ميداليات مميزة وافتتاح بالهواء الطلق… فرنسا تستعد لعرس الألعاب البارالمبية بمشاركة آلاف المتنافسين

بعد نجاح دورة الألعاب الأولمبية التي احتضنتها العاصمة الفرنسية باريس، تتجه الأنظار صوب الألعاب البارالمبية التي يقام حفل افتتاحها في 28 أغسطس/ آب. ووصلت الشعلة البارالمبية إلى فرنسا الأحد حيث ستمر بحوالي خمسين مدينة قبل الوصول إلى باريس. وعلى غرار الألعاب الأولمبية، سيقام حفل الافتتاح في الهواء الطلق، بين جادة الشانزليزيه وساحة الكونكورد وسط باريس. “التواريخ، التذاكر، مواقع المنافسة، الرياضيون المشاركون، حفل الافتتاح…” فرانس24 تبسط أبرز المعلومات المرتبطة بهذا الحدث الرياضي البارز.

رئيس اللجنة المنظمة لالألعاب الأولمبية باريس 2024 توني استانغيت يلتقط صورة سيلفي مع المبارزة الفرنسية السابقة على الكراسي المتحركة إيمانويل أسمان وهي تحمل شعلة دورة الألعاب البارالمبية باريس 2024 بعد وصولها عند مدخل نفق قناة المانش في كوكيليس، شمال فرنسا. © أ ف ب

تنطلق دورة الألعاب البارالمبية بباريس في 28 أغسطس/ آب وسط سعي حثيث من قبل اللجنة المنظمة للإبقاء على نفس درجة الحماس والإقبال التي شهدتها نسخة الألعاب الأولمبية باريس 2024.

وعد رئيس اللجنة المنظمة توني استانغيت بأن تكون المنافسات بمثابة “مباراة العودة”، معبرا عن تفاؤله: “سيكتشف العديد من الفرنسيين هذه الألعاب البارالمبية، ولن يخيب أملهم لأنها ستتميز بنفس روح الألعاب الأولمبية”، واعدا بـ “رياضيين مذهلين” و “مواقع متميزة”.

مواعيد الألعاب البارالمبية

تنطلق دورة الألعاب البارالمبية 2024 في 28 أغسطس/ آب الجاري بحفل افتتاح وسط باريس، فيما تبدأ المنافسات في اليوم التالي. ويُسدل الستار على الحدث بحفل اختتام يُقام في 8 سبتمبر/ أيلول المقبل.

عدد المشاركين

شارك أكثر من 10000 رياضي في الألعاب الأولمبية. وخلال دورة الألعاب البارالمبية، سيشارك نحو 4400 رياضي خلال 11 يوما من المنافسة.

سيضم الوفد الفرنسي 236 رياضيا، وهو رقم قياسي غير مسبوق. وتتراوح أعمار الرياضيين بين 15 عاما (ماري نغوسو) إلى 59 عاما (روزا مورسيا غانغلوف وديدييه ريتشارد)، وتمثل النساء 34.4% من الرياضيين الفرنسيين، مقارنة بما يزيد قليلا عن الربع قبل ثلاث سنوات. كما يرافق الرياضيين الفرنسيين عشرون مرشدا.

مواقع المنافسات

ستعود جميع مواقع ألعاب باريس 2024 إلى الخدمة تقريبا. وحده موقع كونكورد الرياضي الحضري سيتم تفكيكه، بينما لن يتم استخدام مركز سان دوني المائي الجديد.

تماما مثل زملائهم الأولمبيين، سيكون للرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة الحق في الحصول على بطاقة بريدية تذكارية لمعالم معروفة عالميا في العاصمة الفرنسية: جسر ألكسندر الثالث (سباق الترياثلون)، القصر الكبير (المبارزة على الكراسي المتحركة والباراتايكواندو)، وملعب برج إيفل (كرة القدم للمكفوفين)، ثم أنفاليد (الرماية لذوي الاحتياجات الخاصة)، ورولان غاروس (كرة المضرب على الكراسي المتحركة)، وقصر فرساي (ركوب الخيل).

وستستضيف صالة أرينا جنوب باريس لعبة البوتشيا وكرة المرمى، وهما مجالان لا يوجد لهما معادل أولمبي.

حفل الافتتاح

على غرار الألعاب الأولمبية، يقام حفل افتتاح الألعاب البارالمبية للمرة الأولى تاريخيا خارج ملعب أولمبي.

وحسب الموقع الرسمي للمنافسات فإن “موكب الرياضيين سيسير عبر شارع الشانزليزيه الشهير حتى ساحة كونكورد”، و”من المتوقع أن يشهد 65 ألف متفرج هذه اللحظة التاريخية، التي تسلط الضوء على التزام المدينة المضيفة بتيسير إمكانيتي الولوج والشمول”.

من جهة أخرى، ستتم إعادة إشعال المرجل الأولمبي باعتباره أبرز عناصر الحفل. وسيحمل علم فرنسا لاعب الثلاثي (الترياثلون) سابقا، ألكسي هانكوانت والرياضية نانتينين كيتا .

