تصاعد المعارك المحتدمة في الجزيرة و20 قتيلاً إثر قصف جوي جنوب الخرطوم

الخرطوم- «القدس العربي»: أكدت غرفة طوارئ جنوب الخرطوم مقتل 20 شخصًا على الأقل وإصابة 29 آخرين إثر قصف طائرة مسيرة لمنطقة الصهريج. بالتزامن، أعلنت لجان المقاومة في ولاية الجزيرة وسط السودان سقوط 6 قتلى في اليوم الرابع للمعارك المتصاعدة شرق الجزيرة، لترتفع حصيلة القتلى هناك إلى 66 قتيلًا.
ويأتي ذلك في وقت حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان (أوتشا) من تأثير النزاع المسلح المستمر على المدنيين في أنحاء كثيرة من البلاد.
ودعا الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى وقف القتال والسماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إلى المحتاجين للمساعدة أينما كانوا، منوهة إلى أن القتال لا يزال مستعرًا في ولايات شمال دارفور، وغرب دارفور، والخرطوم، وشمال كردفان، والجزيرة رغم الدعوات المتكررة لخفض التصعيد، وضمان حماية المدنيين، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
وأشار إلى تلقيه تقارير عن وقوع إصابات بين المدنيين وهجمات عشوائية تؤثر على البنية التحتية العامة والمناطق السكنية في ظل انقطاع العديد من المناطق فعليًا عن المساعدة الإنسانية.
وتحتدم المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أكثر من 18 شهرًا، في وقت تفيد عمليات رصد أولية نفذتها لجان طبية محلية بتسجيل أكثر من 30 ألف قتيل، مرجحة أن يكون العدد أكبر بكثير من ذلك بسبب توقف معظم المرافق الصحية والمؤسسات المدنية في العديد من المناطق التي تشهد عمليات عسكرية الأمر الذي يعرقل الحصول على إحصاءات دقيقة لعدد القتلى والجرحى. كما يقدر عدد النازحين واللاجئين بنحو 12 مليونًا، فيما اعتبرته الأمم المتحدة أكبر أزمة نزوح معاصرة في العالم.
وفي خضم العمليات العسكرية المتصاعدة، قالت غرفة طوارئ جنوب الخرطوم إن 20 جثة متفحمة وصلت إلى مستشفى بشائر، إثر عملية قصف جوي استهدفت محطة الصهريج، القريبة من المستشفى.
وأفادت بوصول 29 حالة إصابة بينهم نساء وأطفال، بينهم 11 شخصًا أصيبوا بحروق من الدرجة الأولى و18 بروائش وحروق من الدرجتين الأولى والثانية. وفي ولاية الجزيرة التي تشهد تصاعدًا غير مسبوق في المعارك، قالت لجان المقاومة إن حصيلة ما وصفته بالحملة الانتقامية لقوات الدعم السريع على قرى ومدن شرق الجزيرة إلى 66 قتيلًا، حسب إحصاءات أولية، مشيرة إلى أن عمليات الرصد ما تزال مستمرة.
وأفادت بسقوط 6 قتلى في اليوم الرابع للعمليات العسكرية المحتدمة في منطقة تمبول، مشيرة إلى أن قوات الدعم السريع تواصل عملية استباحة محلية شرق الجزيرة مشيرة إلى اجتياح قرية «صفيته غنوماب» بشكل كامل وتهجير الأهالي هناك قسريًا.
في الأثناء، تتواصل عمليات التدوين المدفعي والاشتباكات في قرى «الصقيعة والصفيتة» حيث تحاول قوات الدعم السريع اقتحامها بقوة كبيرة، فيما حذرت غرف الطوارئ من وقوع مجازر جديدة.
وأفادت كذلك بتعرض أهالي قرية العزيبة، والعريبات، والهبيكة، إلى التهجير ضمن موجة من الانتهاكات وأنباء عن سقوط قتلى وجرحى يتعثر التحقق منها بسبب انعدام الأمن وانقطاع شبكات الاتصال.
وتتواصل كذلك عمليات التهجير القسري من مدينة رفاعة ونزوح المواطنين بأعداد كبير متجهة شرقًا نحو منطقة بانت وقراها المجاورة، بعد تصاعد عمليات القتل والعنف ضد المدنيين.
وحسب عمليات الرصد، تعرضت قرى بانت وود رحوم والهلالية والجنيد الحلة شرق الجزيرة لجملة من الانتهاكات، حيث نهبت تلك القرى بالكامل واقتحمت المنازل وسرقت أموال وسيارات الأهالي.
وبعد معارك محتدمة في مدينة الدندر الواقعة في ولاية سنار جنوب شرق السودان، استعاد الجيش السوداني السيطرة على مدينة الدندر.
وفي 29 يونيو/ حزيران الماضي، اجتاحت قوات الدعم السريع مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار وعددًا من المدن والقرى المحيطة بها بينها الدندر، مما أسفر عن مقتل المئات، فضلًا عن نزوح عشرات الآلاف من المدنيين من الولاية التي كانت مكتظة بالنازحين. إلا أن الجيش عاد وتقدم في الولاية التي تربط الولايات الجنوبية والشرقية. وحسب تجمع شباب سنار، مدينة سنار التي كانت تواجه حصارًا خانقًا من قبل قوات الدعم السريع تراجع مؤخرًا، تشهد الآن استقرارًا أمنيًا نسبيًا وانخفاضًا في أسعار السلع الغذائية والأدوية، حيث دخلت شحنات تحمل أدوية ومستلزمات طبية إلى مدينة سنار.
وقالت إن العمل على صيانة التيار الكهربائي تتواصل في سنار، حيث تم تركيب البرج المدمر في الخط الناقل الذي يربط بين سنار وام دباكر وترقب لعودة الكهرباء قريبًا.
وحذرت في ذات الوقت أن وباء الكوليرا ما يزال متفشيًا في المدينة، مشيرة إلى أن الوضع الصحي والأمني في القرى المجاورة لسنار مأساوي، متهمة قوات الدعم السريع بالاستمرار في عمليات النهب والترويع بينما تفتك الكوليرا بالأهالي في ظل غياب الخدمات الصحية من المستشفيات والنقص الحاد في الدواء فضلًا عن انقطاع الاتصالات.
وفي مدينة أم شوكة قالت إن الأوضاع تزداد مأساوية وسط تعتيم إعلامي تام بسبب انقطاع شبكات الاتصالات وصعوبة الحصول على معلومات. واتهم التجمع قوات الدعم السريع بمنع غالبية المواطنين من النزوح وستر الجثامين، بينما تمت مصادرة المراكب التي تستخدم للعبور النهري حيث يتم إطلاق النار على كل من يحاول الهرب عبرها، في ظل غياب تام للجيش والأجهزة النظامية.
بالتزامن، كشف الجيش عن تدمير واسع طال البنية التحتية في منطقة اللاماب التي استعادتها قواته مؤخرًا بعد أكثر من عام من سيطرة الدعم السريع عليها، مشيرة إلى أن عمليات النهب طالت كوابل النحاس الناقلة للتيار الكهربائي حيث تم حرقها وتفريغ المحولات الكهربائية وحفر الأرض واستخراج الكوابل.

Share this post