البرهان: السودان يواجه «مؤامرة كبرى» وهناك دول «غير رشيدة» تدعم قوات «حميدتي»

 قال رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، إن قوات الدعم السريع تنفذ مؤامرة كبرى ضد البلاد ومؤسساتها خدمة لأطماع دول في الإقليم وصفها بـ”غير الرشيدة”.
وكانت الحكومة السودانية قد اتهمت دولة الإمارات بدعم قوات الدعم السريع، مشددة على أنها من أشعلت الحرب في السودان. وقالت إن أبو ظبي تستخدم مطارات عدد من دول جوار السودان لإيصال المساعدات للقوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وخلال مخاطبته المنتدى الصيني- الإفريقي، أمس الخميس، طالب البرهان بتصنيف قوات الدعم السريع منظمة إرهابية والمساعدة في القضاء عليها وإدانة أعمالها وإدانة التعاون معها متهماً إياها بارتكاب جرائم صنفت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
واتهم البرهان “الدعم السريع” بتنفيذ إبادة جماعية ضد “المساليت” في مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، مشيراً إلى أن السودان يتعرض لمؤامرة كبرى منذ الخامس عشر من أبريل/ نيسان من العام الماضي وحتى الآن. واعتبر أن الدعم السريع تمردت على الدولة بهدف الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح وأنها شنت الحرب على المواطنين العزل ومؤسسات الدولة بأكملها خدمة لأطماع دول إقليمية “غير رشيدة”.
واتهمها باستهداف السودان في وجوده ووحدة أراضيه، مؤكداً أن كل ما يعانيه الشعب السوداني الآن ناتج عن “تمرد الدعم السريع” وأنها أصبحت تهدد الأمن والسلم المحلي والإقليمي.
ولفت البرهان إلى العلاقات الإستراتيجية بين السودان والصين الممتدة لأكثر من 65 عاماً، مشيراً إلى تبادل البلدين على مر السنين الدعم السياسي، معتبراً أن السودان ظل على الدوام يؤكد موقفه الثابت من قضايا الصين الجوهرية، مبدأ الصين الواحدة، وحدة الأراضي الصينية ورفض السودان لكل المحاولات التي تمس أمن واستقرار ووحدة الصين.
ولفت إلى العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مشيراً إلى أن بكين تعتبر أكبر شريك تجاري للسودان.
وأكد على أهمية التعاون الصيني الإفريقي في مواجهة التحديات والتقلبات السياسية والمطامع الدولية، داعياً الدول الإفريقية للعب دور إيجابي داعم لمساعدة السودان لتحقيق السلام والاستقرار.
وطالب بإعادة النظر في تجميد عضوية السودان بالاتحاد الإفريقي، مؤكداً في ذات الوقت على دعم عدد من الدول داخل وخارج القارة الإفريقية للسودان وقفت إلى جانب السودان ودعمته في هذه المرحلة الحرجة.
إلى ذلك، تعهّد الرئيس الصيني، شي جينبينغ، الخميس، بزيادة دعم الصين للقارة الإفريقية بتمويل يبلغ نحو 51 مليار دولار، ودعم المزيد من مبادرات البنية الأساسية، وتعهّد بخلق ما لا يقل عن مليون فرصة عمل.
وقال خلال مخاطبته قمة “منتدى التعاون الصيني الإفريقي” إن بلاده ستنفذ 30 مشروعاً للبنية التحتية الأساسية في أنحاء القارة الإفريقية، وستقدم مساعدات مالية بقيمة 360 مليار يوان صيني.
وأكد استعداد الصين لتعزيز التعاون مع إفريقيا في مجالات الصناعة والزراعة والبنية التحتية والتجارة والاستثمار فضلاً عن فتح شبكة بين الصين وإفريقيا تتضمن روابط برية وبحرية.
بالتزامن، أعلنت الشركة السودانية للموارد المعدنية، الخميس، عودة شركة نورماينن الصينية للعمل في السودان بعد خروجها إبان الحرب، مشيرة إلى أن جميع مناطق التعدين آمنة ولا توجد أية مهددات تحول دون العمل، وأبان أن كل الشركات الأجنبية عاودت نشاطها بالبلاد، وتعهد بتقديم كافة التسهيلات لعودة الشركات الصينية.
وقالت إن الشركة التي تملك أربعة مواقع في ولايتي البحر الأحمر ونهر النيل. وشرعت في استئناف نشاطها، ومن المتوقع أن تسهم في إنتاج سبعة أطنان من الذهب سنوياً.
وفي سياق منفصل، دعا رئيس حزب الأمة القومي، فضل الله برمة، إلى تضافر الجهود من أجل تعزيز الوحدة الوطنية، مشيراً إلى أن السودان يمر باضطرابات اجتماعية غير مسبوقة في خضم الحرب المندلعة منذ قرابة العام والنصف.
وأكد على ضرورة تضافر جميع السودانيين لإحياء وتعزيز مفهوم الوحدة الوطنية كركيزة أساسية في الخطاب المشجع لوقف الحرب، مشيراً إلى أن الوحدة الوطنية ضرورية لضمان التعايش السلمي وإحباط مخططات استمرار الحرب.
وفي ظل التحذيرات المتواصلة من نذر الانقسام في السودان، قال “برمة” عندما تتعرض الوحدة الوطنية لأزمة، تتصاعد مخاطر الحروبات، وتقود للتفكك على أسس عرقية مدمرة، والواقع الهش في بلادنا بعد حرب أبريل 2023 سمح لمختلف الفصائل باستغلال الاختلافات بين المجموعات، مما أدى إلى عنف وحشي على الوطن والمواطن وتجيش على أساس القبيلة مزق النسيج الاجتماعي.
وأشار إلى أن الواقع الراهن في البلاد لا مخرج منه إلا من خلال توطيد دعائم الوحدة الوطنية التي تعتبر وسيلة ناجعة لإيقاف الحرب، لافتاً إلى أن انعدامها في الظرف الذي يمر به السودان سيؤدي إلى زيادة الانقسام، والاضطرابات، وتوسع العنف، وظهور جماعات متطرفة تعيق تحقيق السلام وتصدر العنف لدول الجوار والإقليم.
ميدانياً، أعلنت السلطات السودانية، أمس، مقتل 3 مدنيين وإصابة 14 آخرين، في قصف شنته قوات الدعم السريع على مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم.
وقالت وزارة الصحة بولاية الخرطوم (وسط)، في بيان، إن “قوات الدعم السريع نفذت قصفاً مدفعياً اليوم على الأحياء السكنية بمنطقة كرري في مدينة أم درمان، ما أدى لمقتل 3 أشخاص وإصابة 14 وهم الحالات التي وصلت مستشفى النو (حكومي)”. وأضافت: “لم نتمكن من حصر الحالات التي لم تصل إلى المستشفى”.

Share this post