ارتفاع حصيلة ضحايا هجمات قوات «حميدتي» على منطقة الهلالية

ارتفعت حصيلة ضحايا هجوم «الدعم السريع» على منطقة الهلالية شرق ولاية الجزيرة وسط السودان، إلى 73 شخصا حسب إحصاءات أولية نشرتها نقابة أطباء السودان، في وقت تتحدث تقارير محلية عن تجاوز عدد الضحايا لـ 120 قتيلا، بينهم 54 نتيجة تناولوا طعاما ملوثا باليوريا قدمته القوات التي يقودها محمد حمدان دقلو «حميدتي» للمحتجزين في مساجد ومدارس المنطقة.
وقالت نقابة أطباء السودان، إن محليات شرق ولاية الجزيرة تواجه كارثة إنسانية متفاقمة، نتيجة لهجمات عنيفة ومستمرة تشنها قوات الدعم السريع، متهمة إياها بتنفيذ حملة انتقامية ممنهجة تستهدف المدنيين، مما أدى إلى مقتل وترحيل الآلاف وتهجيرهم قسرياً.

تفاقم الوضع الصحي

وأشارت إلى تفاقم الوضع الصحي في المنطقة بشكل مقلق، فقد تفشت الإسهالات الحادة في مدينة الهلالية والمناطق المجاورة، حيث تحتجز قوات الدعم السريع من تبقى من سكانها في المساجد مما أدى إلى وفاة أكثر من 73 شخصاً حتى الآن.
وبينت أن مستشفى الصباغ الريفي، الذي يعد المحطة الرئيسية لتقديم الرعاية الطبية للنازحين، من تدفق هائل للمرضى يفوق طاقته الاستيعابية، حيث يعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية والأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية.
وفي وقت نزح أكثر من 500 ألف شخص من قرى شرق الجزيرة البالغ عددها 515، هُجرت 400 قرية كليا و115 جزئياً، حسب إحصائية نشرها مؤتمر الجزيرة، مشيرا إلى أن 100 ألف توجهوا إلى الولاية الشمالية، بينما بلغ عدد النازحين في ولاية حلفا الجديدة 90 ألف، ووصل إلى القضارف 70 ألف آخرون، توزع بقية النازحين في الفاو وسهول البطانة وشندي وأبو دليق والصباغ والفردوس وكسلا.
ويعيش النازحون في مدينة حلفا الجديدة وقراها في أوضاع مأساوية، حيث ينامون في العراء دون مأوى أو أغطية، ويفتقرون إلى مصادر مياه الشرب النظيفة، مما أدى إلى ارتفاع حالات الإسهالات الحادة لتصل إلى 158 حالة، توفي منها أربع حالات، في ظل غياب شبه تام للدور الحكومي والمنظمات الإنسانية حسب لجنة الأطباء.
وجددت اللجنة، مناشدتها العاجلة للمنظمات الدولية للمساعدة الفورية في معالجة هذه المأساة الإنسانية، مطالبة الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير الحماية للمدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.

ضحايا الانتهاكات

ودعت اللجنة الكوادر الطبية في المدن المستقرة المجاورة لمناطق النزوح، مثل كسلا والقضارف وبورتسودان، لتقديم الدعم الطبي والنفسي للنازحين، خاصة للنساء والأطفال وضحايا الانتهاكات الجنسية.
وتضيق قوات «الدعم» الحصار على الأهالي في منطقة الهلالية شرق الجزيرة. أكد مؤتمر «الجزيرة» مقتل 54 شخصا بينهم 31 امرأة وطفلان نتيجة التسمم وسط المحتجزين لدى قوات الدعم، مشيرا إلى انها قدّمت لهم طعاما مخلوطا بسماد اليوريا، مما أدى لوفاتهم.

