الخرطوم – «القدس العربي»: قالت غرف الطوارئ شرق العاصمة السودانية الخرطوم، الأربعاء، أن مرض سوء التغذية يهدد حياة الآلاف من أهالي المنطقة، مشيرة إلى وفاة عدد من الأطفال بسبب تداعيات الجوع.
وأطلقت، نداء عاجلا، للتدخل في أزمة سوء التغذية المتفاقمة، مشيرة إلى توقف المطابخ التكافلية في منطقة شرق النيل وتفشى الجوع وتردي الأوضاع الصحية والمعيشية.
وطالبت جميع الجهات الإنسانية، المنظمات الدولية والمحلية، والمؤسسات العاملة في المجال الإنساني، للتدخل السريع في مواجهة كارثة سوء التغذية التي تهدد حياة الآلاف خاصة الاطفال والنساء الحوامل وكبار السن.
وحذرت، من الوضع الصحي الخطير، مشيرة إلى انتشار واسع لأمراض سوء التغذية الحاد، حيث يعاني عدد كبير من السكان، وعلى رأسهم الأطفال، من حالات صحية حرجة بسبب نقص الغذاء.
وأشارت إلى تسجيل المرافق الصحية في المنطقة معدلات مقلقة من مرض الهزال الحاد حيث يعاني الأطفال من فقدان كبير في الوزن وضعف المناعة، مما يجعلهم عرضة للوفاة بسبب الالتهابات البسيطة. وسجلت هذه الوحدات عدداً من وفيات الأطفال بسبب سوء التغذية وعدم تمكنهم من الحصول على العلاج اللازم.
وأشارت إلى شيوع نقص الفيتامينات والمعادن، الأمر الذي يؤدي إلى أمراض مثل الأنيميا الحادة وضعف البصر ونقص النمو البدني والعقلي. بالإضافة إلى أمراض مترافقة تم تسجيلها، مثل الإسهال المتكرر وأمراض الجهاز التنفسي، التي تتفاقم بسبب الضعف العام الناتج عن نقص التغذية.
ورصدت كذلك ارتفاع حالات الإصابة بمرض العمى الليلي بعدد من الأحياء والمناطق بمحلية شرق النيل خاصة مناطق أبو قرون، الشيخ الأمين، الجريف شرق. وأشارت إلى صعوبة الرصد والمتابعة لأن معظم الحالات لا تتمكن من الوصول للمستشفى.
وقالت إن الفئات الأكثر تضرراً من أمراض سوء التغذية المنتشرة هم الأطفال حيث تواجه آلاف الحالات خطر الموت بسبب الهزال الحاد ونقص الغذاء. وكذلك النساء الحوامل والمرضعات اللاتي يعانين من نقصٍ حاد في الغذاء، مما يعرضهم لمضاعفات خطيرة أثناء الحمل والولادة، ويؤثر ذلك على صحة الجنين بشكل مباشر.
ويعاني من تداعيات سوء التغذية كبار السن حيث تتدهور حالتهم الصحية سريعا مع ظهور أمراض مزمنة مرتبطة بسوء التغذية مثل هشاشة العظام وضعف المناعة.
وبينت أن التحديات القائمة تتمثل في غياب الدعم الغذائي الضروري والمتنوع للحد من تفاقم الأزمة ونقص المعدات الطبية والأدوية اللازمة لتشخيص الأمراض وعلاجها بالإضافة إلى توقف معظم المرافق العلاجية وتوقف المراكز المتخصصة في علاج حالات سوء التغذية الحادة.
وأشارت إلى أن الحاجة العاجلة لتوفير إمدادات غذائية عن طريق دعم المطابخ والتكايا، وتوفير سلال غذائية غنية بالعناصر الأساسية لتلبية احتياجات الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن. وطالبت بتوفير مراكز علاجية، بالمساهمة في إنشاء أقسام متخصصة لعلاج حالات سوء التغذية الحادة، وتقديم الدعم الطبي والغذائي اللازم، وذلك في الوحدات الصحية العاملة بالمنطقة. ودعت إلى تقديم الدعم الطبي لتلك المرافق بتوفير أدوية لعلاج المضاعفات الناتجة عن سوء التغذية، إلى جانب محاولة توفير المعدات الطبية اللازمة للتشخيص.
وقالت إن أي تدخل الآن مهما كان حجمه، سيكون له أثر بالغ في إنقاذ حياة الآلاف ووقف انتشار الأمراض المرتبطة بسوء التغذية