الخرطوم – احتدمت المعارك اليوم الخميس، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لأول مرة منذ أشهر، بمعظم أنحاء مدن العاصمة الثلاثة، الخرطوم، والخرطوم بحري، وأم درمان.
وشملت المعارك في العاصمة الخرطوم المُقرن والقيادة العامة للجيش، وسلاح المدرعات بمنطقة الشجرة جنوب الخرطوم، إضافة إلى منطقتي الكدرو، والحلفايا شمال الخرطوم بحري.
وقال شهود ومصادر عسكرية لوكالة رويترز إن الجيش السوداني شن قصفا مدفعيا وجويا في العاصمة السودانية الخرطوم اليوم الخميس في أكبر عملية له لاستعادة أراض هناك منذ بداية الحرب المستمرة منذ 17 شهرا بينه وبين قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وجاء هجوم القوات المسلحة، التي فقدت السيطرة على معظم أنحاء العاصمة في بداية الصراع، قبل كلمة من المقرر أن يلقيها قائدها الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في وقت لاحق من اليوم.
وذكر شهود أن قصفا عنيفا واشتباكات اندلعت عندما حاولت قوات من الجيش عبور جسور فوق نهر النيل تربط المدن الثلاث المتجاورة التي تشكل منطقة العاصمة الكبرى وهي الخرطوم وأم درمان وبحري.
وقال أحد السكان، ويدعى أحمد عبدالله (48 عاما)، لرويترز عبر الهاتف “الجيش يقوم بقصف مدفعي عنيف وقصف جوي علي الحلفايا وشمبات، والطيران يحلق بكثافة، أصوات الانفجارات عالية جدا خاصة في مناطق المزارع المحيطة بجسر الحلفايا من جهة بحري”.
وأظهرت مقاطع فيديو دخانا أسود اللون يتصاعد في سماء العاصمة، وسط دوي أصوات المعارك في الخلفية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر عسكري -طلب عدم الكشف عن هويته-“قواتنا تخوض قتالا شرسا مع الميليشيا المتمردة داخل الخرطوم”، مشيرا إلى أن قوات الجيش عبرت جسرين رئيسيين فوق نهر النيل الفاصل بين أجزاء العاصمة الخاضعة لسيطرة الجيش وتلك الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع.
وأفاد العديد من سكان أم درمان بوقوع “قصف مدفعي مكثف” بدأ في وقت مبكر من الخميس، حيث سقطت القنابل على المباني السكنية بينما حلقت الطائرات الحربية العسكرية في سماء المنطقة.
واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل 2023 بين الجيش بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق الفريق الأول محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.
وفي آخر هجوم كبير في فبراير، استعاد الجيش بعض الأراضي في أم درمان، لكنه يعتمد في الغالب على المدفعية والغارات الجوية، ولم يتمكن من طرد قوات الدعم السريع الأكثر كفاءة على الأرض من مناطق أخرى من العاصمة.
ولم تصدر إفادة رسمية من الجيش ولا قوات الدعم السريع حول المواجهات، لكن وفقا لمنصات إعلامية تابعة لهما فقد سقط المئات من الجنود بين قتيل وجريح.
ونشرت حسابات مؤيدة للجيش السوداني على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديوهات تُظهر تقدم جنود الجيش عبر جسر النيل الأبيض الرابط بين مدينتي أم درمان والخرطوم.
كما أظهرت فيديوهات أخرى لجنود الجيش السوداني، وهم يتحدثون عن تقدمهم عبر جسر الحلفايا باتجاه الخرطوم بحري.
واستعاد الجيش بعض الأراضي في أم درمان في وقت سابق من هذا العام، لكنه يعتمد في الغالب على المدفعية والغارات الجوية، ولم يتمكن من طرد قوات الدعم السريع الأكثر كفاءة على الأرض من أجزاء أخرى من العاصمة.
وواصلت قوات الدعم السريع أيضا إحراز تقدم في أجزاء أخرى من السودان في الأشهر القليلة الماضية في صراع تسبب في أزمة إنسانية واسعة النطاق ونزوح أكثر من 10 ملايين شخص ودفع مناطق من البلاد إلى الجوع الشديد أو المجاعة.
وتعثرت جهود دبلوماسية تبذلها الولايات المتحدة وقوى أخرى مع رفض الجيش حضور محادثات كانت مقررة الشهر الماضي في سويسرا.
(رويترز)