القيادي البارز في قوات «الدعم السريع» «كيكل» ينحاز إلى الجيش … وعفو رئاسي عن كل «مقاتل» يسلِّم نفسه

أبو عاقلة كيكل -المصدر وسائل التواصل الاجتماعي

قال الجيش السوداني إن القيادي البارز في قوات الدعم السريع “أبو عاقلة كيكل” ومجموعة كبيرة من قواته، انحازت إلى صفوف القوات المسلحة السودانية، فيما أعلن رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش العفو عن كل “متمرد” يبلغ في أقرب نقطة عسكرية في جميع أنحاء البلاد.
وقاد “كيكل” قوات الدعم السريع التي استحوذت على ولاية الجزيرة وسط السودان في ديسمبر/كانون الأول الماضي، الأمر الذي أحدث تغيرات عديدة في مجرى العمليات العسكرية، التي كانت إلى ذلك الوقت محصورة في العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور غرب السودان.
وتقع ولاية الجزيرة التي تتوسط السودان، على ضفاف النيل الأزرق الغربية، بارتفاع 409 متر فوق سطح البحر وتربط العاصمة الخرطوم عبر شبكة من الطرق بأنحاء البلاد المختلفة.
وتلتقي عندها عدة طرق برية مهمة، بداية بالطريق الذي يربطها بالعاصمة الخرطوم الذي يبلغ طوله حوالي 184 كيلومتراً وصولاً إلى الطريق الرئيسي الذي يربطها بشرق السودان، عبر مدينتي القضارف وكسلا وميناء سواكن إلى ميناء بورتسودان المطل على البحر الأحمر بمسافة قدرها حوالي 950 كيلومتراً، الذي يعد من أهم وأطول الطرق في السودان.
وكذلك يمتد طريق آخر من عاصمة الجزيرة “ود مدني” إلى مدينة سنار جنوباً بطول 110 كيلومترات، فضلاً عن شبكة الطرق التي تربط “ود مدني” بمدن ولاية الجزيرة الأخرى بما يشمل مدن المناقل ورفاعة والحصاحيصا الذي يعود مرة أخرى إلى الخرطوم.
وتضم أراضيها، مشروع الجزيرة الذي يعد أكبر مشروع مروي في أفريقيا وأكبر مزرعة ذات إدارة موحدة في العالم، تتجاوز مساحته مليوني فدان.
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني نبيل عبد الله في بيان، أمس الأحد: “انحاز لجانب الحق والوطن بعد مغادرته صفوف المتمردين مقرراً القتال جنباً إلى جنب مع الجيش القائد بقوات الدعم السريع أبوعاقلة كيكل ومعه مجموعة كبيرة من قواته بعد أن تكشف لهم زيف وباطل دعاوى مليشيا آل دقلو الإرهابية وأعوانهم، وأنهم مجرد أدوات رخيصة لتمرير أجندة إجرامية دولية وإقليمية لتدمير البلاد أرضاً وشعباً”.
وأكد ترحيب القوات المسلحة بالخطوة التي وصفها بالشجاعة من قبل “كيكل” وقواته، مضيفاً “أن أبواب الجيش ستظل مشرعة لكل من ينحاز إلى صف الوطن وقواته المسلحة”.
وأعلن عن عفو رئيس مجلس السيادة عن “أي متمرد ينحاز لجانب الوطن” ويبلغ لأقرب قيادة عسكرية بكل مناطق السودان.
ويأتي ذلك في وقت تحفظت قوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو “حميدتي” عن التعليق على الحادثة حتى لحظة كتابة التقرير.
وشددت لجان المقاومة في مدينة “ود مدني” على موقفها الرافض للعفو عن كل المتورطين في الانتهاكات الواسعة التي شهدتها ولاية الجزيرة في أعقاب استيلاء قوات الدعم السريع على عاصمتها “ود مدني” وتمدد قواتها في مدن وقرى الولاية.
وقالت في بيان مقتضب أرفقت معه صورة لـ “كيكل” مدموغة باللون الأحمر: “لن يذهب القاتل من حيث أتى”، مضيفة: “ذاكرة الجزيرة لن تنسى شهداء ودماء وممتلكات”.
وبعد اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منتصف أبريل/نيسان الماضي، أصبحت ود مدني ملاذاً آمناً لملايين النازحين الفارين من الحرب المندلعة في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى. كما انتقلت إليها المنظمات الإنسانية والمستشفيات والخدمات الطبية، التي تقدم الرعاية الصحية لمئات الآلاف من المرضى الذين نزحوا من مختلف ولايات السودان، بمن في ذلك جرحى ومصابو الحرب والمرضى بأقسام العناية المركزة. لاحقاً، نقل العديد من المستثمرين ورجال الأعمال أعمالهم إلى هناك في ظل الحراك النشط الذي تشهده المدينة.
وشهدت الولاية انتهاكات واسعة حيث قتل المئات من الأهالي خلال هجمات قوات الدعم السريع على مدن وقرى الولاية، كما تم تسجيل عمليات اعتداء جنسي ونهب لممتلكات المواطنين والمرافق المدنية والمحاصيل الزراعية.
وبالتزامن مع “استسلام قوات كيكل” التي تسيطر على نطاق واسع من ولاية الجزيرة، بحث عضو مجلس السيادة السوداني مساعد القائد العام للجيش إبراهيم جابر، سير العمل بمشروع الجزيرة والجهود المبذولة لإنجاح الموسم الصيفي وترتيبات الموسم الشتوي.
ووعد جابر لدى لقائه بمكتبه في العاصمة الإدارية بورتسودان محافظ مشروع الجزيرة إبراهيم مصطفى، بالعمل على توفير الدعم المطلوب لحل المعضلات التي تواجه المشروع وبعض المشاريع الأخرى.
إلى ذلك، أشار محافظ مشروع الجزيرة في تصريحات صحافية إلى أن اللقاء ركز على متطلبات المرحلة الحالية المتعلقة بمعالجة مشكلات الري وتوفير التمويل للمدخلات الزراعية المتمثلة في السماد والتقاوي بالتنسيق مع وزارة الري والمالية والبنك الزراعي، فضلاً عن تأمين الوقود عبر وزارة النفط والشركات الحكومية العاملة في مجال الوقود استعداداً لتحضيرات العروة الشتوية.
وقال إن العروة الصيفية رغم التحديات التي واجهت الولاية، شهدت إنتاجية عالية في المساحة المزروعة التي بلغت 560 ألف فدان، مضيفاً أن “الإنتاج الوفير يكذب افتراءات الذين يراهنون على حدوث مجاعة في السودان”.
وفي رسالة لمزارعي الجزيرة، أكد مصطفى أن ادارة المشروع تبذل قصارى جهدها بالتنسيق مع مجلس السيادة والجهات ذات الصلة لتوفير كل مدخلات الموسم الزراعي الشتوي لزراعة نحو 350 ألف فدان قمحاً.

 

المصدر: القدس العربي

Share this post