فاد تحقيق أممي بأن الحرب الأهلية المستمرة في السودان أسفرت عن تزايد العنف الجنسي إلى “مستويات مهولة”، مع تحميل قوات الدعم السريع غالبية الانتهاكات، وتورط بعض أفراد الجيش في حالات أخرى. وحذر التقرير من الوضع الخطير للسكان خاصة النساء والأطفال، وسط تزايد النزوح والمعاناة. الأمم المتحدة دعت إلى تدخل عاجل لحماية المدنيين، في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في دارفور وباقي أنحاء البلاد.
كشفت الأمم المتحدة عن تحقيق يظهر “مستويات مهولة” من العنف الجنسي في السودان، مع استمرار النزاع. وذكر محمد شاندي عثمان، رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق، أن وضع المدنيين الأكثر حاجة، وخاصة النساء والفتيات، مقلق للغاية ويتطلب معالجة عاجلة.
وتأسست البعثة في أواخر العام الماضي بقرار من مجلس حقوق الإنسان لتوثيق الانتهاكات منذ بدء الصراع في نيسان/أبريل 2023. وصرح عثمان قائلا “لا يوجد مكان آمن في السودان الآن”.
دعوات للمساءلة وحماية المدنيين
وفي أيلول/سبتمبر، دعت البعثة إلى نشر “قوة مستقلة ومحايدة” لحماية المدنيين، وسط تقارير عن الجرائم ضد الإنسانية في السودان، مؤكدة في تقرير أولي ارتكاب الطرفين المتحاربين “سلسلة من انتهاكات حقوق الإنسان”، التي قد تعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
واتهم التقرير الأخير الطرفين مجددا بارتكاب “انتهاكات جسيمة” شملت التعذيب والاغتصاب والاستعباد الجنسي والاضطهاد الإثني، مع تحميل قوات الدعم السريع مسؤولية كبيرة عن العنف الجنسي في المناطق التي تسيطر عليها.
الوضع المأساوي المتفاقم
ومع مرور 18 شهرا من الحرب الأهلية وتفاقم الأزمة الإنسانية في دارفور وجنوب السودان، أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى معاناة المدنيين المتزايدة، مع حاجة 25 مليون شخص إلى المساعدة.
وتسببت الحرب بنزوح أكثر من 11 مليون شخص، بينهم 3 ملايين لجأوا إلى دول مجاورة، وفقا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
فيما يتبادل طرفا النزاع الاتهامات بارتكاب جرائم حرب، واستهداف المدنيين ومنع وصول المساعدات الإنسانية.
فرانس24/ أ ف ب