أسعار التذاكر

على الرغم من أن الأسعار المعلنة كانت مغرية – ابتداء من 15 يورو – إلا أن الإقبال في البداية لم يكن في مستوى التطلعات. إلا أن وتيرة المبيعات اليوم آخذة في التسارع، حيث تم بيع 400 ألف تذكرة منذ 26 يوليو/تموز، بحسب المنظمين، الذين يخططون لحملة إعلانية جديدة للترويج للحدث.

ساهمت بعض المواقع في رفع شعبية الألعاب، وعلى رأسها القصر الكبير وقصر فرساي، حيث بيعت مسبقا كل تذاكر المنافسات التي ستحتضنها وباتت جميع مقاعدها محجوزة. تماما كما الشأن بالنسبة لركوب الدراجات الهوائية على المضمار، والرماية الرياضية في شاتورو التريالثون مع مسابقة السباحة الخاصة بها في نهر السين.

وتظل التذاكر متاحة في 16 رياضة على الموقع الرسمي.

ميداليات مميزة

تتميز ميداليات دورة الألعاب البارالمبية في باريس 2024، باحتوائها على قطعة من الحديد الأصلي لبرج إيفل، على غرار الألعاب الأولمبية.

وصُممت الميداليات بحيث تسهل قراءتها باللمس، وتتضمن نقوشا وكتابة بطريقة برايد، بالتعاون مع شركة المجوهرات الفرنسية شوميه، لربط الرياضة بالتراث الثقافي المحلي.

مسار الشعلة البارالمبية

بعد مرور أسبوعين فقط من إطفاء المرجل الأولمبي في باريس – من قبل السباح ليون مارشان في بداية الحفل الختامي للألعاب الأولمبية، تعود الشعلة الرمزية يوم الثلاثاء 27 أغسطس إلى منطقة باريس.

ستسافر الشعلة، التي تم إيقادها رسميا السبت في ستوك ماندفيل (إنجلترا) – مهد الحركة البارالمبية- إلى حوالي خمسين منطقة قبل أن تقضي يوم الثلاثاء في ضواحي العاصمة ثم الأربعاء بجميع أنحاء باريس.

وقبل 4 أيام من انطلاق دورة الألعاب البارالمبية في باريس، أُوقِدَت الشعلة البارالمبية، السبت، في ستوك ماندفيل، مهد الحركة البارالمبية. حيث تحدى الرياضيان البريطانيان غريغور إيوان وهيلين رينسفورد المطر لإشعالها.

وكان رينسفورد، بطل التجديف لذوي الاحتياجات الخاصة، وإيوان، وهو لاعب كرة قدم على كرسي متحرك، أول من استهل رحلة الشعلة.

وأقيم حفل إيقاد الشعلة بالقرب من المستشفى، حيث نظم طبيب الأعصاب الألماني لودفيغ غوتمان لأول مرة رياضة للمحاربين القدامى المصابين في عام 1948.

وسافرت الشعلة عبر نفق قناة المانش إلى فرنسا، ثم عبر مختلف أنحاء فرنسا قبل وصولها إلى باريس.

ويشارك 4400 رياضي يتنافسون في 549 حدثا في 18 موقعا، بما في ذلك القصر الكبير واستاد فرنسا.

تحدي الولوج إلى وسائل النقل

من بين أبرز التحديات التي تواجهها اللجنة المنظمة للألعاب خلال المنافسات، مهمة تيسير التنقل لذوي الاحتياجات الخاصة من الرياضيين والجمهور. إذ وعدت سلطات العاصمة وكذلك رئيسة جهة “إيل دو فرانس” فاليري بيكريس مرارا بالعمل على تسهيل ولوج هذه الفئة لوسائل النقل العامة، بل كانت من أهم وعود الحكومة الفرنسية هذا العام، سيما وأن السلطات تواجه تحديات أكبر حين تستقبل باريس أكثر من 4000 لاعب من ذوي الاحتياجات الخاصة للمشاركة في هذه الألعاب.

تاريخ الألعاب البارالمبية

يعود تاريخ إطلاق الألعاب البارالمبية إلى عام 1948، عندما قام طبيب الأعصاب الألماني لودفيغ غوتمان بتنظيم فعاليات رياضية لقدامى المحاربين، الذين أصيبوا بالشلل النصفي أو أصبحوا حبيسي الكراسي المتحركة، في مستشفى ستوك ماندفيل، شمال غرب لندن.

تم برمجة هذا الحدث ليتزامن مع دورة الألعاب الأولمبية في لندن عام 1948، مما أدى إلى ولادة الحركة البارالمبية.

أقيمت الألعاب البارالمبية للمرة الأولى بروما سنة 1960، وقد جذبت 400 مشاركا من 23 دولة، تنافسوا في ثماني رياضات. منذ ذلك الحين، باتت دورة الألعاب تقام مرة كل أربع سنوات، وهي من أكبر الفعاليات الرياضية التي تعزز الإدماج الاجتماعي، وتكرس قيم التسامح وتكافؤ الفرص.

Share this post