اختتمت الأحد دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 بحفل بهيج في “ستاد دو فرانس” غلبت عليه الموسيقى الاحتفالية وسلمت في نهايته العاصمة الفرنسية الشعلة الأولمبية للوس أنجلوس الأمريكية في مشهد سينمائي وموسيقي مميز. من حفل الافتتاح غير المسبوق على ضفاف نهر السين إلى الرياضيين الذين جلبوا الأنظار سواء بإنجازاتهم الرياضية أو بالجدل الذي أثير حولهم… عودة على أهم ما ميز ألعاب باريس.
من المؤكد أن دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 التي اختتمت الأحد في “ستاد دو فرانس” ستبقى خالدة في الأذهان على الأقل فيما يخص الأماكن الشهيرة التي احتضنت الألعاب أو رياضيون جلبوا لهم الانتباه سواء بإنجازاتهم الرياضية أو بالجدل الذي أثير حولهم على وسائل التواصل الاجتماعي… عودة على مختارات من لحظات مميزة في ألعاب باريس
- حفل افتتاح غير مسبوق لكنه مثير للجدل
على غير عادة الألعاب الأولمبية، اختار المنظمون فكرة غير مسبوقة بتنظيم حفل الافتتاح على ضفاف نهر السين ما أتاح إعادة استكشاف معالم باريس المشهورة بمرور قوارب مختلف الوفود على جنبات متحف اللوفر وكاتدرائية نوتر دام وبرج إيفل، وعلى أنغام موسيقى ولوحات فنية شاركت فيها بالخصوص ليدي غاغا وآيا ناكاموا واختتمتها سيلين ديون بأغنية “نشيد الحب” لإيديت بياف.
إلا أن موكب القوارب الغارق في المطر الغزير الذي نزل على نهر السين كان في صدارة عناوين الأخبار العالمية.
كما أثار حفل الافتتاح غضب رجال الدين المسيحيين وحتى المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب لمشاركة متحولين جنسيا في مشهد تمثيلي فسره البعض على أنه محاكاة ساخرة للعشاء الأخير.
ونفى المدير الفني لحفل الافتتاح توما جولي أن يكون العرض “مستوحى” من لوحة العشاء الأخير، قائلا في حديث عبر قناة “بي اف ام تي في” الفرنسية: “ليس لدي مطلقا أي رغبة في السخرية من أي أمر أو تشويهه. أردت إنجاز حفل افتتاح ينطوي على إصلاح ومصالحة، ويعيد تأكيد قيم جمهوريتنا”.
- السباح ليون مارشان يأسر قلوب الفرنسيين بأربع ذهبيات
مع كل سباق خاضه السباح الفرنسي ليون مارشان أمام الجماهير الغفيرة بمسبح “لا ديفانس أرينا”، زاد تعلق الفرنسيين به حتى أن الصحافة الفرنسية وصفت شهرته بأنه “مارشون مانيا”، فهو يستحق ذلك على اعتبار أنه حقق إنجازا لم نشهده منذ أيام الأسطورة الأمريكي مايكل فيلبس الذي تابع سباقات السباح الفرنسي من الولايات المتحدة.
حقق السباح البالغ من العمر 22 عاما أربع ذهبيات في السبقات الفردية الأربعة: 200 م فراشة، و200 م صدرا، و200 م متنوعة و400 م متنوعة.
ووجه مارشان رسالة لمنافسيه بأنها “البداية فقط”، حيث وضع نصب عينيه منذ الآن ألعاب لوس أنجلوس في عام 2028.
- حضور جماهيري كبير في مواقع رياضية فريدة
لم يتوقف الاستثناء الباريسي في الألعاب عند حفل الافتتاح، بل تحولت معالم باريس إلى ساحات أولمبية، ساحة كونكورد مسرحا لرياضة سكيت بورد، وأمام برج إيفل أقيمت منافسات كرة الطائرة الشاطئية، وفي قصر “غران باليه” أقيمت منافسات رياضات قتالية مثل التايكواندو والجودو.
- باكستان تتفوق على الهند في رمي الرمح
أحرز أرشاد نديم أول ذهبية في مسابقة فردية لباكستان في تاريخ مشاركاتها الأولمبية، بعد تتويجه بلقب رمي الرمح، متفوقاً على الهندي نيراج شوبرا حامل لقب نسخة طوكيو الأخيرة.
قال نديم “المنافسة موجودة عندما يتعلق الأمر بمباريات الكريكيت والرياضات الأخرى. هناك تنافس بين البلدين، لكنه أمر جيد للشباب في كلا البلدين أن يشاهدوا رياضتنا ويتابعونا. إنه أمر إيجابي لكلا البلدين”.
