ونقلت صحيفة “ذا ريبورتر إثيوبيا”، أمس الاثنين، عن وزير الخارجية الإثيوبي تايي أتسكي سيلاسي، نص رسالته الذي أرسله يوم 6 أيلول/ سبتمبر الجاري، لمجلس الأمن، رداً على الخطاب المصري، جاء فيه أن إثيوبيا حثت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على “الأخذ بعين الاعتبار التهديد المصري المتكرر باستخدام القوة ضد إثيوبيا”، وأنها ترفض “قائمة الاتهامات التي لا أساس لها”، التي أحالتها مصر إلى المجلس وتدعو إلى آليات ثنائية وإقليمية لحل الخلافات.
وجاء في الرسالة الإثيوبية: “نلتزم بميثاق الأمم المتحدة، وثابتون في الدفاع عن مشاريع التنمية الوطنية التي تضع البلاد على مسار التقدم والازدهار الاجتماعي والاقتصادي”.
وأضاف نص الرسالة، وفقاً لما نقلته الصحيفة: “أظهرت إثيوبيا التزامها بجميع المفاوضات للوصول إلى نتيجة مقبولة للطرفين، وعلى الرغم من انتهاكات مصر المستمرة، فقد نفذت إثيوبيا بشكل شامل إعلان المبادئ بشأن سد النهضة”، مضيفا: “استمرت إثيوبيا في إظهار حسن الجوار من خلال اتخاذ تدابير إضافية تضمن أقصى تدفق للمياه في اتجاه مجرى النهر”.
وفي مطلع الشهر الجاري، وجّهت مصر خطابًا إلى رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على خلفية تصريحات رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد، حول المرحلة الخامسة من “ملء سد النهضة”، مؤكدة استعدادها لاتخاذ التدابير والخطوات المكفولة كافة بموجب ميثاق الأمم المتحدة للدفاع عن وجودها ومقدرات شعبها ومصالحه.
وفي بيان الخارجية المصرية حول الخطاب، ورد أن “تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، حول حجز كمية من مياه النيل الأزرق هذا العام واستكمال بناء الهيكل الخرساني للسد الإثيوبي، تُعد غير مقبولة جملة وتفصيلاً للدولة المصرية، وتمثل استمراراً للنهج الإثيوبي المثير للقلاقل مع جيرانها والمهدد لاستقرار الإقليم، الذي تطمح أغلب دوله لتعزيز التعاون والتكامل فيما بينها، بدلاً من زرع بذور الفتن والاختلافات بين شعوب يربطها المصير المشترك”.
وأكدت الخارجية، في بيانها، حق مصر في الدفاع عن الأمن المائي واتخاذ التدابير اللازمة لتحقيق ذلك على مختلف الصعد.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، قد أعلن في آب/ أغسطس الماضي، عن اقتراب اكتمال بناء سد النهضة على النيل الأزرق بنسبة 100%، بحلول كانون الأول/ ديسمبر المقبل، على الرغم من التحديات التي واجهتها بلاده، بحسب قوله.
وكانت مصر قد أعلنت وقف مشاركتها في مفاوضات سد النهضة بسبب “التعنت الإثيوبي” في المفاوضات التي جرت في الآونة الأخيرة، حيث أكدت مصر أن “الاجتماع لم يسفر عن أية نتيجة نظراً لاستمرار ذات المواقف الإثيوبية الرافضة عبر السنوات الماضية للأخذ بأي من الحلول الفنية والقانونية الوسط، التي من شأنها تأمين مصالح الدول الثلاث”.
وشهدت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في ديسمبر الماضي، جلسات الاجتماع الرابع والأخير من مسار مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، الذي سبق إطلاقه في إطار توافق الدول الثلاث على الإسراع بالانتهاء من الاتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد في غضون أربعة أشهر.
(سبوتنيك)