كانت سنة 2024 مليئة بالأحداث الرياضية القارية والدولية التي شدت إليها أنظار مئات الملايين. من أولمبياد باريس إلى كؤوس الأندية والقارات، فرانس24 تعود بكم إلى أبرز المحطات والإنجازات.
في عالم ممزق بالحروب والنزاعات تغمره صور الدماء والدمار، مثلث الأحداث الرياضية التي شهدها عام 2024 متنفسا لمئات الملايين حول العالم إذ تابعوا نجوم الرياضة في منافسات شدت إليها الأنظار.
في ما يلي عودة بالصور على حصاد الرياضة لعام 2024.
ألعاب باريس الأولمبية والبارالمبية تحقق نجاحا باهرا
وسط مخاوف وشكوك وتحديات لوجستية كبيرة، نجحت العاصمة الفرنسية في جعل نسخة الألعاب الأولمبية والبارالمبية 2024 فريدة من نوعها على جميع الأصعدة. البداية كانت بحفل افتتاح غير مسبوق في تاريخ الأولمبياد، جرى على ضفاف نهر السين وأعطى رونقا آخر للمعالم السياحية الشهيرة في عاصمة الأنوار.
وبالرغم من غزارة الأمطار في يوم افتتاح الألعاب الصيفية، فإن الحماس والمتعة كانا حاضرين في حفل الافتتاح الذي غنت فيه المطربة العالمية سيلين ديون من فوق برج إيفل.
أما عن المسابقات، فقد اختارت العاصمة الفرنسية عدم تشييد منشآت جديدة لها وجرت في أماكن شهيرة مثل ساحة كونكورد وموقع برج إيفل وقصر فيرساي. وكانت تنافسية وحماسية أعطت باريس جوا مفعما بالأمل، وتألق فيها بالخصوص السباح الفرنسي الشاب ليون مارشان الذي حصد أربع ذهبيات وقاد بلاده إلى المرتبة الخامسة في جدول الترتيب العام.
وفي صراع الصدارة، كانت المنافسة على أشدها “كالعادة” بين الصين والولايات المتحدة التي حسمته بفضل ميدالية كرة السلة لزملاء ليبرون جيمس وستيف كوري وكيفن دورانت الذين فازوا في نهائي مثير على فرنسا.
كأس أمم أفريقيا: ساحل العاج “تعود من الموت” وفشل عربي ذريع
بأجوائها الحماسية الفريدة من نوعها، كانت كأس الأمم الأفريقية 2024 حماسية ومشوقة إلى أبعد الحدود. فبعد أن كانت ساحل العاج المضيفة قاب قوسين أو أدنى من الخروج في الدور الأول، شق زملاء “المطرقة” سيباستيان هالر طريقهم إلى نهائي معلب “الحسين واتارا” بعد الفوز على السنغال حاملة اللقب ومالي والكونغو الديمقراطية وأخيرا نيجيريا ليضعوا النجمة الثالثة على قميص “الأفيال”.
وقد غابت منتخبات شمال أفريقيا عن دور الثمانية للمرة الأولى منذ نسخة السنغال 1992، حيث خرجت تونس والجزائر من الدور الأول، وتلتها المغرب، التي كانت المرشح الأبرز لنيل اللقب، ومصر وموريتانيا في الدور ثمن النهائي.
ولا بد من التنويه بالنجاح التنظيمي لدورة ساحل العاج التي تميزت بملاعب من جودة عالية وغياب أي مشاكل لوجستية ما أعطى رونقا جميلا للبطولة.
إسبانيا على عرش أوروبا
في القارة العجوز، عاد منتخب “لاروخا” بقيادة لويس ديلافوينتي إلى زعامة القارة ونال النجمة الرابعة لينفرد بالرقم القياسي بعدد مرات الفوز باللقب.
وأجمع النقاد والملاحظون أن إسبانيا حققت اللقب عن جدارة على حساب إنجلترا في نهائي برلين، بجيل شاب بقيادة اليافعين نيكو وليامز ولامين يامال مع عناصر الخبرة من أمثال داني كارفاخال وألفارو موراتا.
من جهتها، لم تقدم فرنسا وصيفة بطل العالم مردودا جيدا إلا أنها وصلت إلى نصف النهائي، فيما ظهرت “عواجيز” بلجيكا وكرواتيا بشكل شاحب. كما انطفئ سحر إيطاليا حاملة اللقب ولم تقدم كتيبة لوتشيانو سباليتي ما يشفع لها لتجاوز ثمن النهائي.
أرجنتين ميسي ولقب جديد
واصل ميسي، المنتشي بلقب كأس العالم 2022 في قطر، قيادته المظفرة لمنتخب “الألبيسيليستي” وقاده للقب جديد في كوبا أمريكا، التي أقيمت بالولايات المتحدة، بعد نهائي مثير مع كولومبيا حسمه لاوتارو مارتيناز في الوقت الإضافي.
أما “سامبا” البرازيل، فواصلت عزف النشاز بعد الفشل الذريع في مونديال 2022 وخرجت بخيبة جديدة بعد الهزيمة في ربع النهائي أمام أوروغواي.