وحظي نديم باستقبال شعبي واسع وتحول فوزه بالميدالية إلى حدث وطني.
- الرامي التركي والضابط السابق يوسف ديكيتش يحرز فضية ويده في جيبه
لم يكن الرامي التركي يوسف ديكيتش بحاجة إلى أي حركة استعراضية، ليصبح أحد نجوم أولمبياد باريس، إذ خطف ضابط الصف السابق في قوات الدرك، الأضواء حين فاز بفضية الفرق المختلطة لمسابقة مسدس الهواء المضغوط 10 أمتار، لعدم استخدامه أي معدات خاصة بالرماية وبوضعه يده اليسرى في جيبه خلال محاولاته وكأنه يرمي في حديقة منزله.
بات التركي بمنظره المسترخي تماماً حديث العالم وكتب أحدهم “الاسم ديكيتش. يوسف ديكيتش”، في إشارة إلى الجملة الشهيرة التي يطلقها بطل أفلام جيمس بوند للتعريف عن نفسه.
- الجزائرية إيمان خليف تتزين بالذهب وتتغلب على “التنمر”
في ليلة صاخبة في رولان غاروس، موطن بطولة فرنسا المفتوحة لكرة المضرب، فازت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف بذهبية 66 كلغ، متجاوزة الجدل المتعلق بهويتها الجنسية. ردت إيمان بذلك على “الهجمات” و”التنمّر” قبل أن تعلن بتحد “أنا امرأة مثل أي امرأة أخرى”.
وعلى غرار خليف، كانت التايوانية يو تينغ لين عرضة للاتهامات ذاتها بعدما استبعدت، كما حال الجزائرية من بطولة العالم العام الماضي لفشلها في اختبارات الأهلية الجنسية. لكنها تخطت كل ذلك وأحرزت ذهبية وزن 57 كلغ. قالت ابنة الـ 25 عاما “أنا مؤهلة تماماً للمشاركة، أنا امرأة مثل أي امرأة أخرى. لقد وُلدت امرأة، وعشت امرأة وتنافست كامرأة”.
- المصارع الكوبي ميخاين لوبيس يعود من الاعتزال ليدخل تاريخ الأولمبياد
دخل الكوبي ميخاين لوبيس تاريخ الألعاب الأولمبية كأول رياضي يحرز ذهبية في الفردي خمس مرات متتالية، وذلك بعد فوزه بلقب فئة 130 كلغ في المصارعة اليونانية الرومانية.
انفرد بالرقم القياسي لعدد الذهبيات المتتالية الذي كان يتشاركه مع العداء الأمريكي كارل لويس (سباقات السرعة والوثب الطويل)، السباح الأمريكي مايكل فيلبس (200 م متنوعة)، السباحة الأمريكية كايتي ليديكي (800 م حرة)، الأمريكي آل أورتر (رمي القرص)، الدنماركي بول إلفسترون (الشراع)، واليابانية كاوري إيتشو (مصارعة).
وكان من المفترض ألا يتواجد لويس في أولمبياد باريس بعدما اعتزل عقب النسخة الماضية قبل ثلاثة أعوام في طوكيو، لكنه عاد عن قراره وكان قراره مثمرا لأنه أدخله تاريخ الألعاب لكنه علق حذاءه بعد الفوز على أرض الحلبة في إشارة إلى أن مشوار الذي يحتفل قريباً بميلاده الـ42 وصل هذه المرة فعلياً إلى نهايته.
- صورة “سيلفي” تجمع الكوريتين بهاتف سامسونغ
تدوال مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورة “سيلفي” بين لاعبين من الجارتين الكوريتين الجنوبية والشمالية على منصة التتويج ذاتها لمسابقة كرة الطاولة للزوجي المختلط ، في سياق التوتر الدائم بين سيول وبيونغ يانغ.
وفي الصورة التي التقطها الكوري الجنوبي جونغ-هون ليم مع شريكته يو-بين تشين عقب تتويجهما ببرونزية الزوجي المختلط، ظهر الثنائي الكوري الشمالي صاحب الفضية والمكوّن من جونغ سيك ري وكوم يونغ كيم، إضافة إلى الثنائي المتوّج بالذهبية الصيني تشوكين وانغ تشوكين وينغشا سن.
والتقطت هذه اللحظة بواسطة هاتف سامسونغ، الرائد في مجال التكنولوجيا في كوريا الجنوبية.
وكتبت صحيفة “تشون هان ييبو” الكورية الجنوبية الشهيرة “صورة شخصية مع العلمين الوطنيين للكوريتين وهاتف سامسونغ”.
