بورتسودان- أعلن مستشار قائد قوات الدعم السريع أيوب نهار، استدعاء فريق التفاوض فوراً إلى السودان، مضيفا أن القوات بعد عام ونصف العام من المحاولات، اكتشفت أن الجيش عرقل جميع الجهود الرامية إلى وقف الحرب وأصر على تحقيق الحسم العسكري.
وشارك وفد التفاوض بقوات الدعم السريع في مفاوضات جدة والمنامة، وقمة الإيغاد في أوغندا، إضافة إلى المحادثات التي دعت لها الولايات المتحدة الأميركية في جنيف في أغسطس الماضي، بينما تغيّب مجلس السيادة عن مفاوضات جنيف بعدما أبدى تحفّظه على آليتها وعبر عن اختلافه مع الولايات المتحدة في شأن المشاركين.
وذكر مراقبون أن قادة الجيش راهنوا طوال الفترة الماضية على الحل العسكري، وكانت المفاوضات بمثابة ذر للرماد في العيون بغية إطالة الوقف ليس أكثر، إذ يسيطر الإسلاميون على القرار العسكري ويعطلون أي تقدم في المفاوضات.
وأكد نهار في تصريحات نقلتها وكالة أخبار شمال أفريقيا، انتهاء عهد الحلول السلمية وبدء التحرك نحو الحسم العسكري لإقامة دولة “الحرية والسلام والعدالة”.
وأوضح نهار في تصريحاته أن قرار استدعاء فريق التفاوض جاء ردّاً على إعلان ما أسماها ”حكومة جيش الحركة الإسلامية” عن رغبتها في العودة إلى طاولة المفاوضات، وشدد على أنه لا مجال للتفاوض مجدداً. وأكد أن قوات الدعم السريع كانت حريصة على إنهاء الحرب عبر الحلول السلمية، مشيراً إلى أن القوات شاركت في جميع المنابر التفاوضية وبذلت جهوداً صادقة لإنهاء الصراع.
وأشار نهار إلى أن قوات الدعم السريع أصبحت مقتنعة الآن بأن الأزمة في السودان لن تُحل من خلال الحلول السياسية مع الجيش، واعتبر أن هذا الخيار أصبح جزءاً من الماضي.
ومن جهة اخرى دعى المبعوث الأميركي الخاص بالسودان توم بريللو، ضمان استمرار دخول المساعدات الإنسانية وفقا لما تمخضت عنه اجتماعات جنيف ولم يشارك فيها وفد الجيش.
وأعلنت الخارجية الأميركية إجراء مشاورات مع الحكومة السودانية لترتيب زيارة محتملة للمبعوث الأميركي إلى بورتسودان، من دون أن تحدد موعدا لها، ونفت في الوقت ذاته وصوله إلى شرق السودان الخميس، لافتة إلى أن بريللو بذل جهودا عدة لزيارة بورتسودان، وأن واشنطن ملتزمة بإجرائها، على خلفية عدم إتمام الزيارة سابقة بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية في المدنية التي تتخذها الحكومة مقرا لها.
وبدت الإدارة الأميركية غير متحمسة لإجراء الزيارة دون الحصول على ضمانات من جانب الجيش لاستمرار دخول المساعدات والحصول على وعود بشأن إمكانية الانخراط في مساعي السلام، وأن لا ينفلت زمام الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع وتتحول إلى صراع أكبر يشكل تهديدا مباشرا على المصالح الأميركية.
وبات من الصعب على واشنطن ممارسة ضغوط حقيقية لوقف القتال نتيجة اشتعال جبهات الاشتباكات في بؤر مختلفة قي ولايات متباينة والانشغال بملف الانتخابات الأميركية، إلى جانب مساعيها لضبط الصراع بين إسرائيل وإيران.
ودعا توم بريللو في منشور له على منصة إكس إلى ضرورة تمديد اتفاق فتح معبر أدري الحدودي الذي ينتهي في الخامس عشر من نوفمبر المقبل، لمدة ستة أشهر إضافية على الأقل، لأن له دور حاسم في تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.
ويعد معبر أدري، بين السودان وتشاد، شريان حياة حيويا لإيصال الإمدادات الإنسانية إلى دارفور والمناطق المحيطة بها، ومع انتهاء الاتفاق الحالي لفتح المعبر، تتزايد الضغوط الدولية لتمديده لضمان استمرار وصول المساعدات، في ظل الأوضاع الأمنية الصعبة والعقبات التي تواجه المنظمات الإنسانية، وسط مخاوف من تعنت الجيش الذي وافق على فتح المعبر بعد ضغوط مارستها عليه أطراف عدة مؤخرا.