كأس آسيا: اللقب لقطر والإشادة للأردن
بعد النجاح الباهر لمونديال 2022، نظمت قطر كأس الأمم الآسيوية 2024 على ملاعبها المونديالية بعد انسحاب الصين من تنظيم المسابقة. وتمكن “العنابي” القطري من الحفاظ على لقبه بعد الفوز على “نشامى” الأردن في نهائي سجل فيه أكرم عفيف ثلاثة أهداف… من ثلاث ضربات جزاء في سابقة من نوعها.
ذهب اللقب للعنابي، إلا أن الإشادة الكبرى كانت من نصيب موسى التعمري ويزن النعيمات تحت قيادة المغربي حسين عموتة الذي نجح في تحقيق إنجاز تاريخي للمنتخب الأردني.
وخيبت السعودية، تحت إشراف الإيطالي روبرتو مانشيني الآمال بالخروج من ثمن النهائي أمام كوريا الجنوبية. فيما حققت فلسطين إنجازا تاريخيا بقيادة المدرب التونسي مكرم دبوب وبلغ “الفدائي” الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه.
ملك الملاعب الترابية نادال يعتزل كرة المضرب
بعد مسيرة امتدت لعشرين عاما، أعلن ملك الملاعب الترابية الإسباني رافاييل نادال اعتزاله بعد مسيرة حافلة بالألقاب خصوصا على ملاعب رولان غاروس الفرنسية التي حصد فيها 14 لقبا إضافة لقبين في ويمبلدون وبطولة أستراليا وأربعة ألقاب في دورة الولايات المتحدة. كما حصد ذهبيتين أولمبيتين في دورتي بكين 2008 وريو دي جانيرو 2016.
طيلة مسيرته، حصل ابن مايوركا على 92 لقبا في البطولات الفردية وجوائز مالية بقيمة 135 مليون دولار.
وعانى نادال في السنوات الأخيرة من معضلة الإصابات التي أبعدته عن المنافسة مع الصربي نوفاك جوكوفيتش وقال في إعلان اعتزاله: “حان الوقت لوضع حد لمسيرة طويلة وناجحة جدا لدرجة لم أكن أتوقعها. لقد مررت بأعوام صعبة خاصة في آخر سنتين”.
الأهلي والريال زعيمان فوق العادة
في مسابقات الكؤوس القارية للأندية، لا جديد يذكر في أوروبا وأفريقيا، حيث حصد كل من ريال مدريد الإسباني والأهلي المصري لقبين قاريين جديدين.
في أوروبا، قاد “الثعلب الإيطالي الماكر” كارلو أنشيلوتي ريال مدريد للقبه الخامس العشر في “الكأس ذات الأذنين الكبيرتين” أمام بوروسيا دورتموند على ملعب “ويمبلي” اللندني. أما بطولة “الدوري الأوروبي” (أوروبا ليغ) فكانت من نصيب أتالانتا الإيطالي على حساب باير ليفركوزن الألماني الذي أدى موسما تاريخيا في ألمانيا بالفوز بثنائية الدوري والكأس تحت قيادة المدرب الإسباني تشابي ألونسو
أما في أفريقيا، فقد وصل “نادي القرن” إلى لقبه الثاني عشر في دوري الأبطال بعد أن حسم نهائي ملعب القاهرة لصالحه أمام الترجي التونسي. فيما نال غريمه الزمالك كأس الكونفدرالية بالفوز على نهضة بركان المغربي في نهائي جرى إيابه هو الآخر في ملعب القاهرة.
في آسيا، عاد الزعيم الإماراتي “العين” إلى الواجهة القارية بالفوز بدوري أبطال القارة على حساب يوكوهاما الياباني. وتألق بالخصوص اللاعب المغربي سفيان رحيمي الذي حصل على جائزتي أفضل لاعب وأفضل هداف بتسجيله 13 إصابة.
الكرة الذهبية تفلت من فينيسيوس والفيفا تنصفه
قبل يومين من إعلان الفائز بالكرة الذهبية 2024، استفز لاعب الريال البرازيلي فينيسيوس جونيور لاعبا من أتليتيكو مدريد خلال مواجهة في الدوري الإسباني وقال له إنه سيحصل عليها. إلا أن الأمور لم تجر كما أراد البرازيلي (إذ فاز بها الإسباني رودري لاعب مانشستر سيتي)، فغاب فينيسيوس ونادي ريال مدريد عن الحفل بعد أن علم رئيسه فلورنتينو بيريز بأنه لن يفوز بها، ما أحدث زوبعة بخصوص معايير منح الجائزة.
ولكن بعد أسابيع قليلة، أنصفت الفيفا فينيسيوس بمنحه جائزة أفضل لاعب في العالم “ذي بسيت” إلا أن حسرة الكرة الذهبية ستبقى راسخة في ذهن اللاعب الأسمر الذي كان له دور بارز في قيادة الملكي للنجمة الخامسة عشرة في أوروبا.