«الدعم السريع» تهاجم سد مروي في الولاية السودانية الشمالية

لندن-  قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، عبد الفتاح البرهان، أمس الإثنين، إن علاقات الخرطوم مع الخارج ستبنى على «مواقف الدول من الحرب» الدائرة حالياً ضد قوات الدعم السريع، فيما أعلن الجيش السوداني عن هجوم بطائرات مسيّرة من قبل قوات الدعم على سد مروي بالولاية الشمالية، تسبب في انقطاع الكهرباء عن بعض المناطق.
وجاءت تصريحات البرهان في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو امبالو، بالعاصمة بيساو، في ختام زيارته للبلاد استمرت يومين، حسب بيان للمجلس السوداني.
وفي المؤتمر الصحافي، قال البرهان إن «الحرب لن تتوقف إلا بخروج هذه الميليشيات (الدعم السريع) من الأعيان المدنية ومساكن المواطنين، وإيقاف الدعم من الدول التي تدعم الميليشيات سياسياً وعسكرياً، دون تحديد دولة بعينها. وأكد أن «علاقات السودان ستبنى على مواقف الدول من هذه الحرب».
ومنذ أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و»الدعم السريع» شبه العسكرية حرباً خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وحوالي 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر.
وذكر البرهان أن «السودان يواجه حرباً تعددت أطرافها، وتم غزوه بواسطة مرتزقة وميليشيات الدعم السريع التي دمرت البنية التحتية للدولة، وارتكبت جرائم ممنهجة ضد الشعب. وأضاف: «العالم يعلم جيداً أن هذه الميليشيات ارتكبت جرائم حرب وإبادة جماعية في حق المواطنين».

البرهان: علاقاتنا مع الخارج مبنية على مواقف الدول من الحرب

وجدد البرهان «موقف الشعب السوداني الرافض للتفاوض والجلوس مع الدعم السريع ووجودها في المستقبل»، وفق البيان. وشدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي على «أهمية حل المشاكل الداخلية لدول القارة داخل البيت الإفريقي، والنأي عن الحلول الخارجية»، داعياً إلى «الاستفادة من الموارد التي تذخر بها إفريقيا ورفض الوصايا من الخارج».
وأكد رئيس غينيا بيساو على «استعداد بلاده لدعم جهود وقف الحرب في السودان»، حسب المصدر ذاته. وأعرب عن أمله بأن يشهد السودان «المزيد من الأمن والاستقرار».
والأحد، وصل البرهان إلى غينيا بيساو، في ثاني محطة ضمن جولة إفريقية بدأها في مالي، السبت، وتشمل أيضاً سيراليون والسنغال. وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
في الأثناء، قالت الفرقة 19 مشاة مروي التابعة للجيش، في بيان، إنه «في إطار حملتها الممنهجة لاستهداف المواقع العسكرية والمنشآت الحيوية والمشاريع التنموية للبلاد، وبعد الهزائم المتتالية التي ألحقتها قواتنا المسلحة بها في كل المحاور، ميليشيات (الدعم السريع) تحاول استهداف كهرباء سد مروي بعدد من المسيرات». وأوضحت أن «المضادات الأرضية تصدت» للهجوم. وأشار البيان إلى وجود «بعض الخسائر وسيتم إصلاحها»، دون مزيد من التفاصيل.
ولم يصدر من «الدعم السريع» أي تعليق فوري على بيان الجيش السوداني.
و»مروي» هو سد كهرومائي يقع على مجرى نهر النيل في الولاية الشمالية في السودان على بعد 350 كيلومتراً من العاصمة الخرطوم.
وأفاد شهود عيان من مدينة مروي بأن «عدداً من الطائرات المسيرة هاجمت «سد مروي» وسمعت أصوات المضادات الأرضية وانفجارات». وذكر الشهود أن «عدداً من مدن البلاد شهدت انقطاعاً في الكهرباء بينها مروي وأم درمان وشندي وعطبرة»، حسبما نقلته وكالة الأناضول.
في الأثناء، تتواصل الاحتفالات في ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة بعد استعادة الجيش السيطرة على المدينة من قوات الدعم السريع.
وأدت سيطرة قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة إلى تحولها من ولاية تتمتع بالأراضي الخصبة إلى ولاية معرضة لخطر المجاعة. وقال سكان وشهود إن قرى الولاية المترابطة صارت خالية من السكان بسبب الهجمات العنيفة، حيث صارت الأراضي جرداء أو أضرمت فيها النيران. وتنفي قوات الدعم السريع الاتهامات وتقول إنها تقاتل عناصر مارقة ترتكب الانتهاكات.
وسيكون لقدرة الجيش على استعادة السيطرة الكاملة على الولاية تأثير محوري في محاولاته لخنق خطوط إمدادات قوات الدعم السريع إلى الخرطوم والنصف الشرقي من البلاد الخاضع لسيطرة الجيش. ولا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على معظم العاصمة.
وقال جلال حرشاوي الزميل في معهد رويال يونايتد سيرفيسز في لندن إن «سيطرة الجيش السوداني على ود مدني تعزز معنوياته وتجعل وحدات كبيرة من قوات الدعم السريع معرضة لخطر الحصار في المنطقة». وأضاف أن «هذا يتيح للقوات المسلحة السودانية أيضاً تكثيف الضغط على الخرطوم قبل تحويل تركيزها غرباً»، محذراً في الوقت نفسه من أن قوات الدعم السريع قد تشن هجوماً مضاداً على مدينة الفاشر آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور بغرب البلاد.
وشاركت القوات المشتركة، المؤلفة من جماعات متمردة سابقة وقوات درع السودان بقيادة أبو عاقلة كيكل المنشق عن قوات الدعم السريع في الهجوم.
وقالت مصادر في «الدعم السريع» إن قواتها قررت الانسحاب بعد أن شعرت بضعف موقفها قبل السيطرة على المنطقة. وأضافوا أن ضربات جوية وتناقص مخزونات الذخيرة والإمدادات أنهك جنود قوات الدعم السريع.
وأضاف إن من الممكن توقع نشوب معارك عنيفة مع محاولة الاحتفاظ بالسيطرة على الخرطوم التي حقق فيها الجيش أيضاً مكاسب. وأضافت مصادر الدعم السريع أن الكثير من المقاتلين في القوة شبه العسكرية ينحدرون من جماعات مسلحة وقبلية من خارج ولاية الجزيرة وليس لديهم عزيمة كافية للقتال من أجل السيطرة على وسط البلاد.

القدس العربي\وكالات

Share this post