سقوط 10 قتلى في هجوم نفذته قوات «الدعم السريع» شرق الجزيرة ولجان المقاومة تتهمها بتنفيذ حملات انتقامية

قتل 10 أشخاص على الأقل خلال هجوم نفذته قوات «الدعم السريع» على المحور الشرقي لولاية الجزيرة وسط السودان.
وقالت لجان المقاومة إن قوات «الدعم السريع» نفذت حملات انتقامية ضد أهالي المدن والقرى الشرقية في الولاية، بعد توغل الجيش لساعات ومن ثم انسحاب قواته.
والأحد، استسلم قائد قوات «الدعم السريع» في ولاية الجزيرة “أبو عاقلة كيكل” وعدد من قواته، معلناً انحيازه للجيش، بينما تقدم الجيش في مناطق انتشار قواته.
وقالت لجان المقاومة في مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة إن قوات «الدعم السريع» اجتاحت شرق الجزيرة بأعداد ضخمة وإنها ترتكب المجازر بمدينة تمبول ومدينة رفاعة، بالإضافة إلى قرى الجنيد الحلة والبويضاء والعزيبة. وشملت الهجمات قرى الشرفة وصفيته تيراب وعدداً من القرى الأخرى، حيث قتل ما يزيد عن عشرة مواطنين وأصيب آخرون فيما لا تزال عمليات الحصر للضحايا جارية.
وأفادت بأن هجمات «الدعم السريع» جاءت بعد محاولة القوات المسلحة التوغل في عمق محلية شرق الجزيرة، والانسحاب من مدينة تمبول بعد السيطرة عليها لمدة لم تتجاوز الخمس ساعات، حيث قامت قوات «الدعم السريع» باستهداف مدن وقرى شرق الجزيرة، منذ مساء الأحد.
وقالت إن قوات «الدعم السريع» تنفذ انتهاكات واسعة في المناطق التي اجتاحتها في عمليات انتقامية استهدفت المواطنين العزل شرق الجزيرة.
وأكدت لجان المقاومة في مدينة رفاعة أن المدينة استبيحت بالكامل، فيما قتل المهندس المسؤول عن تشغيل مركز غسيل الكلى في مستشفى رفاعة “محمد الرشيد” و”سيف حسيب” ضمن آخرين.
وحملت لجان المقاومة طرفي الصراع مسؤولية سلامة وأمن مواطني المنطقة مشددة على أن أجساد وممتلكات وأعراض المواطنين العُزل ليست مكاناً لتصفية الحسابات والخصومات العسكرية والسياسية، مضيفة “أن للمعارك أماكنها(…) نرفض استخدام المواطن المغلوب على أمره كدرع بشري في هذه الحرب العبثية”.
وفي غرب السودان، قالت قوات «الدعم السريع» إنها أسقطت، فجر الإثنين، في منطقة (المالحة) في ولاية شمال دارفور طائرة حربية أجنبية تقاتل إلى جانب الجيش، مؤكدة مقتل جميع طاقمها.
وحسب المتحدث باسم قوات «الدعم السريع» الفاتح قرشي: “نفذت هذه الطائرة عدداً كبيراً من الطلعات الجوية وأسقطت عشرات البراميل المتفجرة على مناطق تجمع المدنيين خاصة في منطقة المالحة التي تم إسقاطها فيها”.
وأشار إلى توثيق صور ومقاطع مصورة لحطام الطائرة بعد إسقاطها بما في ذلك مشاهد لجثث طاقمها وصور شخصية لهم ولجوازات سفرهم ووثائق أخرى تكشف هوياتهم والأماكن التي قدّموا منها لم يكشف عنها.
واتهم الطيران الحربي التابع لدولة أجنبية لم يسمها بالقتال إلى جانب الجيش، مؤكداً أن قواتهم في منطقة المالحة شمال دارفور تحصلت على الصندوق الأسود الخاص بالطائرة بشكل سليم، كما وضعت يدها على وثائق ومعلومات مهمة تتعلق بالطائرة، وطبيعة المهام الموكلة إليها.
وقال إن “الوثائق المادية والهويات التي تم العثور عليها بين حطام الطائرة، تكشف استعانة الجيش بدول ومرتزقة.”
وكان زعيم قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو “حميدتي” قد اتهم، الأسبوع قبل الماضي، الطيران العسكري المصري بقصف قواته في منطقة جبل موية بولاية سنار، التي استعادها الجيش وكذلك في منطقة كرري بداية الحرب. وكانت الخارجية المصرية قد نفت حينها اتهامات “حميدتي” بشأن اشتراك الطيران المصري في المعارك الدائرة في السودان، داعية المجتمع الدولي للوقوف على الأدلة التي تثبت حقيقة ما ذكره قائد الدعم السريع.
بالتزامن مع تصاعد المعارك العسكرية، تمضي القوى في تحركات خارجية، مؤكدة أنها تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ 18 شهراً مخلفة عشرات الآلاف من القتلى والجرحى وأكثر من 12 مليون نازح فضلاً عن تدمير البنية التحتية للبلاد.
وفي السياق، قال رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”- رئيس الوزراء السابق- عبدالله حمدوك، إن إعطاء شرعية للحكومة في بورتسودان التي اعتبرها حكومة أمر واقع، لن يساعد أبداً على إيجاد حل لهذه الحرب. وذكر المجتمع الدولي بأن البلاد ظلت في حالة فراغ دستوري كامل، مشدداً على عدم وجود حكومة شرعية في السودان منذ انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021.
وأشار إلى أن الأزمة السودانية معقدة، لا يمكن حلها عبر المنهج الاختزالي القاصر الذي يرى كونها حرباً بين جنرالين عسكريين، مشددة على ضرورة التوصل إلى حل مستدام، يبحث جذور الأزمة ويتعمق في فهم الأسباب التي حولت البلاد إلى مسرح دائم للصراع المسلح.
وقال إن الحل المستدام للأزمة السودانية لن يتأتى إلا بوضع خطة شاملة تخاطب الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اندلاع الحرب وتوضح معالم الرؤية المستقبلية لما بعد الحرب، داعياً إلى تصميم عملية سياسية موحدة، ذات مسارات متعددة تعمل على وقف العدائيات، ومعالجة الأزمة الإنسانية والحوار السياسي وإعادة البناء وإنشاء آلية مراقبة على الأرض تراقب الخروقات من الأطراف المتصارعة.
وأكد أن مسؤولية الوقف الفوري للحرب تقع على عاتق السودانيين، وأنهم الأجدر والإداري بالأسباب الحقيقية التي تسببت في تفجر هذه الصراعات، داعياً الأطراف الدولية والإقليمية إلى الضغط الحقيقي على الشقين المتحاربين لوقف نزيف الدم والعودة إلى المسار التفاوضي.
وشدد على أن الحرب المندلعة في السودان لن تُحل بالبندقية ولن ينتصر فيها أحد مهما طال أمدها، وأن مائدة التفاوض هي المكان الوحيد الذي يسمح بحلها، مؤكداً على ضرورة بناء جبهة مدنية تضم أوسع طيف من القوى المدنية. واتهم جهات لم يسمها بالسعي إلى إشعال المزيد من الحرائق وصب المزيد من الزيت على النار وبث الفتنة والتحريض على قتل المزيد من الأنفس وتدمير ما تبقى من بنى تحتية.

المصدر :القدس العربي

Share this post