بينها البحر الاحمر.. الحكومة السودانية تمنح 20 بئراً نفطياً لشركات روسية

يتجه السودان نحو إبرام اتفاقيات لمشاريع صناعية وتجارية ونفطية عبر عقود مع شركات روسية كبديل عن الشركات الغربية. وتتضمن الحزمة استكشاف أكثر من عشرين بئراً نفطياً في مناطق آمنة، على الرغم من استمرار الحرب منذ أبريل 2023.

قال وزير النفط والغاز محيي الدين نعيم سعد في تصريح خاص لـ”العربي الجديد” إن بلاده أكملت المراحل النهائية من اتفاقها مع روسيا للاستثمار في قطاع الطاقة والنفط في المناطق الآمنة والبحر الأحمر وغرب السودان.

وأشار الوزير إلى المشاريع التي تم الاتفاق عليها، بما في ذلك تحسين التوليد المائي والحراري في مشروع سد مروي بهدف توفير 120 برميلًا من الوقود يوميًا، واستكمال تعلية خزان الروصيرص وسنار، واستقدام مصافٍ حديثة من روسيا إلى السودان في الفترة المقبلة، بالإضافة إلى استكشاف الغاز في شرق السودان، خصوصًا في البحر الأحمر. اعتبر الوزير وجود روسيا في البحر الأحمر أمراً مهماً بسبب تواجد التقنيات الحديثة في مجال الغاز. وأفاد بأنهم طلبوا إرسال سفن عائمة إلى ولاية البحر الأحمر لتعزيز إنتاج الطاقة الكهربائية في مدينة بورتسودان.

وأكد أنه سيتم إرسال فريق من الطرفين لتدعيم الاتفاقات، وستظهر النتائج قريباً. في مجال الكهرباء، صرح الوزير بأننا توصلنا إلى اتفاق مع شركة “باور إنرجي” الروسية لتوريد توربينات لمحطة الطاقة الكهرومائية في سد مروي، بهدف زيادة إنتاج الطاقة الكهرومائية في السودان. كما توجد محطات لتوليد الطاقة الكهرومائية في سد الروصيرص وسد سنار وسد ستيت، وقد أبرمنا أيضًا اتفاقًا مع شركة “باور ماشين” لتحديث هذه المحطات. تمثل الطاقة الكهرومائية 70% من إنتاج الكهرباء في السودان. وأكد وزير النفط أن الحرب أثرت على 50% من حقول النفط في البلاد، مشيرًا إلى أن هناك 22 حقلًا نفطيًا مستقلًا في السودان، يقع أكثر من 70% منها في مناطق آمنة بالشمال والشرق والخرطوم وشمال الخرطوم. معظم هذه الحقول تتواجد في مناطق آمنة، وقد تم دعوة الشركات الروسية لإجراء عمليات استطلاع وتنقيب هناك. كما أوضح أن إجمالي إنتاج النفط في السودان انخفض إلى 20 ألف برميل.

قال الوزير: “نصدر تقريبا شحنتين من النفط كل أربعين يومًا، حيث تعادل كل شحنة حوالي 600 ألف برميل، مما يعني أننا نصدر حوالي مليون و200 ألف برميل كل أربعين يومًا”. يعتبر المختصون أن قيام السلطات السودانية بالتوجه نحو روسيا ومنحها حقوق التنقيب عن النفط والمشاركة في توليد الكهرباء، مثل شركة “روسنفت” و”أو جيه إس سي باور ماشينز” المتخصصة في هذه المجالات، يعد بداية لشراكة استراتيجية جديدة. أكدت مصادر في قطاع النفط أن السودان قدّم رسميًا 22 حقلًا نفطيًا إلى الجانب الروسي، لشركات مثل “روسنفت” و”غازبروم”، المعروفة بنشاطها في البيئات غير الآمنة.

وذكر مراقبون أن تنفيذ الاتفاقيات مع روسيا سيحمّل السودان أعباءً مالية كبيرة في ظل الحرب المدمرة التي تستنزف القوّات العسكرية وتتسبب في فقدان البلاد لقيمة صادرات النفط والذهب. كما تستفيد روسيا من إنشاء وجود لها على البحر الأحمر والسيطرة على جزء من الموارد الطبيعية للسودان، حيث كان الاهتمام بهذه الموارد قائمًا منذ عشرات السنين في سياق المنافسة الدولية على الموارد الطبيعية.

 

المصدر:العربي الجديد

Share this post