«الدعم السريع» تقتل خمسة وتحرق مسجدا وكنيسة وتنهب محاصيل زراعية في قرى ولاية الجزيرة

الخرطوم ـ «القدس العربي»: قتل 5 سودانيين وأصيب آخرون، إثر هجوم نفذته قوات «الدعم السريع» على قرى ولاية الجزيرة وسط السودان، وتعرض الأهالي في قريتي أم القرى وود راوة لأعمال نهب واسعة طالت الممتلكات العامة والخاصة والمحاصيل الزراعية.
وتتعرض ولاية الجزيرة لانتهاكات واسعة منذ اجتياح «الدعم السريع» عاصمتها ود مدني في ديسمبر/ كانون الأول من العام قبل الماضي، تصاعدت وتيرتها في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقالت منصة « أم القرى» أن قوة تابعة للدعم مكونة من 7 سيارات دفع رباعي و15 دراجة نارية، هاجمت القرية 34 في محلية أم القرى وقتلت المواطن علي أحمد واعتقلت عددا من المواطنين.
واتهمتها بنهب جميع ممتلكات سكان القرية بما يتضمن السيارات، الأموال، والمحاصيل الزراعية.
وفي قرية ود راوة شرق الجزيرة قتل 4 مواطنين بينهم امرأة إثر هجوم نفذته قوات «الدعم السريع» التي أضرمت النار في سوق ومركز صحي، ومسجد السوق الكبير. وقال مؤتمر «الجزيرة» إن القوة المهاجمة جلبت سيارات كبيرة لتحميل المنهوبات.
واعتدت القوة المكونة من أكثر من 150 عربة و200 دراجة نارية على الأهالي بالضرب داخل منازلهم، ونهبت محالهم التجارية ومخازنهم الخاصة، وأجبرتهم على النزوح في اتجاه قرى البشاقرة غرب، ودعشيب، ود الترابي.
يأتي ذلك بعد هجوم نفذته ذات القوات على كنيسة المسيح في الحصاحيصا حيث اعتدت على المصلين بالضرب بينهم نساء وأطفال ونهبت ممتلكات الكنيسة.

أحرقت مسجدا وهاجمت كنيسة ونهبت محاصيل زراعية

واعتقلت كذلك صاحب خلوة لتحفيظ القرآن الكريم في حي مارنجان في مدينة ود مدني، ينشط في تقديم العون الإنساني.
ومنذ 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي صعدت قوات «الدعم السريع» هجماتها على المحليات شرق ولاية الجزيرة، بعد استسلام قائد ميداني تابع لها في المنطقة للجيش، مما أسفر عن سقوط مئات القتلى وتهجير قرى بأكملها.
وقالت لجان المقاومة في ولاية الجزيرة أن القوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو «حميدتي» قتلت الآلاف من المدنيين في الولاية وتقوم بممارسة كافة أنواع الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية في مواجهة المواطنين العُزل في الولاية، مشيرة إلى أن عمليات القتل شملت العزل، من رجال مسنين ونساء وأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، فضلا عن جرائم الاغتصاب والنهب المسلح والاختطاف وطلب الفدية.
وحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان «أوتشا» نزح نحو 136 ألف شخص من مواقع متعددة في ولاية الجزيرة بعد موجة من العنف المسلح والهجمات استهدفت الولاية.
وعزت لجان المقاومة في ولاية الجزيرة الحملات التي وصفتها بـ «الانتقامية» و«الإبادة الجماعية» التي تقودها قوات «حميدتي» في الولاية إلى إعلان الجيش استسلام قائد قوات الدعم السريع أبوعاقلة كيكل.
وأعلن الجيش في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استسلام كيكل ومجموعة كبيرة من قواته، وانحيازها إلى صفوف القوات المسلحة السودانية، فيما أعلن رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش العفو عن كل «متمرد» يبلغ في أقرب نقطة عسكرية في جميع أنحاء البلاد.
وقاد كيكل قوات» الدعم السريع» التي استحوذت على ولاية الجزيرة وسط السودان في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، الأمر الذي أحدث تغيرات عديدة في مجرى العمليات العسكرية، التي كانت إلى ذلك الوقت محصورة في العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور غرب السودان.
وبالتزامن مع استسلام قوات كيكل شنت قوات «الدعم السريع» هجمات عنيفة تركزت في المحليات الشرقية كما امتدت إلى بعض المناطق شمال وغرب الولاية.
وذكرت لجان المقاومة في الولاية أن أهالي الجزيرة تُركوا بعد استسلام كيكل وانسحاب الجيش، بين يدي «الدعم السريع» حيث بدأت حملاتها الانتقامية وأصبحت تتوالى المجازر في كل قرى ومدن شرق الجزيرة وتهجير إنسانها قسرياً من أرضه نحو المجهول.

Share this post