على الرغم من أنها قد تكون الموضة الأكثر إثارة للجدل على الإطلاق، إلا أن طبعة الفهد ليست موضة بالتأكيد. وكما أشارت جو ويلدون في كتابها (Fierce: The History of Leopard Print)، “الأشخاص الذين يرتدون طبعات الفهد الحيوانية لا يخشون إظهار أنفسهم. إنهم يرتدونها لكي يبرزوا، وليس ليندمجوا.” لطالما كانت المطبوعات الحيوانية رمزا للأسلوب الجريء والإثارة، وقد ظلت ظاهرة ثقافية منذ الخمسينيات من القرن الماضي، وعلى الأغلب، فإن هذا الهوش لن ينتهي في أي وقت قريب.
لعبت موضة طبعة الفهد دورًا محوريًا في عروض خريف 2024 المقدمة من أليكساندر ماكوين، آلايا، وكريستيان ديور، وإيزابيل مارانت، وفيرساتشي، ومارني، وغيرهم من كبار المصممين.
من اليسار: مارني، كريستيان ديور، زيمرمان لخريف 2024.
في عرض مجموعة علامة الأزياء الفرنسية الراقية “ديور” للملابس الجاهزة لموسم خريف وشتاء 2024، أرسلت ماريا غراتسيا كيوري عارضاتها على منصة العرض مرتديات طبعة الفهد الفاخرة مع معاطف “ترينش كوت” (Trench Coat) وقبعات بطبعات الفهد تحية للمصمم الراحل كريستيان ديور، الذي كان أول من استخدم طبعة الفهد في أزيائه.
كان السيد كريستيان ديور، ملك الأناقة الفرنسية، وصانع الموضة التي لا يمكن لأحد تجاوزها، فإذا كان عالم الموضة مملكة، فإن كريستيان ديور هو الملك الحاكم فيها.
أطلقت المصممة إيزابيل ماران (Isabel Marant) العنان لمجموعة من المعاطف والجينز والأحذية ذات طبعات الفهد، والكثير والكثير من الفساتين المنقوشة بطبعة الفهد، وقال ماران أثناء وصف مجموعتها: “نحن لا نمارس الرفاهية الهادئة”. “نحن نمارس الرفاهية غير الهادئة….تمثل هذه الطبعة بمثابة ضربة قوية للملل مع الثروة الخفية والبساطة المتواضعة”.
في الواقع، هناك أشكال لا حصر لها تقريبا لتصاميم الأزياء ذات طبعات الفهد التي يمكن أن تلهمك في إطلالتك هذا الموسم، فيمكنك استيحاء إطلالتك من نجمات هوليوود من خمسينيات القرن الماضي كإطلالات مارلين مونرو، أو مغنية الروك الرائعة من الثمانينيات، ستيفي نيكس.
إن صيحة طبعات الفهد الحيوانية لخريف 2024 أكثر سهولة وأقل تعقيدا مما سبق، وجديرة بالاستثمار من أي وقت مضى.
تقول مصورة أزياء الشارع كاريا شانيليك، التي عملت مع العديد من رواد عروض الأزياء: “في حين أن القطع ذات طبعات الفهد من جماليات مرأة العصر الحديث، تميل النساء الآن نحو الملابس الأنيقة والجسمية في اختياراتهن عندما يتعلق الأمر باختيار نقشات الفهد، إلا أنني أرى صورًا ظلية أكثر استرخاءً وغير رسمية تحظى بشعبية هذا الموسم”.
وأكملت :”المشاهير في كوبنهاغن ونيويورك وباريس يرتدون الحقائب والأحذية والسترات الصوفية والفساتين والمعاطف والأحزمة وحتى الجوارب المطبوعة بطبعة الفهد….يبدو الأمر وكأننا نبتعد عن تصميم الساحل الشرقي الأمريكي ونتجه أكثر نحو التصميم الإسكندنافي. يضيف هذا النمط لمسة ممتعة إلى ملابس الخريف ولكنه لا يزال يميل إلى الحياد ويتناسب مع كل شيء”.