لم يفتر الجدل بعد حول مشاركة الملاكمة الجزائرية إيمان خليف (أقل من 63 كلغ) في دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس غداة نزالها الفائق السرعة أمام الإيطالية أنجيلا كاريني في دور 16 والذي دام 46 ثانية. ولا شك أن الخلاف بين الاتحاد الدولي للملاكمة واللجنة الأولمبية الدولية بشأن هرمون التستوستيرون يغذي الشرخ في المواقف والقرارات. وتخوض خليف منازلة الدور ربع النهائي السبت بعد الظهر.
أثار النزال بين الملاكمة الجزائرية إيمان خليف (25 عاما) ومنافستها الإيطالية أنجيلا كاريني، الخميس، وابلا من التعليقات الرسمية، سواء في إيطاليا أو الجزائر، أو خارجهما. وانتهى النزال بعد 46 ثانية إثر قرار كاريني الانسحاب نتيجة تعرضها للكمتين قويتين على الرأس.
ودافعت السلطات السياسية والرياضية في إيطاليا عن ملاكمتها إذ قالت رئيسة الحكومة جورجيا ميلوني إن “النزال لم يكن عادلا” (بمعنى “نزيها”) بين المتنافستين، فيما ألمح اليميني المتطرف ماتيو سالفيني (نائب رئيسة الوزراء) إلى أن خليف ليست امرأة.
أما في الجزائر، فندد وزير الرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية عبد الرحمان حماد (صاحب برونزية القفز العالي في أولمبياد سيدني 2000) بتعرض خليف “لحملة من طرف جهات خارجية تتنافى مع الأخلاق والقيم الأولمبية” مؤكدا دعم بلاده لها. وتخوض إيمان خليف نزال الدور ربع النهائي ظهر السبت المقبل.
اختبار منفصل ومعترف به، لكن تفاصيله سرّية
ويدور الجدل حول الملاكمة الجزائرية بشأن أهليتها لخوض دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس، وذلك على خلفية مستويات هرمون التستوستيرون الذي يجد مصدره أصلا في خلاف بين الاتحاد الدولي للملاكمة واللجنة الأولمبية الدولية.
فمن جهة، يؤكد الاتحاد الدولي للعبة أن إيمان خليف قد تم استبعادها في 2023 من خوض نهائي بطولة العالم في نيودلهي “لعدم تلبية معايير الأهلية، مقرا بأنها “لم تخضع لفحص التستوستيرون، لكن لاختبار منفصل ومعترف به (لكن) تبقى تفاصيله سرّية”. ومن جهة أخرى، اتهمت الأولمبية الدولية اتحاد الملاكمة باتخاذ “قرار تعسفي”.
وعلى إثر ذلك، قررت اللجنة استبعاد الاتحاد من هياكلها عقب نزاع بين رئيستي المنظمتين الدوليتين، الألماني توماس باخ والروسي عمر كريمليف، بشأن الحوكمة والمالية والأخلاقيات، ما يعني أن الهيئة الأولمبية الدولية تتحمل مسؤولية تنظيم الملاكمة في ألعاب باريس.
“إنهن نساء في جوازات سفرهن… هذه هي حالهن”
فيما أكد المتحدّث باسم اللجنة الأولمبية الدولية مارك أدامز أن “كل من يتنافس في فئة السيدات يمتثل لمعايير الأهلية. إنهن (بالمجمل) نساء في جوازات سفرهن… هذه هي حالهن، وهن إناث”. وأضاف أن “مستوى التستوستيرون ليس اختبارا مثاليا. يمكن أن يساوي لدى العديد من النساء معدلات الذكور، ومع ذلك يشاركن مع النساء. لذا فإن فكرة إجراء اختبار واحد لتحديد مستوى هرمون التستوستيرون من أجل حل المشكلة فجأة ليست صحيحة…”.
يُذكر أن إيمان خليف شاركت في الألعاب الأولمبية الأخيرة في طوكيو، من دون أن تثير مشاركتها أي جدل.