طرابلس ـ «القدس العربي»: تتكرر الاتهامات لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بدعمها لقوات الدعم السريع بالسودان. ففي تقرير حديث، قالت صحيفة “مالتيز هيرالد” إن حفتر أرسل شاحنات عسكرية لقوات الدعم السريع السودانية استعدادًا لمعركة كبرى في الفاشر.
ولفتت الصحيفة إلى رصد نشاط مكثف في قاعدة “معطن السارّة” في جنوب شرق ليبيا، حيث تم نقل معدات عسكرية روسية.
وأضافت المالطية أن حفتر يزود “الدعم السريع” بالقوات والأسلحة بينما يتم الإمداد والتمويل من الإمارات العربية المتحدة. وأوضحت أن قوات الدعم السريع واجهت سلسلة من الخسائر ضد القوات المسلحة السودانية في مختلف أنحاء السودان، وهي الآن تركز انتباهها على شمال غرب السودان حيث لديها وجود أقوى، وفق تعبيرها.
وقبل يومين، اتهم وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني، جبريل إبراهيم، عدة دول بما فيها ليبيا، بدعم معارك قوات الدعم السريع، داعيًا إلى ضرورة مراعاة حقوق الجوار والعلاقات الصديقة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي للوزير الذي يرأس أيضًا حركة العدل والمساواة، حيث دان ما سماه الدعم المستمر الذي تتلقاه قوات الدعم السريع من دول الجوار معدداً ليبيا وتشاد وكينيا وأوغندا وجنوب السودان، التي حثها على مراعاة حقوق الجوار والعلاقات الصديقة.
وأكد في الوقت ذاته، أن النصر وشيك وقريب التحقيق، معربًا عن تفاؤله بقرب انتهاء الحرب، داعيًا إلى توحيد الصف الوطني لدعم المقاتلين سياسيًّا وتحقيق النصر في حرب الكرامة.
وطالب بضرورة محاسبة المتورطين في دعم الميليشيات عبر القضاء، ودعا كذلك إلى تعزيز النسيج الاجتماعي على أسس سليمة، معبرًا عن رفضه لما حدث في الجزيرة آملًا عدم تكراره.
وبخصوص العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية على رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، قال جبريل إنها خطوة مرفوضة من غالبية الشعب السوداني مؤكدًا أن العقوبات الأمريكية، المستمرة منذ العام 1958، لم تحقق أهدافها.
وتتكرر اتهامات الخرطوم لقوات الدعم السريع بجلب مقاتلين أجانب، بمن فيهم الكولومبيون، بالتنسيق مع الليبيين وكذلك مع الإمارات، حيث كشف حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي، قبل أيام، عن دخول مركبات عسكرية عبر الحدود إلى بلاده عن طريق الأراضي الليبية.
ولم ترد قوات حفتر أو السلطات الليبية المسيطرة على الحدود مع السودان وتشاد، لنفي مزاعم حاكم دارفور الذي يسيطر على أغلب إقليمه قوات الدعم السريع، وهي الاتهامات التي تأتي بعد يومين من إعلان القوة المشتركة للحركات المسلحة التابعة للجيش السوداني أنها نفذت هجومًا على “الدعم السريع” في محور الصحراء بشمال دارفور صباح الثلاثاء الماضي.
وقالت القوة المشتركة السودانية إنها تمكنت من صد هجمات مرتزقة ومقاتلي الجنجويد بقوات الدعم السريع في عملية وصفتها بانتصار كبير متسببة في فرار بعضهم إلى الأراضي الليبية، بينما لجأ آخرون إلى دولة تشاد.
وأفادت القوة التي تضم القوات المسلحة السودانية ومقاتلين شعبيين، في بيان لها الإثنين، بتمكنها من صد هجوم ميليشيا الجنجويد عندما حاولت التسلل من الحدود الليبية باتجاه مثلث الحدود الدولية السودانية – الليبية – التشادية، في محاولة وصفتها باليائسة لكسر الحصار الذي فرضته قواتها على تقدم خصومها في إقليم دارفور.
وتحدث الجيش السوداني عن سيطرته الكاملة على مثلث الحدود الدولية مع ليبيا وتشاد ومنطقة الصحراء الكبرى ووادي هور، ما أدى إلى قطع جميع خطوط الإمداد عن قوات الدعم السريع.
وزعم البيان المنشور عبر حساب القوة في فيسبوك أن دولة الإمارات كانت تحضّر منذ شهور في شرق ليبيا لشن مثل هذه العمليات العسكرية من أجل إنقاذ قوات الدعم السريع.
وأسفرت المواجهة عن القضاء على أكثر من 680 عنصرًا من ميليشيا الجنجويد ومرتزقتها الأجانب، وتدمير 37 آلية عسكرية، والسيطرة على ما يفوق 65 آلية أخرى، حسب البيان.
أما فلول المرتزقة فقد تشتتوا في المثلث الحدودي، ولاذ بعضهم بالفرار عائدين إلى الأراضي الليبية، بينما لجأ آخرون إلى دولة تشاد.
اكتشاف المزيد من اليراع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.