الفاشر محور معارك بين الجيش و«الدعم السريع»… والطرفان تحدثا عن « انتصارات»

الخرطوم ـ «القدس العربي» : قالت قوات «الدعم السريع» الإثنين، أنها وجهت نداء أخير للجيش وداعميه، داخل الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وأمهلتهم 48 ساعة، لمغادرة المدينة وتسليم أسلحتهم، فيما أكد الجيش، أن قواته تحقق «عمليات ناجحة».
وقال المتحدث باسم «الدعم» الفاتح القرشي، إنهم وجهوا نداء للمقاتلين في صفوف الجيش والحركات المسلحة، لوضع السلاح ومغادرة المواقع العسكرية والتسليم الفوري، مؤكد أنه بانقضاء المهلة المحددة، لن يتهاونوا في التعامل بحسم مع كل من يحمل السلاح.
تأتي تصريحات المتحدث باسم قوات «الدعم السريع» بالتزامن مع معارك عنيفة تصاعدت منذ السبت بين الجيش السوداني والقوة المشتركة للحركات المسلحة المساندة له من جهة و«الدعم السريع» والمجموعات الموالية له.
وبالتزامن مع الإنذار، قال الجيش السوداني أن القوات المسلحة والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية مسنودة بسلاح الجو نفذت عمليات ناجحة، مشيرا إلى أنها حققت أهدافها بنجاح ودمرت 13 مركبة قتالية بكامل عتادها وطاقمها، بالإضافة إلى مقتل العشرات من «الدعم». ولفت إلى هروب العديد من منسوبي «الدعم» بأزياء مدنية، حيث تم أسر عشرة من الفارين، قال الجيش أنهم أدلوا بإفادات تؤكد معاناتهم من قلة الغذاء والدواء وتزايد أعداد الجرحى والمصابين دون رعاية صحية.
وذكر أن 6 من منسوبي الدعم السريع سلموا أنفسهم وأسلحتهم لارتكازات الجيش في المحاور الشرقية والجنوبية لمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
ومنذ السبت، يتحدث الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» كل على حدا، عن تقدم قواته وتحقيق «انتصارات» في محور الصحراء شمال دارفور.
وكان حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، قد أكد مشاركة قائد ثاني الدعم السريع عبد الرحيم دقلو – الأخ الأكبر لزعيم القوات محمد حمدان دقلو «حميدتي» في المعارك التي تجددت السبت في محور الصحراء، حيث قاد عبد الرحيم القوات القادمة من الحدود الليبية. وقال مناوي إن ظهور عبدالرحيم دقلو، في معارك محور الصحراء يعبر عن نوايا الدعم السريع المتعلقة بالسيطرة على مناطق شمال دارفور وفتح الطريق الصحراوي الذي يربطهم بليبيا.
وأكد أن القوات المسلحة والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية استطاعت كسر شوكة قوة عسكرية ضاربة تضم أكثر من (546) سيارة محملة بالعتاد العسكري يقودها شقيق «حميدتي» بنفسه.
وقطع أن نهاية قوات «الدعم السريع» باتت قريبة، حيث يواصل الجيش والقوة المشتركة قطع طريق الإمداد.
وفي السياق، قالت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور أن قواتها والقوات المشتركة لحركات الكفاح المسلح بمساندة سلاح الجو والمقاومة الشعبية حققت انتصار على قوات الدعم السريع في مناطق مادو ودريشقا والمثلث الحدودي وجبل الحلة، وفي محور الفاشر شمال دارفور. وذكرت أن، سلاح الجو نفذ ثلاث غارات جوية استهدفت تجمعات وتحركات الدعم السريع في المحور الشمالي الشرقي والجنوبي من مدينة الفاشر ودمرت عشر مركبات قتالية، وقتلت أكثر من (40) من قوات الدعم بجانب إصابة آخرين.

عناصر «حميدتي» أنذروا خصومهم لتسليم سلاحهم… والقوات المسلحة أكدت تدمير 13 مركبة قتالية

وقالت قوات «الدعم السريع» إنها انتصرت في ذات المعركة، مؤكدة أن قواتها التي تحمل اسم (الطوفان) انتصرت على قوات الجيش والقوة المشتركة في محور الصحراء شمال دارفور في مناطق الحلف، دريشقي، مادو، وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. وبينما تتواصل المعارك المتصاعدة حول مدينة الفاشر، شهد محور الصحراء والمثلث الحدودي الرابط بين غرب السودان ودولتي ليبيا وتشاد، عمليات عسكرية متتالية، حيث يحاول الجيش والحركات قطع خطوط إمداد الدعم، التي بدورها اقتحمت المحور عبر الحدود الليبية السبت، بمئات السيارات المحملة بالسلاح والمقاتلين بقيادة عبد الرحيم دقلو.
وفي ظل البيانات المتضاربة من الجانبين، ينتظر نحو نصف مليون مدني محاصرين في مدينة الفاشر، مصيرا مجهولا بينما تحتدم المعارك في حدود المدينة.
ومنذ أيار/ مايو الماضي، تحاول قوات «الدعم السريع» السيطرة على الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور غرب السودان، حيث تصدى الجيش والقوة المشتركة للحركات المسلحة المساندة له لأكثر من 160 هجوما على المدينة.
وتشهد مدينة الفاشر هجمات متتالية لقوات «الدعم السريع» تصاعدت وتيرتها مؤخرا، حيث تحاول القوات التي يتزعمها « حميدتي» الاستحواذ على آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور غرب السودان.
في المقابل يواصل الجيش السوداني وقوات الحركات المسلحة المشتركة صد هجمات» الدعم السريع».
وتحتشد في المدينة عدد من الحركات الدارفورية الموالية للجيش بينما تقاتل مجموعات قبلية في صف» الدعم السريع» الأمر الذي أدى إلى تعدد جبهات القتال، بين الجيش و«الدعم السريع» من جانب والحركات و«الدعم» من جانب آخر.
وتحاول قوات «الدعم» إحكام سيطرتها على إقليم دارفور، الأمر الذي قد يمكنها من تشكيل سلطة غرب البلاد، موازية للحكومة التي يقودها الجيش من مدينة بورتسودان شرق السودان.

Share this post