تعيش شمال كردفان أوضاع معيشية صعبة منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل/ نيسان من العام الماضي. وقالت غرفة “الأبيض” إن السكان في ولاية شمال كردفان وعاصمتها الأبيض، يعانون من سلسلة انقطاعات للتيار الكهربائي، تتجاوز الثلاثة أيام وتصل إلى شهر. وبينت أن مدينة الأبيض تشهد انقطاعاً مستمراً للتيار الكهربائي منذ 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مما أثر بشكل كبير على الحياة اليومية للسكان، وزاد من تحديات المعيشة.
ويأتي ذلك في وقت تسببت قطوعات الكهرباء المستمرة في أزمة مياه في المنطقة بعد تعطل المضخات الكهربائية، الأمر الذي تسبب في نقص حاد في إمدادات المياه. ويصل سعر برميل المياه إلى 3.500 ألف جنيه سوداني، وهو مبلغ يتجاوز القدرة المالية للعديد من الأسر هناك، مما جعل تأمين المياه الصالحة للشرب والاستخدامات المنزلية الأخرى أمراً بالغ الصعوبة مما يعمق معاناتهم اليومية”.
وتتواصل الأزمات التي تواجهها الولاية، حيث ارتفعت أسعار الوقود بشكل متسارع، حيث يقدر سعر جالون البنزين بـ 64 ألف جنيه سوداني والديزل ارتفع إلى 25 ألف جنيه.
وقالت غرفة الأبيض إن ارتفاع أسعار الوقود زاد من تكلفة نقل المياه، مما ساهم في رفع أسعارها بشكل أكبر.
وأشارت كذلك إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، حيث وصل سعر 8 قطع من الخبز إلى ألف جنيه سودانية، وارتفع سعر جوال البصل إلى (300) ألف جنيه، محذرة من الصعوبات التي يواجهها الأهالي في تأمين الاحتياجات اليومية.
وتواجه الأسواق والمحال التجارية هناك أزمة سيولة نقدية حادة، دفعت بعض التجار إلى إغلاق محالهم.
وقالت الغرفة إن انقطاع شبكات الاتصالات في المنطقة منذ أكثر من أسبوعين، أدى إلى عزل السكان تماماً، حيث أصبح الحصول على المعلومات والخدمات الأساسية أمراً أكثر تعقيداً.
واتهم المبعوث الأمريكي للسودان، توم بيرييلو، الحكومة السودانية بعرقلة وصول 90 % من مواد الإغاثة الطارئة، إلى المحتاجين، مقابل وصول 10 % فقط من الإمدادات الإنسانية في بورتسودان إلى أولئك الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها.
وقال في تغريدة على حسابه في منصة أكس إن “مفوضية المساعدات الإنسانية في الشهر الماضي لم تسمح بدخول أكثر من ذلك، مشيرة إلى إن 6.5 ملايين شخص في السودان يحتاجون إلى الغذاء بشكل عاجل للبقاء على قيد الحياة”. وأضاف: “يحتاج 25 مليون إنسان إلى مساعدات إنسانية طارئة”.
وتابع: “لإغاثة أولئك الذين يعانون في كادوقلي أو الخرطوم، أو في نيالا أو الشمال يتعين علينا أن نجد أرضية مشتركة بشأن كيفية تبسيط تدفق الغذاء والدواء الطارئين إلى كل ركن من أركان السودان بأقصى سرعة ممكنة”.
اليراع\القدس العربي