السودان يعلن استعداده للتفاوض وسط استمرار المعارك في الخرطوم وعدة مناطق

أعلنت الحكومة السودانية، في خطوة لافتة، استعدادها للدخول في مفاوضات سعياً لتحقيق السلام العادل في البلاد، وذلك وسط استمرار الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. جاء هذا الإعلان على لسان وزير الخارجية المكلف حسين عوض خلال مؤتمر صحافي عقده في مدينة بورتسودان. وأكد عوض أن الحكومة السودانية مستعدة للتفاوض مع جميع الأطراف، شرط الالتزام بأحكام “منبر جدة” وتشكيل حكومة مدنية متوافق عليها من مختلف القوى السياسية السودانية.

شروط الحكومة للتفاوض
أوضح حسين عوض أن الشرط الأساسي للتفاوض هو الاستناد إلى ما تم الاتفاق عليه في “منبر جدة”، وهو الإطار الذي تضمن اتفاقات سابقة للتفاوض بين أطراف الصراع السوداني. كما أكد الوزير أن الهدف من هذه المفاوضات هو التوصل إلى تشكيل حكومة مدنية مؤقتة، تعمل على تهيئة البلاد لإجراء انتخابات تشريعية عامة في المستقبل، بحيث تكون القوات المسلحة هي الضامن لهذه العملية الانتقالية.

وفي سياق الحديث عن التوافق السياسي، أشار عوض إلى أن الحكومة تسعى إلى التواصل مع كافة الأطراف السودانية من أحزاب وقوى سياسية وفئات المجتمع المختلفة، بهدف التوصل إلى رؤية موحدة حول إدارة المرحلة المقبلة. وأكد على ضرورة أن تكون الحكومة المقبلة مؤقتة وتقوم على أساس التوافق الوطني، وصولاً إلى مرحلة الانتخابات التي يُتيح فيها للشعب اختيار ممثليه بحرية.

في تطور آخر، نفت الحكومة السودانية مرة أخرى مسؤوليتها عن أي اعتداءات أو قصف استهدف مقر سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في الخرطوم. وأوضح عوض أن الحكومة تمتلك “أدلة قاطعة” تثبت عدم تعرض السفارة لأي اعتداء من قبل الجيش السوداني. وأكد الوزير حرص حكومته على حماية بعثة الإمارات الدبلوماسية، خاصة أن مقرها في بورتسودان لم يتعرض لأي ضرر.

استمرار المعارك وتصاعد الاشتباكات
في الوقت الذي تعلن فيه الحكومة السودانية عن استعدادها للتفاوض، تواصلت المعارك على الأرض، حيث شن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني غارات جوية على بلدة “أبو حجار” بولاية سنار، مما أدى إلى وقوع “مجزرة” راح ضحيتها العشرات من المدنيين بينهم نساء وأطفال. كما أفادت تقارير بزيادة حدة هجمات قوات الدعم السريع في مناطق أخرى مثل “حجر العسل” بولاية نهر النيل.

في بلدة “حجر العسل”، اتهمت “لجان المقاومة” قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات كبيرة ضد المدنيين، بما في ذلك عمليات قتل ونهب. ودعت اللجان المواطنين إلى النزوح وإخلاء المنطقة فوراً حفاظاً على حياتهم، مشيرة إلى خطورة الأوضاع.

استمرار الاشتباكات في العاصمة
وفي العاصمة الخرطوم، تواصلت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وشهدت منطقة “المقرن” في الخرطوم مواجهات شديدة، دون أن يتمكن أي طرف من تحقيق تقدم كبير. وذكرت مصادر أن الاشتباكات تركزت أيضاً في مدينة بحري، حيث تبادل الطرفان القصف المدفعي، بينما استمرت القوات في مواقعها دون تحقيق تقدم ملحوظ.

ورغم هذه المعارك المستمرة، أعلن الجيش السوداني أنه وسّع نطاق سيطرته في منطقة “اللاماب” جنوب الخرطوم. وفي شمال دارفور، واصلت قوات الدعم السريع قصفها لمواقع تابعة للفرقة السادسة التابعة للجيش السوداني، بينما رد الطيران الحربي السوداني باستهداف تجمعات الدعم السريع في أطراف مدينة “الفاشر”.

التأثير على المدنيين وتفاقم الأزمة الإنسانية
تشير التقارير إلى أن كلا من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يستهدفان مواقع تمركز الطرف الآخر، إلا أن القصف في أغلب الأحيان يسقط على مناطق مدنية، مما يؤدي إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين. وأدى استمرار هذه الحرب إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في البلاد، حيث نزح الملايين من منازلهم وسط نقص حاد في الإمدادات الطبية والغذائية.

دعوات للحل السياسي
في ظل هذه الظروف الصعبة، دعا العديد من المراقبين والمحللين إلى ضرورة التوصل إلى حل سياسي ينهي الصراع المستمر. ومع استمرار التدهور الأمني والإنساني، تتزايد الحاجة إلى تدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل من أجل دعم الجهود الرامية لوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة.

 

 

المصدر:سودان سينا

Share this post