محليات شرق ولاية الجزيرة تواجه كارثة إنسانية متفاقمة

وأشار إلى أنه على الرغم من أن الأسبوع الماضي شهد حالات تسمم مشابهة وسط المحتجزين بلغت «10» حالات، لكن الجوع الشديد للمحاصرين لم يترك لهم فرصة الاختيار.
وقال إن قوات الدعم تفرض جبايات تصل إلى مليون جنيه سوداني لترحيل المحتجز في الهلالية إلى مدينة أم ضوا بان القريبة منها.
وفي السياق، قال حزب المؤتمر السوداني في ولاية الجزيرة إنه يتابع بقلق بالغ الوضع المأساوي الذي تعيشه مدينة الهلالية، شرق ولاية الجزيرة، حيث تتعرض المدينة منذ أيام لحصار خانق وهجمات مستمرة من قبل قوات الدعم «في مشاهد تقشعر لها الأبدان وتزيد من عمق مأساة الحرب».
وندد بسقوط العشرات من الضحايا في مدينة الهلالية نتيجة إطلاق الأعيرة النارية، وتدهور الحالة الصحية ونقص الغذاء والدواء، إضافة إلى انتشار موجة من التسمم الغذائي والكوليرا، ما أدى إلى وفاة عدد من المواطنين والمواطنات، بينهم أطفال ونساء وكبار في السن، مشيرا إلى أن المدينة تعاني من ظروف صعبة وحرجة تنذر بالمزيد من الكوارث.
وادان ما وصفها بـ«المجازر الوحشية» التي ترتكبها قوات الدعم السريع، معتبرا الحصار المفروض على الهلالية انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية وجرماً ضد كل الأعراف والقوانين الدولية.
وحمل قوات الدعم، المسؤولية الكاملة عن الكارثة الإنسانية هناك، مشددا على ضرورة وقف الممارسات «القمعية والإجرامية» التي تطال المدنيين العزل.
وطالب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل العاجل لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، مشددا على ضرورة إنهاء حصار الهلالية فوراً، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والأدوية لإنقاذ الأرواح، والحد من انتشار الأمراض.
وقال إن صمت المجتمع الدولي أمام هذه الجرائم يعُدّ تواطؤاً لا مبرر له، مؤكدا إن هذه الجرائم تعزز موقف الحزب الرافض للحرب ولكافة أشكال العنف.
ومنذ 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تنفذ قوات الدعم هجمات واسعة على المحليات شرق ولاية الجزيرة، بعد استسلام قائد ميداني تابع لها في المنطقة للجيش، مما أسفر عن سقوط مئات القتلى وتهجير قرى بأكملها.
وقالت لجان المقاومة في ولاية الجزيرة أن القوات التي يتزعمها «حميدتي» تقوم بممارسة كافة أنواع الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية في مواجهة المواطنين العُزل في الولاية، مشيرة إلى أن عمليات القتل شملت العزل، من رجال مسنين ونساء وأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، فضلا عن جرائم الاغتصاب والنهب المسلح والاختطاف وطلب الفدية.
وتضمنت الانتهاكات؛ اقتحام المرافق الصحية والأسواق، الضرب المبرح للنساء والأطفال وكبار السن، الاحتجاز القسري والاعتقال التعسفي، التصفية على أساس عرقي وإثني، ووصلت إلى التمثيل بالجثث وعدم السماح بدفنها.
واتهمت اللجان، قوات «الدعم» بالإرهاب معتبرة إياها «ميليشيا مدعومة إقليميا ودوليا» تستهدف المدنيين العزل وسط غياب الجيش.
وعزت الحملات التي وصفتها بـ «الانتقامية» و«الإبادة الجماعية» التي تقودها قوات «حميدتي» في الولاية، إلى إعلان الجيش استسلام قائد قوات الدعم أبوعاقلة كيكل و«تقديمه كأنه بطل قومي» على الرغم من تورطه في انتهاكات واسعة في الولاية منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

المصدر:«القدس العربي»

Share this post