بالنسبة إلى مكتبي أنه بينما نتحدث، يتم ارتكاب جرائم دولية في دارفور”.

وفيما تطرق المدعي العام إلى المجاعة واستهداف الأطفال واغتصاب الفتيات والنساء، أشار إلى أنه منذ تقريره الأخير الصادر قبل ستة أشهر، انزلقت البلاد التي تشهد حربا منذ نيسان/أبريل 2023، في “المعاناة والبؤس” بشكل أكبر.

وقال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إن “هذا ليس تقييما مبنيا على معلومات غير مؤكدة. إنّه تحليل مفصل أجراه مكتبي، بناء على أدلة ومعلومات تم جمعها والتحقق منها”.

وفي هذا السياق، أضاف “يمكنني أن أؤكد اليوم أن مكتبي يتخذ الإجراءات اللازمة لتقديم طلبات لإصدار مذكرات توقيف في ما يتعلق بالجرائم، التي نعتقد أنها تُرتكب وارتُكبت في غرب دارفور”.

وأضاف أن هذه المعاناة “تعكس” تلك التي أدت إلى إحالة هذه القضية من قبل مجلس الأمن الدولي إلى المحكمة قبل عشرين عاما، مشيرا إلى “النماذج الإجرامية” نفسها و”المجموعات المستهدفة نفسها”. وأكد أن “جيلا جديدا يعاني الجحيم نفسه الذي عانت منه أجيال في دارفور”، معربا عن أسفه لهذا الارتباط “المأساوي والذي يمكن تجنبه” بين الماضي والحاضر.

وفي العام 2023، فتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا جديدا في جرائم حرب في هذه المنطقة المتضررة أيضا من النزاع الجديد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والذي بدأ قبل عامين تقريبا.

وكان مجلس الأمن الدولي قد أحال في العام 2005 القضية المتعلقة بالحرب الأهلية التي خلفت حوالى 300 ألف قتيل في بداية القرن الحالي.

وحذر كريم خان من أنه “بعد عشرين عاما، وفي غياب تنفيذ أوامر الاعتقال الصادرة عن القاضي، نرى خطر زعزعة استقرار دارفور، ومزيدا من المعاناة بالنسبة إلى السكان”.

ولم يتم إلقاء القبض على العديد من الأشخاص الصادرة بحقهم مذكرات اعتقال من قبل المحكمة الجنائية الدولية، كما لم يتم تسليمهم إلى المحكمة، بما في ذلك الرئيس السابق عمر البشير.

فرانس24 / أ ف ب 

Share this post