الأطراف الرئيسية في الصراع بالسودان

القاهرة (أ ف ب) – الحرب في السودان متواصلة منذ أكثر من 15 شهرا بين الجيش وقوات الدعم السريع اللذين دعتهما واشنطن إلى مفاوضات سلام في سويسرا. ويلقى كل طرف دعما من مسؤولين سياسيين محليين ودول أجنبية.

نازحون من ولاية سنار ينصبون خيمهم في القضارف شرق السودان في 14 تموز/يوليو 2024 © / ا ف ب/ارشيف

في ما يأتي أبرز الأطراف في النزاع السوداني:

الأطراف الداخليون

يقود الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

في تشرين الأول/اكتوبر 2021، نفذ البرهان، بمساندة نائبه أنذاك الفريق محمد حمدان دقلو، انقلابا لإزاحة المدنيين الذين كانوا يشاركون العسكريين في حكم البلاد خلال المرحلة الانتقالية التي أعقبت اطاحة الدكتاتور عمر البشير في نيسان/ابريل 2019.

في 15 نيسان/ابريل 2023، اندلعت الحرب بين الجنرالين اللذين يتصارعان على السلطة ما أٍفر عن سقوط عشرات آلاف القتلى حتى الآن.

وانبثقت قوات الدعم السريع من ميليشيا الجنجويد التي ارتكبت فظاعات خلال النزاع في دارفور في العقد الأول من القرن الحالي.

إضافة الى الجيش وقوات الدعم السريع، “ثمة معسكر ثالث له ثقل في اقليم دارفور مكون من مجموعات متمردة سابقة لا تتبع البرهان ولا دقلو”، على ما قال لوكالة فرانس برس الباحث جلال هرشاوي من معهد رويال يونايتد سيرفسيز البريطاني.

وبعض هذه الجماعات تفاوضت للتوصل إلى هدنة محلية بين الطرفين ولا سيما في دارفور، فيما قدمت أخرى دعما كاملا للجيش.

وهناك أخيرا مدنيون ينضوون تحت “لجان المقاومة الشعبية” ويعارضون بشكل اساسي قوات الدعم السريع.

على الصعيد السياسي، تدين الحكومة بالولاء للجيش وتصف ب “الارهابيين” قوات الدعم السريع.

أما رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، الذي أطيح بانقلاب 2021، وكتلته “تقدم” فيتهمان الحرس القديم لعمر البشير باستغلال الجيش لاستعادة السيطرة على السلطة. ويتهمهم الجيش من جهته بأنهم واجهة لقوات الدعم السريع.

الأطراف الخارجيون

على غرار النزاعات الأخرى، تؤجج التدخلات الخارجية النزاع في السودان.

وتواجه الامارات العربية المتحدة اتهامات بأنها الداعم الاساسي لقوات الدعم السريع وهو ما تنفيه أبو ظبي.

يقول هرشاوي “منذ بداية الحرب، قدمت الامارات دعما ماديا وسياسيا وعسكريا لقوات الدعم السريع”.

في تقرير نشر في كانون الأول/يناير، ندد خبراء فوضهم مجلس الأمن الدولي بانتهاكات للحضر المفروضة على الأسلحة مشيرين إلى دول عدة، من بينها الامارات المتهمة بارسال سلاح الى قوات الدعم السريع.

تبدو مصر من جانبها أكثر ميلا الى دعم الجيش رغم أنها تشارك الإمارات توجهاتها الجيوسياسية الإقليمية. وتحتفظ بنفوذ على صعيد الملف السوداني.

أما إيران فقد استأنفت في تشرين الأول/اكتوبر 2023، علاقاتها الدبلوماسية مع السودان بعد قطيعة استمرت لسنوات طويلة.

وبحسب هرشاوي، بدأت طهران في النصف الثاني من العام نفسه في بيع مسيرات للسودان “وتطورت هذه العلاقة التجارية الى دعم استراتيجي وسياسي ما عزز بشكل واضح الدور الايراني (في السودان) منذ بداية العام الحالي”.

ويتابع هرشاوي أن روسيا كانت تساند في بداية النزاع قوات الدعم السريع ولكنها بدأت في إعادة حساباتها مع تطور العلاقات بين البرهان وحليفها الإيراني، خصوصا مع اهتمام موسكو منذ زمن طويل بميناء بورتسودان” الاستراتيجي الذي بات الآن مقرا للجيش والحكومة.

في نهاية أيار/مايو، أكد ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش السوداني أنه تمت الموافقة على طلب لموسكو بإقامة “قاعدة” على البحر الأحمر في “مقابل امداد عاجل بالأسلحة والذخائر”.

ورغم هذه التطورات، مازالت اللإمارات تدعم الفريق دقلو، وفق هرشاوي الذي يشير الى “ظهور تعقيدات، خصوصا في تشاد، حيث يواجه الرئيس محمد ادريس ديبي صعوبة في منع رجاله من التصدي لقوات الدعم السريع في دارفور بعدما أقنعته الامارات بتوفير قواعد لوجيستية بدعم دقلو”.

وفي ليبيا، سهل المشير خليفة حفتر، المدعوم من الامارات، حصول قوات الدعم السريع على “كميات كبيرة من الوقود والسلاح لقوات الدعم السريع”، بحسب هرشاوي الذي يشير الى “مواجهة ليبيا بسبب تدفق أعداد متزايدة من اللاجئين في جنوب البلاد”.

وفشلت كل الوساطات التي قامت بها السعودية والولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي. وتحاول إثيوبيا كذلك القيام بوساطة.

Share this post