اليراع- وكالات -تواصلت ردود الفعل من المسؤولين الحكوميين حول مشكلة الأمن الغذائي في السودان، بينما تستمر التحذيرات الدولية من المجاعة في عدة مناطق نتيجة الصراع المستمر منذ أبريل 2023.
سادت لغة الرفض والتشكيك الحكومي تجاه تقرير لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الخاص بالسودان والذي صدر الأسبوع الماضي وكان يشمل مؤسسات مرتبطة بالأمم المتحدة.
وفي 24 ديسمبر الماضي، حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، من تهديد المجاعة لحياة الملايين في السودان بسبب الصراع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع
وتشير التقارير الميدانية الكثيرة من العاملين من النشطاء على الارض عن حالة مأساوية يمر بها المواطنيين في مناطق الصراع بدارفور ومخيمات النزوح وغيرها
واستتكر العديد من النشطاء لليراع تصريحات وزير الزراعة المتتالية الناكرة لوجود مجاعة بالبلاد واشاروا على سبيل المثال منذ اندلاع الحرب وحتى الآن، لم تدخل المواد الإغاثية إلى الخرطوم، واشارت العديد من التقارير ان الوضع سيء جدا، ويمس الكثيرين في ولاية الخرطوم التي تدور رحى المعارك فيها بصورة عنيفة ، وهؤلاء لا يجدون الغذاء أو الدواء ولا حتى الأمن”
الواقع على الأرض
وتعليقا على التقرير الأممي والنفي الحكومي، يقول أحد الكوادر السودانية التي تقدم الخدمات الإنسانية، المهندس أيوب خضر: في تصريح له لوكالة الانباء الروسية ” قبل فترة طالعت أخبار عن نفي الحكومة السودانية عن مجاعة أو شبه المجاعة في السودان، أنا أعمل في تقديم الخدمات الإنسانية بالإضافة إلى اعتباري واحد من أفرد المجتمع، الواقع يؤكد وجود أزمة إنسانية حادة يعايشها السودانيون، وخروج أغلب المؤسسات من الخدمة لا سيما المؤسسات الصحية، بالإضافة إلي مشكلة في توفر الغذاء الكافي وفقر مدقع يضرب أنحاء البلاد خصوصا المناطق الأكثر تأثرا بالنزاع”.
وأضاف في تصريحات لـ”سبوتنيك”: “ينبغي علي جميع الأطراف الإعتراف بالحقائق المؤكدة والمساهمة في حلها، كما نحث المجتمع الدولي والأطراف السودانية على العمل من أجل توفير الغذاء ووضع حد للجوع والمجاعة”…
الحكومة السودانية تعيش في واقع افتراض
وظلت الحكومة السودانية ترفض التقارير الدولية التي تتحدث عن مجاعة في البلاد،بصورة متكررة من دون ذكر اساب موضوعية او تفنيد لتلك التقارير غير تكرارها أن ما جاء بها مغرض، وله أهداف خبيثة للنيل من استقرار السودان
وبالامس استنكر وزير الزراعة السوداني، أبو بكر محمد البشرى، تقارير أممية تحدثت مرة اخرى عن مجاعة في بلاده، بسبب تصاعد التوترات الأمنية التي تشهدها منذ قرابة عامين.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه وكالة “الأناضول”، قال فيها الوزير السوداني إن “الحديث عن المجاعة والسودان غريب، ما كنت لأتوقع أن ترتبط الكلمتان ببعضهما، فالسودان بلد زراعي بالدرجة الأولى”.
وأوضح البشري إن بلاده تتضمن “ما يقرب من 75 مليون هكتار (الهكتار يساوي 10 آلاف متر مربع) صالحة للزراعة، وهذه مساحة دول، هذه المساحات الصالحة للزارعة تأتيها الأمطار أيضا ويمكن زراعتها”.
وأضاف: “لدينا حصة استهلاك في مياه النيل تبلغ 18 مليار متر مكعب، وهناك أكثر من 5 أنهر موسمية تصب في السودان.. بجانب معدلات أمطار عالية والمياه الجوفية
وأشاد البشري بموقع السودان واصفا إياه بأنه موقع “فريد”، حيث يرتبط بأفريقيا، وعبر البحر الأحمر يرتبط بآسيا والدول العربية، وبأوروبا من خلال قناة السويس، لافتا إلى أن “كل هذا يجعل الموقع مميزا من حيث التجارة وتبادل السلع ومدخلات الإنتاج.. وبالنهاية يتم نشر تقارير تتحدث عن مجاعة.. كل هذه المقومات وغيرها لا يمكن أن ترتبط بكلمة مجاعة بالسودان
وطمأن الوزير السوداني مواطنيه بأن الموسم الصيفي الماضي “شهد زراعة 16 مليون هكتار من المحاصيل الأساسية مثل الذرة والدخن، اللذين يعتبران غالب قوت أهل السودان”، مؤكدا أن “المنظمات التي تدعي الآن أن هناك مجاعة، فإنها في الموسم السابق ادعت أن السودان ستحدث فيه مجاعة بحلول سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول 2023.. ولم يحدث شيء”، على حد تعبيره.
وحدد الوزير السوداني موضع الخلاف مع تقرير لجنة التصنيف المرحلي للأمن الغذائي، مؤكدا أن الخلاف يتمثل في “منهجية التقرير”، مشيرا إلى أن وزارة الزراعة السودانية لديها فريق عامل في هذه اللجنة، وهذا الفريق العامل هو الذي يشترك معهم في إعداد التقارير.”.”..